إعلان

أبرزها اهتزاز الثقة بترامب.. آثار الانسحاب الأمريكي من سوريا على إسرائيل

05:50 م السبت 22 ديسمبر 2018

كتب - هشام عبدالخالق:
سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تحليل جديد لكاتبها هاموس آريل، الضوء على انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وتأثير ذلك على إسرائيل.

وقالت الصحيفة، في بداية تحليلها المنشور على موقعها الإلكتروني: "استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخريب جميع خطط مستشاريه وناصحيه، حيث أجمعوا جميعًا على أهمية الوجود الأمريكي في سوريا في منع التوسع الإيراني، واحتواء التأثير الروسي في الشرق الأوسط، وتعزيز الموقف الدولي للولايات المتحدة".

ولكن كل هذا لم يؤدِ لنتيجة مرجوة، حيث أعلن ترامب الأربعاء، انسحاب جميع الدبلوماسيين ومسؤولي الحكومة الأمريكيين من سوريا خلال 24 ساعة، على أن يغادر آخر جندي أمريكي الأراضي السورية خلال 100 يوم.

وتساءل الكاتب، هل كان قرار ترامب ناجمًا عن شيء شاهده على التلفاز؟ أم ربما أراد تحويل المناقشات الإعلامية إلى موضوع آخر، بعد أسبوع كارثي مليء بالحديث حول المستشار الخاص روبرت مولر وتحقيقه؟ أو ربما تذكر الوعد الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية بأن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى عن طريق تخفيض إنفاقها في الحروب البعيدة عن شواطئها؟.

بالنسبة إلى إسرائيل، بحسب الكاتب، فإن تل أبيب تتعلم من هذه القصة درس واحد فوري بالإضافة إلى نتيجة طويلة الأمد، الاستنتاج الفوري هو أن الرغبة في إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية عن سوريا لم تحقق أي تقدم. وقدمت روسيا لإسرائيل وعودًا فارغة انهارت بعد ستة أشهر، كما أن الولايات المتحدة ليست متحمسة لمساعدة إسرائيل أيضًا. وإذا كان جيش الاحتلال الإسرائيلي حقق إنجازات رائعة في مواجهات مع الحرس الثوري الإيراني في سوريا في الربيع الماضي، فإن هذا لا يعني أن طهران قد تخلت عن خططها بالنسبة لسوريا.

ويقول الكاتب، إن النتيجة طويلة الأجل التي تم استنتاجها هو أن ترامب، بوضعه الحالي، أصبح شخصًا لا يمكن الاعتماد عليه حتى لو كان متعاطفاً مع إسرائيل ومحاطًا بعائلة ومستشارين يهود، ولكنه يواجه مشكلة كبيرة ويعمل بطريقة عشوائية لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تكون متأكدة من دعمه لها على المدى الطويل.

ويضيف الكاتب، أن احتمالية أن تقدم الإدارة الأمريكية خطة سلام يرضى عنها الفلسطينيون الآن يبدو ضئيلًا، ومشابهًا لاحتمال أن يتصالح ترامب مع الإيرانيين، بنفس الطريقة التي وقع بها في حب ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونج أون، وأعلن على أساسها -دون أي أدلة- نهاية التهديد النووي لبيونج يانج.

وأشار الكاتب، إلى أنه عندما يتعلق الأمر بترامب، فمن المستحيل أن نعرف ماذا سيحدث، ويجب على صناع القرار في تل أبيب أن يأخذوا في الحسبان زيادة نسبة عدم تأكدهم مما يقوم به.

ما يشعر به الإسرائيليون مشابه لما يشعر به الأكراد على الأرض من إحساسهم بالخيانة من جانب ترامب، بعد أن ضحوا بآلاف من حيوات مقاتليهم لمساعدة الحملة الأمريكية ضد تنظيم داعش، والآن سيبقون بلا دعم عسكري في سوريا.

وعلى الجانب الآخر، استقبل معسكر بشار الأسد الانسحاب الأمريكي من سوريا بارتياح، وخاصة روسيا وإيران. وأصبح بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الوقت الحالي، اعتبار مغامرته السورية ناجحة.

وكان قرار بوتين في سبتمبر 2015 بإرسال سربين من الطائرات القتالية الروسية لمساعدة الرئيس بشار الأسد حقق نتائج إيجابية، وقلب التوازن في الحرب الأهلية لصالح الأسد، الذي كان في ذلك الوقت على وشك الانهيار.

فيديو قد يعجبك: