إعلان

"السترات الصفراء": ترامب يجدد انتقاده لاتفاق باريس المناخي

04:41 م السبت 08 ديسمبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة (مصراوي)

لم يدع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا تمر دون أن يدلي بدلوه.

لجأ ترامب إلى وسيلته المفضلة: تويتر ليعلق على الاحتجاجات التي تهز عرش الرئيس إيمانويل ماكرون منذ أسابيع.

غرد ترامب: "اتفاق باريس (المناخي) لا يعمل بنجاح بالنسبة لباريس. احتجاجات وشغب في كافة أنحاء فرنسا. الشعب لا يريد أن يدفع مبالغ كبيرة، الكثير منها لبلدان العالم الثالث (التي هناك شكوك في عملها)، ربما من أجل حماية البيئة.

وتابع: "يهتفون "نريد ترامب!". أحب فرنسا."

وليست هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها ترامب على خط احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا.

قبل ثلاثة أيام، سخر ترامب من ماكرون، وكتب على تويتر: "أنا سعيد لأن صديقي إيمانويل ماكرون والمحتجين في باريس توصلوا للنتيجة التي توصلت إليها منذ عامين".

وأشار ترامب إلى الاتفاق العالمي بشأن المناخ الذي تمت صياغته في باريس أواخر عام 2015 "اتفاقية باريس معيبة بشكل أساسي لأنها ترفع أسعار الطاقة في الدول التي تتسم بالمسؤولية في حين تتستر على البعض من أكثر الدول المسببة للتلوث".

ففي أواخر نوفمبر الماضي، قالت ترامب في تغريدة: "التظاهرات الكبرى والعنيفة في فرنسا لا تأخذ في الاعتبار إلى أي مدى عوملت الولايات المتحدة بشكل سيء من قبل الاتحاد الأوروبي، حول التجارة أو حول نفقاتنا العادلة والمنطقية لضمان حمايتنا العسكرية. علينا معالجة هذين الموضوعين قريبا".

ولم يشر الرئيس الأمريكي بصورة مباشرة إلى نظيره الفرنسي، لكن تصريحه جاء على وقع احتجاجات "السترات الصفراء".

تأتي انتقادات ترامب أيضا بعد أن تبادل الرئيسين للانتقادات بشكل غير مسبوق.

وبعد عودته من باريس منتصف نوفمبر إثر احتفالات الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى مع زعماء آخرين من العالم، هاجم ترامب بشدة الرئيس الفرنسي وسخر من "نسبة شعبيته الضعيفة جدا".

كذلك، هاجم في تغريدات اقتراحه بإنشاء جيش أوروبي.

ورد ماكرون "علينا أن نحترم بعضنا البعض كحلفاء". وفي خطابه خلال الاحتفالات، انتقد بشدة "القومية".

وشكل ذلك قطيعة مع التوافق الواضح بين الرجلين منذ وصولهما إلى سدة الحكم في 2017. وتكشفت لماكرون طباع ترامب الحادة التي سبق أن اختبرها حلفاء لواشنطن كرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو.

وللأسبوع الثاني على التوالي تتحول باريس إلى ما يشبه "مدينة أشباح" مع بدء اشتباكات بين قوى الأمن ومحتجي "السترات الصفراء" في جادة الشانزليزية الشهيرة حولها.

توافد المحتجون إلى شارع الشانزليزيه الشهير منذ صباح السبت، فضلا عن نقاط أخرى في العاصمة وأنحاء مختلفة في فرنسا.

علت أصوات المحتجين المطالبين باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحتى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، للتجاوز بذلك المطالب الاقتصادية والاجتماعية التي رفعها المحتجون عند اندلاع الاحتجاجات منتصف الشهر الماضي.

سمحت الشرطة بدخول المتظاهرين إلى الشارع، الذي يعد من رموز باريس، عقب تفتيشهم. وفي الظهيرة اندلعت مصادمات بين الشرطة والمحتجين، حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وأغلقت السلطات برج إيفل ومتحفا اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا، السبت بينما ألغي عدد من مباريات كرة القدم. كما قام أصحاب المتاجر بحماية واجهات محلاتهم.

والاضطرابات هي الأسوأ التي تشهدها فرنسا منذ الاحتجاجات الطلابية عام 1968.

وأمام ضغط الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الرابع، اضطر الرئيس ماكرون وحكومته إلى تقديم تنازلات بالتخلي عن ضريبة الوقود، غير أن الحركة الاحتجاجية تطالب بتنازلات أكثر بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة وحتى استقالة ماكرون.

ولم يتحدث ماكرون علانية منذ أن أدان اضطرابات يوم السبت الماضي أثناء قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين لكن مكتبه قال إنه سيلقي كلمة للأمة في مطلع الأسبوع.

وهذه أكبر أزمة تواجه ماكرون منذ انتخابه قبل 18 شهرا وقد وترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعامل مع الاضطرابات وتقديم تنازلات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان