لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحليل إسرائيلي يكشف: انسحاب أمريكا من سوريا سيُعيد تشكيل الشرق الأوسط

09:50 م الجمعة 21 ديسمبر 2018

تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا

كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحليلًا للكاتب والمحلل العسكري تسيفي بارئيل، حول تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

ويقول الكاتب في بداية تحليله: "أظهر الأكراد في سوريا كفاءة ومقدرة حربية عالية على مواجهة تنظيم داعش، وليس هذا فحسب، بل أعطوا الولايات المتحدة ذريعة أساسية للتواجد في المنطقة التي تتحكم فيها روسيا بشكل أساسي. وأسست تركيا جبهة التحرير الوطني - المكونة من ميليشيات سورية بما في ذلك الجيش السوري الحر - لتحصل على نفوذ عسكري ودبلوماسي في سوريا. واستخدمت واشنطن الأكراد للغرض نفسه. كان جزءًا من مهمتهم هو ضمان الحفاظ على المصالح الأمريكية في المستقبل أيضًا".

ولضمان تحقيق هذه الغاية (الحفاظ على المصالح الأمريكية)، خطط الأمريكيون لإقامة مراكز مراقبة في سوريا بالقرب من الحدود التركية لردع أي هجوم قد تشنه تركيا على الأكراد، وكان مبرر واشنطن الرسمي هو حماية تركيا من الهجوم، لكن تركيا لم تصدق هذا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع، أنه ينوي إرسال قوات تركية أعمق إلى سوريا لتحرير مدينة منبج من سيطرة الأكراد، وهذا من شأنه أن ينتهك اتفاقيته مع واشنطن التي بموجبها تقوم القوات الأمريكية والتركية بدوريات مشتركة خارج المدينة، ومثل هذا الإعلان معضلة لواشنطن وتركهم يتساءلون: هل يواصلون دعم الأكراد أم يستجيبون لمطالب تركيا؟

صورة 1

قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، يظهر أن تركيا فازت بهذه الجولة، حيث تخلت عن حلفائها الأكراد، الذين أصبحوا بلا حماية أمريكية باستثناء الضغوط الدبلوماسية، التي أثبتت بالفعل عدم فعاليتها.

وأشار الكاتب إلى أن القرار الذي اتخذته واشنطن ليس واضحًا ما إذا كان نابعًا من اتفاقية بموجبها ستلغي تركيا أو تجمد صفقة S-400 مع روسيا، ولكن من وجهة نظر تركيا، هذا هو الضوء الأخضر لمواصلة الاستيلاء على جميع المناطق الكردية من مدينة عفرين شرقا، لمنع إنشاء منطقة كردية مستقلة مثل تلك الموجودة في العراق.

أردوغان قال إنه تحدث إلى ترامب هذا الأسبوع حول نيته في غزو المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات و"أعطى ترامب موافقته"، وإذا كان ذلك صحيحًا، يبدو أنه من المحتمل أن يكون هناك نوع من الاتفاق يربط بين انسحاب أمريكا من سوريا وشراء صفقة "إس 400" من روسيا، بحسب الكاتب.

ويمكن لروسيا وإيران، الشركاء المعاونين لسوريا، أن يرتاحا الآن بعد مغادرة الولايات المتحدة، وأن تبدأ في التخطيط لخططهما الخاصة. ويقول الأكراد -بحسب الكاتب- إن روسيا تدفع تركيا إلى غزو أجزاء من شرق سوريا لإجبار الأكراد على الانضمام إلى العملية الدبلوماسية، الأمر الذي من شأنه أن يزيل واحدة من أكبر العقبات أمام تشكيل فريق تفاوضي موحّد للمعارضة.

ووافقت روسيا وإيران وتركيا هذا الأسبوع على عقد اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف في أوائل العام المقبل تحت رعاية الأمم المتحدة، ومن المقرر أن يضم المؤتمر 50 ممثلًا حكومياً و50 ممثلًا عن المعارضة، و50 مستقلين.

صورة 2

ويهدف المؤتمر إلى إنشاء لجنة صياغة دستورية ستقرر قضايا مثل سلطات الرئيس، والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا، وقالت واشنطن مؤخرًا إنها لن تعارض بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة إذا فاز في انتخابات حرة، لكنها لم تقل كلمة واحدة عن الحكومة التي تريد رؤيتها في سوريا، والحماية الدستورية للأقليات مثل الأكراد، والترتيبات الأمنية وانسحاب القوات الأجنبية.

وأضاف الكاتب، أن أمريكا تفهم أنها لم تعد حتى قادرة على التأثير على شكل النظام السوري الجديد.

مستقبل إدلب

أحد الأسئلة المثيرة للقلق، بحسب الكاتب، يتعلق بإعادة إعمار سوريا بعد الحرب، والتي من المتوقع أن تُكلف ما بين 300 إلى 400 مليار دولار. حيث أعلنت واشنطن وأوروبا أنهما لن يساهما إلا إذا كانت هناك حكومة توافقية مستقرة، ولكن لن يتمكن أي شخص لا يشارك في إعادة الإعمار من التأثير على حكومة الأسد.

وفي هذه الأثناء، يجب على الجيش السوري أن يسيطر على جيب واحد إضافي ليستعيد السيطرة على البلاد وهي منطقة إدلب، التي تضم حاليًا ما بين 100 ألف و150 ألف مقاتل انتقلوا إلى هناك من جميع أنحاء البلاد بعد اتفاقيات وقف إطلاق النار التي رعتها روسيا.

في أكتوبر، كانت إدلب على وشك هجوم عسكري كبير كان يمكن أن يقتل الآلاف، لكن في ظل الضغوط التركية والأمريكية، وافقت روسيا على تأجيل الهجوم في مقابل وعد تركي بأن يزيل المتمردون جميع الأسلحة الثقيلة من إدلب والانضمام إلى العملية الدبلوماسية.

صورة 3

إدلب، التي تم إعلانها منطقة خفض تصعيد تحت اتفاقية روسية تركية إيرانية، تخضع للإشراف التركي من الناحية الفنية، ولكن أنقرة ليس لها سوى تأثير جزئي على الميليشيات المتمردة هناك، ولا يوجد لها تأثير على هيئة "تحرير الشام" المرتبط بتنظيم "القاعدة" وغيرها من الجماعات المتطرفة.

الخوف هو أنه إذا لم تلتزم تركيا بوعدها لروسيا في الأيام المقبلة، فسوف تقرر روسيا مساعدة الجيش السوري على الاستيلاء على إدلب بالقوة، وقد أدى هذا الخوف بالفعل إلى فرار الآلاف من الناس من المدينة، وإذا ما وقع قتال عنيف هناك، فمن المرجح أن تواجه تركيا فيضانًا جديدًا من اللاجئين السوريين، وفقًا للصحيفة.

عودة الأسد إلى الجامعة العربية

الأمر الآخر الذي يمكن للأسد أن يكون سعيدًا به هو موقف الدول العربية الجديد تجاه سوريا، حيث كانت الزيارة الأولى لزعيم عربي إلى لدمشق هي الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير، ومن المتوقع أن يحذو الرئيس العراقي برهم صالح حذوه قريبًا، بحسب الكاتب.

والأكثر من ذلك، أن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خطط للاستفادة من القمة الاقتصادية في بيروت، ليسأل القادة العرب أن يدعو الأسد إلى قمة الجامعة العربية في تونس في مارس المقبل، وإذا تمت دعوة الأسد، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها سوريا في قمة جامعة الدول العربية منذ تعليق عضويتها في نوفمبر 2011.

صورة 4

وعلى الرغم من أن الجامعة العربية كانت غير فعالة في التعامل مع الأزمة السورية، لكن قرارها بتعليق عضوية سوريا كان بادرة رمزية مهمة للاحتجاج ضد ذبح الأسد لمواطنيه، وفقًا للتحليل.

وكان وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، كشف الثلاثاء الماضي، حقيقة دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور أعمال القمة العربية التي تحتضنها تونس في مارس 2019، حيث نفى، في تصريح لـ"موزاييك إف أم"، هذه الأنباء، قائلا: "تونس لم ترسل دعوات حاليا إلا للسعودية والإمارات"، مشيرًا إلى أن اتخاذ قرار حول سوريا قد يتم بعد اجتماع الرؤساء العرب في القمة، قائلًا: ''هم من يقررون وليست تونس من تقرر''.

ويقول الكاتب في ختام تحليله: "كل هذا يدل على أن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا هو خطأ هائل آخر، أو على الأقل خطوة غير مدروسة يمكن أن تعيد رسم خريطة كتل الشرق الأوسط بطريقة يمكن أن تقوض مكانة أمريكا في المنطقة، وبالتأكيد ستقوض مكانة إسرائيل أيضًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان