لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لاجئون يشحنون الفرح إلى سوريا

04:25 ص الإثنين 31 ديسمبر 2018

"DW":

تعتبر الهدايا جزء رئيسيًا من احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، فكيف تعيش العائلات السورية التي فرقت شملهم الحرب تلك اللحظات؟ مجموعة من السوريين تتحدى الصعاب لجلب الابتسامة لأهلم في المناسبات الخاصة.

جاء عيد الأم على دريد اللبابيدي وهو بعيد عن سوريا، وكان شغله الشاغل آنذاك، كيف يمكنه أن يرسل لأمه هدية بهذه المناسبة، ليعرفها كم يحبها ويشتاق إليها، فلجأ إلى صديق له في داخل البلاد، وطلب منه توصيل هدية لأمه، ومن هنا ولدت لديه فكرة "بريد المغتربين".

فكر اللبابيدي في أن كثيرين مثله يريدون بالتأكيد إرسال الهدايا للأحبة في سوريا، وقرر تقديم خدمة للسوريين المقيمين خارج الوطن مقابل أجور التوصيل وسعر الهدية بالعملة المحلية لبلد المرسل. عن طريق مشروعه الجديد، أصبحت هدايا اللاجئين تعبر آلاف الأميال إلى سوريا ومنها إلى جميع أنحاء العالم، لتظل رابطاً بين الأهل والأحبة. تحكي كل هدية قصة إنسانية شاهدة على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوري في بلاد اللجوء والداخل.

دعوة على الإفطار

مغترب سوري رفض الكشف عن اسمه، ترك سوريا منذ بداية الحرب ويقضي شهر رمضان لوحده في بلاد اللجوء ويسترجع في مخيلته الأطباق الشهية التي كانت تعدها والدته على مائدة الإفطار وهو يعرف الآن ما تعانيه عائلته لتأمين لقمة العيش في ظل الحصار، طلب من خدمة "بريد المغتربين" إيصال مائدة طعام تحتوي أكلات سورية معروفة لعائلته، كان طلبه غريباً، فالطعام غير متوفر وحي الوعر تدور فيه الاشتباكات على مدار الساعة، لكن هذا الشيء لم يمنعهم من توصيل الهدية لعائلته.

ويروي دريد في مقابلة مع DW عربية أن الأمر لم يكن سهلاً، لكنهم تمكنوا من تحقيقه واستقبلت عائلة المغترب أحمد - الذي تكفل بتوصيل الطعام- بذهول، لأنهم لم يتوقعوا هذا الأمر على حد قول اللبابيدي، الذي يضيف: "انقلب الخوف لدى عائلة المغترب إلى دموع فرح، لم يتوقعوا أن يحدث ذلك في ظل هذه الظروف القاسية، لقد كان الطريق إلى منزلهم يرافقه شبح الموت ولكن المشاعر التي جاءت مع الطعام الى بيتهم كانت أجمل من كل مشاهد الحرب التي خيمت على حياتهم".

اضحك وخذ غزلة

لم يقتصر نشاط مجموعة الشباب السوري على إيصال الهدايا، لكن القائمين على الفكرة قرروا أيضاً محاولة زرع الابتسامة على وجوه سكان حمص، وذلك من خلال مبادرة (اضحك وخذ غزلة)، يقول دريد لـDW: "قمنا بشراء ماكينة لصنع غزل البنات، كما استطعنا شراء أقنعة ضاحكة على شكل مهرج "

دارت ماكينة غزل البنات في شوارع حمص والمهرج الذي كان يسمى دردوش، كان يوزع بالونات الفرح على الأطفال ويطلب من المارة أن يبتسموا ليأخذوا من غزل البنات.

لاقت هذه المبادرة استحساناً كبيراً من قبل أهالي حمص وتلقى البريد ردود فعل كثيرة من السكان حسب ما قاله اللبابيدي "وصلتنا العديد من رسائل الشكر، رد فعل الناس كان مؤثراً، الحمد لله أننا استطعنا فعل شيء بسيط لإعادة البهجة إلى قلوبهم."

هدية أبلغ من ألف كلمة

أدت ظروف اللجوء والنزوح القاسية إلى تفكك بعض الأسر، عدنان دلول مثلاً، الذي يقيم في تركيا منذ عام 2011، اضطر لترك زوجته وطفلته الصغيرة في سوريا، ولم يتمكن من رؤيتهما لمدة عام ونصف، ويقول: "البعد زاد من الخلافات بيننا، ما دفع بزوجتي لطلب الطلاق".

روى عدنان قصته لصديقه دريد شاكياً له ما آلت إليه ظروف عائلته وأبلغه أنه سيرسل لزوجته ورقة الانفصال مع أحد أقاربه في سوريا، إلا أن دريد أبلغه أنه هو من سيقوم بهذه المهمة طالباً منه عدم إعلام زوجته بموعد وصول ورقة الطلاق.

يقول دريد "آلمني ما وصل إليه حال صديقي عدنان وزوجته فحاولت إصلاح الأمر بطريقتي "طلب دريد من صديقه عقد الزواج بدلاً من ورقة الانفصال و قام بإرسال عقد الزواج مع مجموعة من الهدايا و الورود إلى منزل زوجته في سوريا. استقبلت الزوجة تلك الهدية بدموع الفرح وأبلغت زوجها بعزوفها عن موضوع الانفصال".

يقول عدنان" استطاعت هذه المبادرة أن تحمي عائلتي من التفكك وأن تقي طفلتي من انفصال أبويها"، وكانت الهدية أبلغ من ألف كلمة، أعادت الاستقرار للعائلة مجددا.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان