بعد انقلاب كوهين وتحقيق مولر.. ترامب يدخل مرحلة جديدة من العزلة

كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، تقريرًا -اليوم الجمعة- حول العزلة التي يدخلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رويدًا رويدًا.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن مايكل كوهين محامي الرئيس الأمريكي السابق انقلب عليه مؤخرًا، وكذلك عدد من أصدقائه الذين أصبحوا شهودًا لدى وزارة العدل الأمريكية التي يحاول ترامب السيطرة عليها، واستطاع المدعون العامون أيضًا الحصول على تعاون شركة الإعلام الأمريكي (أمريكان ميديا إنك)، ناشرة الصحيفة التي ساعدت بشكل روتيني في ترديد ترامب للقصص السيئة التي استهدف بها أعدائه".

ونتيجة لذلك، بحسب الصحيفة؛ أصبح ترامب منعزلًا عن الجميع تقريبًا في الفترة التي يدخل فيها أكثر المراحل صعوبة في رئاسته والمليئة بمخاطر سياسية وقانونية.

وتضيف الصحيفة، أن نيك أيرز كبير الموظفين لدى نائب الرئيس مايك بنس كان الخيار الأول لترامب لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض ولكنه رفض المنصب، ونتيجة لذلك فترامب لا يزال يبحث عن مرشح آخر بعد رفض عدد من المرشحين تولي المنصب.

عندما يحل شهر يناير، من المتوقع أن تثير الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي المنتخبة حديثًا بعض المشاكل لترامب، وكانت نانسي بيلوسي، التي ستصبح في الغالب المتحدثة الرسمية القادمة باسم المجلس، أعلنت أنه من المحتمل أن تتخذ لجنة بمجلس النواب الخطوات الأولى للبحث عن الإقرارات الضريبية الخاصة بترامب والتي تم إخفائها لمدة طويلة، وهو الجهد الذي سيضطر الرئيس لمحاربته، بحسب الصحيفة.

محامي ترامب الحالي رودولف جيولياني، تم رصده في البحرين في محاولة لحشد العمل لشركته الأمنية الخاصة، على الرغم من تعهد المدعي العام الجديد في نيويورك بالتحقيق في امبراطورية أعمال عائلة ترامب، ويواصل المحامي الخاص روبرت مولر التحقيق في دور روسيا في انتخاب ترامب وعما إذا كان الرئيس يسعى إلى عرقلة العدالة من خلال محاولة إنهاء التحقيق.

وقالت باربرا روس التي عملت لعدة سنوات في مؤسسة ترامب: "لا أعتقد أن ترامب كان في مثل هذا الموقف من قبل في حياته، ففي السابق كان لديه كل القوة على العكس من المحيطين به".

ويحاول ترامب بالفعل ممارسة نفوذه، وأيد عدد قليل من الجمهوريين تهديداته بإجبار الحكومة على الدخول في حالة من الإغلاق في أعياد الكريسماس إذا لم يوافق الكونجرس على خمسة مليارات دولار لجدار حدودي مقترح.

وقال نيوت جينجريتش، متحدث سابق باسم مجلس النواب الذي زار البيت الأبيض يوم الأربعاء: إن "ترامب يحفر في حروب الخنادق مع أعدائه السياسيين والقانونيين، كل هذه الأشياء التي تواجهه مؤلمة، لكنه رجل خاض الكثير من المعارك"، مضيفًا أنه "يتمنى أن تختفي تلك المشاكل ولكنه مستعد للخوض فيها إذا اضطر إلى ذلك".

توني شوارتز، الكاتب الخفي لكتاب "فن الصفقة" الذي كتبه ترامب قال: "تصفية الحسابات التي يواجهها ترامب الآن تأتي بعد عقود من العمل معتقدًا أنه فوق القانون، حيث مرّ بالكثير ولوقت طويل كان يعتقد أنه لا يمكن المساس به".

ويضيف شوارتز، تعلم ترامب الكثير من الرجل الذي كان مرشده، المحامي روي كوهن، وذلك يتمثل في "اكذب في كل شيء، هاجم أعدائك بضعف قوة مهاجمتهم لك، استمر في ذلك بلا كلل أو ملل حتى يستسلم الناس ويتوقفون عن الجدال حول حقيقتك الزائفة".

وأكد شوارتز، أن "ترامب لا يزال يعيش في ذلك الواقع، ولكن العالم لم يعد يستطيع التحمل بعد الآن".

وأكد عدد من المقربين من الرئيس الأمريكي، الذين تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن أسمائهم، أن ترامب يشعر بالفعل بأن من حوله لا يحترمونه، وقلق بشأن فقدان الدعم من المانحين الماليين الأقوياء والمشرعين الجمهوريين بسبب تفاقم مشاكله القانونية والسياسية.

وقال عضو جمهوري مقرب من قيادة الحزب: "لا يزال قادة الحزب لا يقولون ذلك بشكل علني ولكن معظم الجمهوريين يفهمون أن الوضع الحالي لن ينتهي بشكل جيد".

ويضيف جيمس ترست، الرئيس السابق لقسم الجرائم المنظمة بوزارة العدل، أن "إقناع الأصدقاء الموالين بالانقلاب على رفقائهم هو مفتاح أي تحقيق معقد، وفي حالة ترامب المحيطين به عبارة عن رجال أعمال ومحامين وأشخاص يمكن التأثير عليهم ولديهم عائلات يودون حمايتها عندما يتعلق الأمر بقضاء بعض الوقت في السجن".

وتقول الصحيفة، إن بعض حلفاء ترامب من الجمهوريين بدأوا في إظهار قلقهم حول ما إذا كان ترامب قد انتهك القانون في نظام "أموال الصمت" -التي تم دفعها للعارضتين ستورمي دانييلز وكارين مكدوجال- حتى لو كان من غير المحتمل أن يتم مقاضاته أثناء وجوده في منصبه.

وأعلن السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي عن قلقه للصحفيين حينما قال: "هل أنا قلق من احتمالية اشتراك الرئيس في جريمة؟ بالطبع"، على الرغم من أنه أشار إلى أن تلك الخروق المالية قد لا ترقى لتكون جريمة.

والآن بعد رفض كريس كريستي لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، ومن قبله كبير موظفي نائب الرئيس نيك أيرز، يبدو أن عزلة ترامب تساهم بشكل ما في صعوبة اختياره لشخص لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض بعد رحيل جون كيلي في نهاية العام.

وبحسب شوارتز، الكاتب الخفي لكتاب ترامب، فإن الرئيس لا يشعر بالمشاعر الإنسانية التي نشعر بها نحن البشر، فهو على سبيل المثال لا يشعر بالندم أو الخجل لأنه بلا ضمير ولا يوجد لديه وعي ذاتي".

واختتمت الصحيفة تقريرها بقول شوارتز: "على الرغم من أن سلوكه في الفترة الحالية يدل على أنه يشعر بالخوف والعزلة، إلا أن ترامب سيكون آخر شخص يعترف بهذا".