إعلان

ما هي تعليمات ماكرون للتعامل مع احتجاجات باريس؟

12:09 م الإثنين 03 ديسمبر 2018

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

كتبت- رنا أسامة:

طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزير الداخلية كريستوف كاستان، بالنظر في كيفية تعامل قوات الأمن الفرنسية لاحتواء الاحتجاجات التي قد تشهدها البلاد مُستقبلًا.

وقالت متحدثة باسم الإليزيه لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الاثنين، إن ماكرون يريد أيضًا تقديم الدعم لمالكي المتاجر والأفراد والشهود وضحايا مشاهد العنف والتدمير التي وقعت يوم السبت الماضي.

وشدّدت المتحدثة باسم الإليزيه على "أهمية المتابعة القضائية حتى لا يظل أي فعل مرتكب من دون عقاب"

كما كشفت أن ماكرون أصدر تعليماته أيضًا إلى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب لمقابلة ممثلين عن حركة "السُترات الصفراء" وزعماء الأحزاب.

خلال تظاهرات السبت الماضي، نُهِبت بنوك عِدة وأضرم بعض مُحتجي "السُترات الصفراء" النار في السيارات وأشعلوا بعض العبوات في وسط باريس. وأظهرت لقطات تلفزيونية سيارات مخترقة ومحتجين يلقون بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة والمُعلّبات تجاه رجال الأمن في الشانزليزيه، حسبما قالت صحيفة "لو باريسان" الفرنسية.

وأوقعت مشاهد الفوضى والعنف، التي تركّزت في جادة الشانزليزيه- أحد أشهر المناطق السياحية في العالم- ما لا يقل عن 3 قتلى و133 مُصابًا، واعتُقِل 412 مُحتجًا ممن وصفتهم الشرطة بمثيري الشغب، حسبما أعلنت شرطة العاصمة في بيان، أمس الأحد.

كما أظهرت لقطات تلفزيونية الجزء الداخلي من "قوس النصر"، حيث تحطم جزء من تمثال ماريان، وهو رمز للجمهورية الفرنسية، كما كتب المحتجون على القوس، الذي يعود تاريخه للقرن الـ19، شعارات مناهضة للرأسمالية ومطالب اجتماعية ودعوات باستقالة ماكرون.

بدوره ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأعمال العنف والتخريب التي أثمرت عنها الاحتجاجات، وقال إن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى، إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم أمام القضاء".

وبدأت احتجاجات "السُترات الصفراء" غير السياسية قبل 3 أسابيع، تنديدًا بالغلاء ورفع الحكومة الضرائب على مُشتقات البترول. وتحولت الاحتجاجات على أسعار الوقود إلى غضب عام بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.

وكانت أسعار الوقود قد ارتفعت في الأسواق العالمية ثم عادت للانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سِنت للتر الواحد للديزل و 3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات تلويثًا للبيئة.

وينظر المحتجون إلى قرار فرض زيادة أخرى بقيمة 6.5 سِنت على سعر الديزل و2.9 سنت على سعر البنزين على أنه "القشّة التي قصمت ظهر البعير"، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

والثلاثاء الماضي، أعلن ماكرون عن آلية تسمح أن تكون الضريبة "أكثر ذكاء وليونة"؛ بحيث تُراجع قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار النفط، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية.

ودعا ماكرون في حوار مُطوّل من باريس نقلته وكالة فرانس برس، إلى وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقًا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، قائلًا: "يحب أن يتفاعل الجميع في وضع هذه الآلية، بما في ذلك محتجو السترات الصفراء".

وقال متحدث باسم الحكومة إن هناك احتمالًا لفرض حالة الطوارئ لمعالجة الاضطرابات.

وسُميت الحركة بهذا الاسم لارتداء المحتجين سترات صفراء عاكسة للضوء ينبغي على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرض لحادث وفي حالات الطوارئ، بموجب قانون فرنسي دخل حيّز التنفيذ عام 2008.

وليست هناك قيادة واضحة للاحتجاجات، وقد اكتسبت زخما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين في أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين.

وقد شارك حوالي 300 ألف شخص في التظاهرة الأولى التي خرجت في 17 نوفمبر الماضي في أنحاء البلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان