لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"السبت" الذي تحول إلى "كابوس" للحكومة الفرنسية

02:33 م السبت 15 ديسمبر 2018

احتجاجات حركة السترات الصفراء

كتبت- هدى الشيمي:

تستمر الاحتجاجات التي نظمتها وأطلقتها حركة "السترات الصفراء" الفرنسية للأسبوع الخامس على التوالي، إذ يشارك عشرات الآلاف من الفرنسيين في احتجاجات، اليوم السبت، وسط استنفار أمني وتعبئة الآلاف من قوات الشرطة والدرك الفرنسية.

في البداية كانت الاحتجاجات للتنديد بزيادة سعر الوقود وفرض رسوم عليها على شكل ضريبة بيئية، وأيضا ضد السياسات التي تتبعها حكومة الرئيس إيمانويل ماكرو الذي يصفه المحتجون ب"رئيس الأغنياء". تلك السياسات التي حدت من القدرة الشرائية لشرائح كثير من المجتمع الفرنسي.

أدت الاحتجاجات إلى تراجع شعبية ماكرون إلى ما دون 30 في المئة، وهو أدنى مستوى وصل له منذ انتخابه في عام 2017، وفي المقابل وجدت استطلاعات الرأي أن 73 في المئة من الفرنسيين يؤيدون التظاهرات رغم أعمال الفوضى والعنف التي شهدها الشارع الفرنسي في الأسابيع الماضية.

2

كان الرئيس الفرنسي قد أقر بمسؤوليته في إثارة مشاعر الغضب لدى المحتجين، وإعلانه عن سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين في محاولة منه لحل الأزمة، ومن بينها رفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو، اعتبارا من 2019، دون أن يتحمل أرباب العمل أي تكلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية اعتبارا من 2019 وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمن يتقاضون أقل من ألفي يورو شهريا.

إلا أن تصريحات ماكرون والاحتجاجات التي جمعت بين رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب وممثلي السترات الصفراء لم تستطع احتواء غضب المتظاهرين.

أكد المجتجون استمرار مظاهراتهم كل يوم سبت وهو أحد يومي إجازة نهاية الأسبوع، حتى تنفيذ مطالبهم الأربعين التي قدموها إلى وسائل الإعلام المحلية في وقت سابق والتي تتضمن إعادة ضريبة الثروة التي ألغيت بزعم دعم الاستثمار.

وفيما يلي نستعرض أبرز الأحداث التي جرت في الأسابيع الأربعة الماضية:

السبت الأول: البداية

تمكنت السترات الصفراء من حشد أكثر من 10 ألف شخص ذلك اليوم، ونزلوا إلى الشوارع منددين بسياسات ماكرون، دون أن يؤثروا على حركة المرور أو الحياة اليومية.

تخللت الاحتجاجات حوادث سير، إلا أنها لم تشل حركة المرور أو الحياة اليومية، لكنها مع ذلك تسببت في وفاة شخصين، وإصابة 66 شخصًا، كان بعضهم في حالة خطيرة حسب وزارة الداخلية الفرنسية.

3

ولجأت الشرطة الفرنسية للغاز المسيل للدموع لتفريق التجمعات، وأوقف 24 شخصًا.

وقالت وزارة الداخلية إن أكثر من الفي تجمع شارك فيها 124 ألف شخص، فيما سار خمسون متظاهراً من قوس النصر إلى جادة الشانزيليزيه هاتفين "ماكرون استقل".

السبت الثاني: "استقالة ماكرون"

تصاعدت حدة التوترات في الأسبوع الثاني للاحتجاجات، خاصة مع زيادة عدد المتظاهرين الذي تجاوز 80 ألف شخص في جميع أنحاء فرنسا مطالبين باستقالة ماكرون، من بينهم حوالي ثمانية آلاف متظاهر شاركوا في المظاهرات في باريس، وخمسة آلاف في جادة الشانزليزيه الشهيرة، حسب وزارة الداخلية.

وتحدى المتظاهرون الشرطة إذ حاول بعضهم اختراق الحواجز والوصول إلى قصر الإليزيه، مقر الرئيس الفرنسي، حيث تُحظر الاحتجاجات.

وما كان من الشرطة إلا مواجهة المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريقهم.

وشهدت باريس أعمال فوضى، إذ أقام محتجون ملثمون في وسط المدينة حواجز ودمروا أثاثا وألقوا القرميد ومواد أخرى على الشرطة، ونشرت وسائل الإعلام المحلية صورة لشاحنة مشتعلة في الشانزليزيه.

4

وخارج العاصمة الفرنسية، كانت هناك بعض الاحتجاجات الأصغر حيث قطع الطرق السريعة وتنظيم احتجاجات أمام مستودعات الوقود.

وألقت الشرطة القبض على 35 شخصا خلال الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وتم احتجاز 22 آخرين لدى الشرطة، حسب وزارة الداخلية.

من جانبه، ندد ماكرون بتصرفات بعض المتظاهرين وتورطهم في مصادمات مع الشرطة، وكتب عبر موقع تويتر: "عار على الذين هاجموا قوات الأمن، وعار على أولئك الذين كانوا يمارسون العنف ضد المواطنين الآخرين والصحفيين"، بعد أن تحولت المظاهرة الأخيرة في العاصمة ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى العنف.

السبت الثالث: "قوس النصر"

عاد المتظاهرون إلى الشوارع في الأسبوع الثالث للاحتجاجات، وتزايد عددهم ليتجاوز 85 ألف شخص، ما دفع السلطات إلى نشر 10 آلاف من أفراد الشرطة والدرك الفرنسي لمواجهة الاحتجاجات، إلا أنهم عجزوا عن التصدي لأعمال الفوضى والنهب والتخريب.

اقتحم بعض المتظاهرين الشوارع المجاورة لقوس النصر، أحد أشهر المعالم السياحية في باريس، وخربوا مستودعات النفايات وأحرقوها، كذلك وقعت عملية سطو مسلح على أحد البنوك في العاصمة الفرنسية، حسبما أفادت قناة العربية.

كما تصاعدت حدة المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، وخيّمت سحابة من الضباب فوق نصب قوس النصر وسط محاولات قوات الأمن إجبار المتظاهرين على التراجع باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، وفقًا لإذاعة مونت كارلو الفرنسية.

1

واقترب المتظاهرين اقتربوا من برج إيفل وحاولوا الوصول إلى مواقع سيادية وسياحية، في حين أغلقت 19 محطة للمترو في العاصمة الفرنسية مع استمرار الصدامات، حسب مراسل العربية.

لم تقتصر أعمال العنف والفوضى على باريس فقط، ولكنها انتقلت إلى المدن والقرى الفرنسية الأخرى، إذ أحرق المتظاهرون عدداً من المركبات وحطموا محال تجارية، وحاصر المتظاهرون مقرا للشرطة في إحدى القرى النائية.

5

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عدد المعتقلين من محتجي "السترات الصفراء" ذلك اليوم وصل إلى 287 شخصا في العاصمة باريس وسقط أكثر من 100 جريح، فيما نددت بأعمال العنف التي شهدتها البلاد، كذلك طالبت وزيرة الصحة الحركة بطرد الجماعات المتطرفة من داخلها.

وقال وزير الداخلية كريستوف كاستنير " إن الذين كانوا في باريس اليوم لم يكونوا من السترات الصفراء، بل أتوا للتكسير، للسرقة، للاعتداء على الآخرين وحتى للقتل".

السبت الرابع: باريس مدينة أشباح

مع دخول احتجاجات السترات الصفراء أسبوعها الرابع، تحولت باريس إلى ما يشبه مدينة أشباح، إذ أغلقت السلطات برج إيفل ومتحفا اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، وإغلاق 20 محطة مترو مؤدية إلى شارع الشانزليزيه في باريس، والمنطقة المحيطة بقصر الإليزيه، بينما ألغي عدد من مباريات كرة القدم.

وفي إطار التدابير الأمنية التي تتخذها السلطات منعًا لوقوع أعمال شغب، نشرت قوات الأمن الفرنسية، 14 سيارة مُدرعة في العاصمة الفرنسية باريس، بالإضافة إلى 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء فرنسا.

6

كذلك صادرت الشرطة الفرنسية معدات وسترات وقائية خاصة بصحفيين ومنعت بعض محتجي "السترات الصفراء" من استقلال القطارات المتجهة إلى باريس.

بالإضافة إلى استقالة ماكرون، طالب المحتجون، الذين بلغ عددهم 31 ألف في فرنسا و8 آلاف في باريس، باستقالة الرئيس ماكرون وحتى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي (فريكست)، لتتجاوز بذلك المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي رفعها المحتجون عند اندلاع الاحتجاجات منتصف الشهر الماضي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان