تحليل: لقاء "نتنياهو" و"بومبيو" رسالة تحذير لإيران وحزب الله
كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحليلًا، أمس الاثنين، حول علاقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، واصفة اللقاء الذي جمعهما مؤخرًا بأنه رسالة تحذير لإيران ولبنان.
وقالت الصحيفة في تحليلها، المنشور على موقعها الإلكتروني، إن "رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير المعتادة إلى بروكسل، حيث تم الإعلان عنها في الصباح وتحرك بعد الظهر، للاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ما هي إلا محاولة إسرائيلية للاستفادة من هذه القناة الدبلوماسية بسرعة للتعامل مع مشكلة الأمن المتزايدة في لبنان".
وتضيف الصحيفة، على لسان محللها العسكري آموس هاريل، أنه إذا كان هذا اجتماعًا لتنسيق المواقف قبل تحرك عسكري، كان من المفترض أن يرسل نتنياهو أحد المختصين بالأمن (مثل رئيس الموساد، أو رئيس المخابرات العسكرية) للتحدث مع نظرائه من الجانب الأمريكي، بالإضافة إلى أنه في هذه الحالة لن تكون الاجتماعات علنية بهذا الشكل.
ولكن، بحسب الصحيفة، كان رئيس الوزراء هو من بدأ تلك المحادثات الدبلوماسية، وترسل رحلته إلى بروكسل، ولقائه بمايك بومبيو، رسائل تحذيرية إلى (إيران ولبنان وحزب الله) أنه يجب التعامل مع المشكلات الأمنية قبل أن تفكر إسرائيل في اتخاذ حل عسكريّ.
وتحذر دولة الاحتلال منذ عامين، بحسب الصحيفة، من بناء مصانع أسلحة إيرانية في لبنان، وفي سبتمبر، كشف نتنياهو، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن 3 مواقع للأسلحة وزعم أن إيران وحزب الله تعملان على تحسين دقة ترسانة الصواريخ التابعة لحزب الله، ومن المؤكد أن إسرائيل قلقة من تطورات أخرى محتملة، مثل نقل حزب الله تركيزه من سوريا، بعد انتهاء الحرب الأهلية، إلى المواجهة مع إسرائيل في جنوب لبنان.
ويقول المحلل، إن التغييرات في لبنان، وإلى حد ما النشاط الإيراني المتزايد في العراق، نتيجة حتمية للتطورات في سوريا، حيث تسعى روسيا إلى استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واستغلت الإسقاط العرضي لطائرة الاستطلاع التابعة لها بواسطة الدفاعات الجوية السورية في 17 سبتمبر لتقييد كلًا من إيران وإسرائيل، وتضغط موسكو على الإيرانيين لوقف تهريب الأسلحة إلى لبنان عبر سوريا، وفي الوقت نفسه تحذر إسرائيل من مواصلة هجماتها الواسعة ضد قوافل التهريب والقواعد الإيرانية في سوريا.
ويضيف، أن هذه الظروف الجديدة أجبرت إيران على تغيير طريقة عملها، ولكن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يتحدى الظروف، حيث تشكل التقارير المتكررة للطائرات الإيرانية التي تفكك أسلحة دقيقة في بيروت تحديًا جديدًا لإسرائيل.
في لبنان، المشكلة الأمنية اللبنانية متفاقمة، وحذر حزب الله عدة مرات من أنه سينظر إلى أي عمل هجومي في لبنان كحُجة للحرب، وفي نهاية الأسبوع الماضي، نشر حزب الله شريط فيديو دعائي حذر فيه من أنه لديه القدرة على شن هجمات دقيقة على مواقع البنية التحتية الإسرائيلية والقواعد العسكرية إذا هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان.
وتابع المحلل، السؤال المطروح أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي والمجلس الأمني الآن، هو ما إذا كان على إسرائيل أن تتعرض لخطر على المدى القصير (هجوم يمكن أن يثير رد فعل)، أم الانتظار للتعامل مع خطر على المدى البعيد مثل مشروع أسلحة.
ويقول المحلل الإسرائيلي، إن التوتر المتزايد في الشمال يأتي على خلفية تطورات إقليمية أخرى، مثل الجهد الأمريكي لممارسة ضغط اقتصادي إضافي على إيران، والعلاقات المتوترة إلى حد ما بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة؛ والقرار الأمريكي بتعزيز القوات الخاصة التي تساعد الأكراد في شمال شرق سوريا، وفي لبنان توجد بعض التوترات بين رئيس الوزراء سعد الحريري وحزب الله والتي تزيد من حدة الأزمة السياسية هناك.
تقترب إسرائيل من هذه المعركة الجديدة بميزة كبيرة، وهى حصولها على دعم بلا قيد من حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الأقل حتى الآن، وينسق الرئيس الأمريكي مع إسرائيل ويتخذ موقفًا متشددًا ضد الإيرانيين.
ويضيف الكاتب في ختام تحليله، من الصعب التنبؤ بما يمكن أن يفعله ترامب، لذلك يجب على إيران ولبنان أن يضعا في الاعتبار الدعم الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل، وإذا ما قرر نتنياهو أن يقوم بعمل عسكري في الوقت الذي يخاطر فيه بالمواجهة.
فيديو قد يعجبك: