"الحكومة تحاول خداعنا".. هل ينهي "تعليق الضرائب" المظاهرات في فرنسا؟
كتب – محمد عطايا:
أكدت وكالة الصحافة الفرنسية، أن تعليق رئيس الوزراء إدوارد فيليب الثلاثاء زيادة الضرائب على البنزين والديزل لمدة ستة أشهر، لا يعني بالضرورة إنهاء المظاهرات، خاصة وأن بعض المحتجين لا يزالوا غاضبين، ومتمسكين ببقائهم في الشارع.
وأضافت أن بعض المتظاهرين عبرو عن رضاهم عن "الحكومة المنهارة"، لافتين إلى أنهم سيرفعون حصارهم عن مستودع للبنزين في "بريست"، بمدينة بريتاني، إلا أن البعض الآخر، أعلن استمراره في الضغط على الحكومة الحالية، ومحاصرة مستودع للبنزين في لومان، غرب البلاد.
استعرضت الوكالة الفرنسية آراء المتظاهرين الذين عبروا عن غضبهم المستمر على الحكومة الحالية بقيادة إدوارد فيليب. ورفض مارك بولاتون، عامل متقاعد في مجال السلامة النووية عمره 59 عامًا، عرض الحكومة بإلغاء الضريبة الجديدة، واصفًا إياها بـ"التدابير المصغرة".
وقال ليونيل رامبو وهو عامل لحام عمره 41 عامًا "تحاول الحكومة خداعنا".
أضافت وكالة الصحافة الفرنسية، أن غير الراضين عن قرار الحكومة الجديد بإلغاء الضرائب، من حركة "السترات الصفراء"، التي انتشرت أواخر أكتوبر، كرد فعل على زيادة الضرائب على الوقود.
ولفتت إلى أن تلك الحركة أغلقت الطرق ومستودعات الوقود لأكثر من أسبوعين، ما أدى إلى إحداث فوضى في حركة المرور في الفترة التي تسبق عطلة عيد الميلاد.
وأكدت أن الحركة انتشرت بين الناس الغاضبين من سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأسباب مختلفة، لافتة إلى أن تلك الحركة الشعبوية تجعل من الصعب على المتظاهرين الاتفاق على أهدافهم.
فيما قال جيروم سانت ماري، رئيس وكالة الاستطلاعات في مؤسسة بولينجفوكس الفرنسية، إن الحركة شعبوية ولها ديناميكية غير متوقعة في التحرك الجماعي، وبالتالي من الصعب التنبؤ برد فعل حول إذا ما كانت ستتوقف المظاهرات أم لا، منوهًا في الوقت ذاته، بأن التدابير التي اتخذتها الحكومة اليوم، ستعمل على تشتيت الحركة وانقسامها بين مؤيد ومعارض.
وتوقع جيروم فوركيه، وهو محلل في مؤسسة استطلاعات الرأي (IFOP) ، أن يشك العديد من المتظاهرين في أن الحكومة تحاول تهدئتهم حاليًا فقط، لإعادة فرض الضرائب في وقت لاحق، مؤكدًا على إمكانية إحداث تأثير مختلف على الشارع إذا لم تأتي متأخرة، وكانت في قبل أسبوع واحد فقط.
وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية، أن "السترات الصفراء" حاولت أن تصبح أكثر تنظيمًا خلال الفترة الماضية، بعدما رشحت وفد من ثمانية أشخاص للتفاوض مع الحكومة، إلا أن أعضائها رفضوا الاعتراف بالممثلين الذين تم اختيارهم في اقتراع على "فيس بوك"، ما جعل القيادة السياسية الفرنسية تجد صعوبة في التواصل مع الحركة الشعبية.
وكان من المقرر أن تلتقي مجموعة من المحتجين المعتدلين بمسؤولين في مكتب فيليب أمس الاثنين، لكنها انسحبت قائلة "إنهم تلقوا تهديدات من جماعات فوضوية لموافقتهم على الاجتماع".
وأحرق المتظاهرون في باريس أكثر من 200 سيارة أثناء الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضي. وتدهورت الأوضاع إلى أسوأ بعد إندلاع اشتباكات في الشارع بين الحكومة والمتظاهرين.
ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاحتجاجات بدأت على زيادة ضرائب الوقود، وتكاثرت في حركة أوسع ضد ماكرون، الذين وصفوه بـ"رئيس الأغنياء".
وفشلت خطة إغاثة بقيمة 500 مليون يورو، قدمتها الحكومة للأسر الفقيرة في وقت سابق لتفادي الاحتجاجات.
فيديو قد يعجبك: