لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف كانت أنفاق حزب الله "كبش فداء" لقطاع غزة؟

03:24 م الأربعاء 05 ديسمبر 2018

أرشيفية

كتبت – إيمان محمود:

فجر الثلاثاء؛ شن الاحتلال الإسرائيلي عملية أطلق عليها "درع الشمال" بهدف تدمير أنفاق على الحدود مع لبنان، زاعمةً أن هذه الأنفاق تسمح بتسلل عناصر حزب الله إلى داخل الأراضي المُحتلة، ما يُشكل خطرًا على الإسرائيليين.

رونين مانيليس، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن الجيش مستعد لجميع السيناريوهات في التعامل مع أنفاق حزب الله، ليس فقط في الأراضي الإسرائيلية. وترك المتحدث الباب مفتوحًا لإمكانية التعامل مع الأنفاق داخل الأراضي اللبنانية.

وفي هذا السياق؛ نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحليلاً قالت فيه إن العملية كانت لها أهداف أبعد من تدمير الأنفاق فحسب، أحد أهم هذه الأسباب هو أنها جاءت كـ"بديلاً عن الهجوم العسكري على قطاع غزة".

وقال عموس هاريل الكاتب والمُحلل الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس"، إن الأنباء عن قيام إسرائيل بشن هذه العملية، تلقي الضوء مُجددًا على قرار أفيجدور ليبرمان، الشهر الماضي، بالاستقالة من منصبه كوزير للدفاع الإسرائيلي.

وأضاف أنه في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 18 نوفمبر الماضي، عقب رحيل ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت عن طلب حقيبة الدفاع، قال رئيس الوزراء إن البلاد تواجه فترة من التحديات الأمنية - وأن "التضحية ستكون مطلوبة من الجميع".

وقلل ليبرمان من شأن تصريحات نتنياهو، وأيضًا وزراء حزب البيت اليهودي، الذين قرروا في اليوم التالي البقاء في الحكومة، ولم يقنعهم الحديث عن خطر الحرب، بحسب الكاتب.

وتساءل الكاتب "هل عملية درع الشمال رئيسية أم ثانوية؟"، قائلاً إنها على ما يبدو لا هذا ولا ذاك، على ما يبدو لا، لكن "هناك تقارير تؤكد وجود صلة وثيقة بين آخر التطورات في غزة وبما يحدث في الشمال. وتزعم أن نتنياهو ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بالغا في تقدير حجم تهديد النفق كطريق لتأجيل العمل الضروري في غزة".

وفي 7 نوفمبر؛ طُرحت "درع الشمال" للمناقشة في مجلس الوزراء، الذي صوّت للمصادقة عليها، باستثناء وزير واحد؛ وهو ليبرمان، إذ كان يعتقد أن العملية العسكرية في غزة كانت أكثر إلحاحًا.

وكان من المقرر أن تبدأ العملية على الأنفاق الواقعة على الحدود اللبنانية، بعد أسبوع من هذا الاجتماع، ولكن في ليلة 11 نوفمبر؛ وقعت القوات الخاصة الإسرائيلية بالقرب من خان يونس في غزة في مأزق وقتل ضابط برتبة مقدم.

وفي اجتماع الحكومة الإسرائيلية، في 13 نوفمبر الماضي، قاد آيزنكوت الحجة ضد عملية عسكرية على قطاع غزة، بدعم من نتنياهو، لكن بقدر ما هو معروف، لم تكن هذه هي الحجة الرئيسية، بحسب الكاتب.

وأكد هاريل، أن السبب الرئيسي هو أن نتنياهو وآيزنكوت كانا ضد شن عملية عسكرية في غزة، وأن الجيش لم يكن لديه أهداف كافية للهجوم على القطاع.

ويرى هاريل أن نتنياهو وآيزنكوت كانا حذرين بشأن عملية في غزة، لذلك وضعا عملية آمنة نسبيًا، ولكن أقل أهمية، وهي ما قاما بها على حدود لبنان.

واكد هاريل، أن هدف نتنياهو من وراء هذه العملية، العملية، هو صرف انتباه الشعب، وذلك بعد يومين فقط من توصية الشرطة الإسرائيلية لاتهامه بالفساد، ليقدم نفسه مرة أخرى كرجل الدولة، والسياسي الوحيد الذي يستطيع مواجهة التحديات التي تواجهها إسرائيل في المنطقة.

وقال الكاتب، إن رحلة نتنياهو إلى بروكسيل تأتي بهدف التنسيق مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعمل ضد الأنفاق في الشمال، وإصدار تحذير آخر حاد للحكومة اللبنانية، لمحاولة كبح جماح حزب الله وتجنب التصعيد على الحدود.

والسؤال الذي يشغل الآن قادة إسرائيل هو كيف سترد إيران وما إذا كانت ستسعى للحصول على طريقة لدفع إسرائيل، ربما على حدود أخرى، لإحباط خططها، بحسب الكاتب.

وأشار هاريل، إلى أن مشروع النفق هو أمر مكلف وسري ذو أهمية حاسمة لإيران وحزب الله، ومن الواضح أن الإيرانيين كانوا في الصورة.

أما جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيرى الكاتب أنه حقق إنجازًا تكنولوجي واستخباراتي في تحديد موقع أنفاق غزة منذ حوالي عام، ومنذ ذلك الحين عثر على 17 من أنفاق الهجوم على جانبي السياج الحدودي وهدمتها، لكن هذا النجاح ساهم بشكل تدريجي في التدهور مع حماس وحفز المجموعة على اشتعال الأمور على الجدار الحدودي بين غزة والأراضي المُحتلة في مسيرات العودة التي اندلعت في 30 مارس الماضي.

وأضاف هاريل أن "حفر الأنفاق على الحدود الشمالية، يعد مثل اكتشافها؛ مهمة أشد قسوة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان