إعلان

العالم في 2019: نهاية الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط

03:36 م الجمعة 21 ديسمبر 2018

القوات الأمريكية - أرشيفية

كتبت- إيمان محمود:

في عام 1972، طرد الرئيس الراحل أنور السادات المستشارين العسكريين التابعين للاتحاد السوفيتي "سابقًا" من مصر، ومهد الطريق لعقود من الهيمنة الأمريكية، وخيبة أمل كبيرة في الشرق الأوسط والتي تتوقع مجلة إيكونوميست البريطانية أن تنتهي بشكل تدريجي مع بداية عام 2019.

تقول المجلة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إنه في عام 2013؛ تنازل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن الهيمنة الأمريكية، عندما رفض القيام بعمل عسكري ضد استخدام الغازات السامة في سوريا، وسعى فيما بعد إلى الاتفاق النووي مع إيران.

وعلى النقيض؛ قام الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، بهجوم صاروخي على سوريا، كما قام بتهديد إيران، لكنه يتأرجح بين التهديد بسحق الأعداء والخروج كليًا من الشرق الأوسط؛ ففي بعض الأحيان تجبره الأحداث أو مستشاريه أو حتى السياسة الداخلية على اتخاذ إجراء. لكن ترامب يثبت في الغالب أنه يختلف عن أوباما.

وترى المجلة أن هذا من شأنه أن يجعل هناك عدم قدرة على التنبؤ وعدم فعالية وفوضى مطولة، قد يتم التفاوض على اتفاقات جزئية في اليمن وسوريا وليبيا، من دون إيجاد حلول دائمة لإنهاء الحروب.

كما أن صفقة ترامب النهائية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين –المعروفة بصفقة القرن- سوف تولد ميتة، إذا ظهرت خطة من الأساس، والعقوبات الأمريكية على إيران لن تزيح نظامها الديني، وستعزز متشدديها، سوف يستغل الجهاديون أي مساحة لإعادة بناء أنفسهم، بحسب المجلة.

وتعتقد المجلة البريطانية أن خطر الحروب الجديدة سوف يكون قائمًا في عام 2019، إن لم يكن عن طريق القصد سيكون عن طريق الخطأ؛ فقد كان إسقاط طائرة تجسس روسية في سبتمبر الماضي، بواسطة الدفاع الجوي السوري التي كانت تستهدف القاذفات الإسرائيلية، تحذيرًا لما يمكن أن تسير عليه الأمور على نحو خاطئ عندما تقاتلت العديد من القوى المُختلفة في أماكن قريبة.

وقالت المجلة، إن أحد المخاطر أيضًا يتمثل في نشوب حرب بين إسرائيل وإيران وحلفائها، خاصةً ميليشيات حزب الله اللبنانية.

خطر آخر استعرضته المجلة؛ وهو انخراط تركيا في القتال ضد القوات السورية التابعة للرئيس بشار الأسد "وحليفيه الروس والإيرانيين" إذا حاولوا استعادة السيطرة على إدلب الحدودية السورية التركية، والتي مازالت تسيطر عليها قوات المُعارضة السورية.

أما قطر وتركيا؛ فترى المجلة أن تعاطف ترامب مع ما وصفتهما بـ"الصديقين الاستبداديين" يغذّي في نهاية المطاف عدم الاستقرار، لكنه سيقلق أكثر بشأن فقدان النفوذ، والعقود الدفاعية.

وتعتقد المجلة أن روسيا ستقدم نفسها بشكل أكبر كقوة لا غنى عنها في الشرق الأوسط، بعد أن أنقذت الرئيس السوري بشار الأسد بتدخلها العسكري في سوريا عام 2015، لكنها حتى الآن تجنبت الوقوع في مستنقع كالذي استنزف أمريكا في العراق.

وأكدت أن روسيا أظهرت نفسها كداعمة تقف إلى جوار حلفائها، بغض النظر عن مدى دفاعها، كما أنها استعرضت أساليبها في القتال، وأوجدت واجهة لعرض مبيعات معداتها العسكرية.

روسيا هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بعلاقات ودية مع جميع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين؛ من بينهم إسرائيل وتركيا، وإيران بشكل حاسم، "المفتاح لأي حل في سوريا سيكون في أيدي روسيا، وليس أمريكا"، على حد قول المجلة.

وعلى الرغم من أن روسيا قدمت القوة الجوية إلى "المحور " في المنطقة، فقد تعاونت أيضًا مع السعودية لإدارة إنتاج النفط ودفع سعر النفط إلى الحد الذي أغضب ترامب.

إسرائيل والسعودية بالإضافة إلى عدد من الزعماء العرب، رحبوا بترامب وجازفوا بخطر الإضرار بعلاقات مستقبلية مع الديمقراطيين الأمريكيين، بحسب المجلة التي أوضحت أن دول الخليج ترى أن ترامب "صديق متقلب"، وهو الخوف الذي عززه تهديد ترامب حينما قال "الملك سلمان أنه لن يظل في الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكي".

ولذلك؛ توقعت المجلة أن توفر روسيا بديلاً لما أسمته بـ"اللامبالاه الأمريكية".

تحقق الصين نجاحات أيضًا –بحسب المجلة- فلديها قاعدة بحرية في جيبوتي، كما اتصلت سفنها الحربية بموانئ الخليج، وباعتبارها أكبر مستورد للنفط في الخليج، فإن لها مصلحة حيوية في أمن المنطقة.

لكن "إيكونوميست" رأت أن الصين ستقتصر في الغالب على متابعة الصفقات الاقتصادية، وستبتعد عن المشاكل السياسية والأمنية بالمنطقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان