السعودية ترفض الاتهامات: ولي العهد لم يتواصل مع أي جهة لإيذاء خاشقجي

كتبت- رنا أسامة:

أكّدت المملكة العربية السعودية على رفضها القاطِع للاتهامات التي تزعم تورّط الأمير محمد بن سلمان في قتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وذلك بعد تصريحات أعضاء بمجلس الشيوخ عقب جلسة استماع لمديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، جينا هاسبل، حول القضية.

وقالت المتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، فاطمة باعشن بواشنطن: "نلتزم بتصريحاتنا الأولية التي أفادت بأن ولي العهد يتواصل بشكل منتظم مع مختلف المسؤولين الكبار في الديوان الملكي حول مسائل مختلفة".

وأضافت في سلسة تغريدات على حسابها الرسمي عبر تويتر أن "ولي العهد لم يتواصل في أي وقت من الأوقات مع أي مسؤول سعودي في أي جهة حكومية حول إيذاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. نرفض رفضًا قاطعًا أي اتهامات تزعم وجود صلة لولي العهد بهذا الحادث المروع".

وذكرت المتحدثة السعودية أن المملكة "كانت صريحة في معالجة هذا الخطأ المأساوي، ومحاسبة المسؤولين عنه، ووضع الإجراءات التصحيحية لضمان عدم تكرار فجوة مؤسسية بهذه الطبيعة الكارثية مرة أخرى"، بحسب قولها.

وأكدت في الوقت نفسه أن "العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تعود إلى 8 عقود، وصمدت أمام العديد من العواصف"، مضيفة: "إننا نحافظ على التزامنا الثابت بهذه العلاقة الثنائية التي تعمل من أجل الاستقرار الإقليمي والأهداف المشتركة الأخرى".

وجرت جلسة استماع مغلقة لمديرة السي آي إيه، مساء أمس الثلاثاء، أمام مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، وبعدها خرج بعض أعضاء المجلس يزعم أن ولي العهد السعودي يتحمل مسؤولية قتل خاشقجي دون تقديم دليل أو الكشف عما دار بالجلسة. وهو الأمر الذي تنفيه السلطات السعودية جملة وتفصيلًا.

وفي مقابلة حصرية معشبكة سي إن إن الأمريكية على هامش قمة مجموعة العشرين، ، مطلع ديسمبر الجاري، أشار وزير الخارجية مايك بومبيو مرة أخرى إلى عدم وجود أدلة مباشرة تربط بين الأمير محمد بن سلمان وجريمة قتل خاشقجي.

وقُتلَ خاشقجي (59 عامًا) في الثاني من أكتوبر الماضي خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية بإسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقة، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية.

وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية، مقتل خاشقجي داخل القنصلية التي زارها بصُحبة خطيبته التركية لاستخراج بعض الأوراق الرسمية.

وكانت النيابة السعودية أعلنت منتصف الشهر أن قتل خاشقجي جاء بناء على قرار من رئيس مجموعة تفاوض كانت مكلفة بالتفاوض معه لإعادته للمملكة، وأن الجريمة نتجت عن "عراك وشجار وتقييد وحقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة".

وألقت السلطات القبض على 21 شخصًا في إطار تحقيقاتها في القضية، ووجّهت تهمًا لـ11 منهم بالتورّط في الجريمة. ولم يتم العثور على جثة خاشقجي إلى الآن.

وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على 17 سعوديًا متورطًا في قتل خاشقجي.