حكومة الوفاق تدعو إلى تغليب العقل مع تعذر عودة نازحي تاورغاء
طرابلس - (د ب أ)
أكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، في بيان، مساء اليوم الخميس، عن تعذّر عودة نازحي تاورغاء، أن هناك متابعة مباشرة لمساعي عودة النازحين بموجب الاتفاق بين المجلس المحلي تاورغاء والمجلس البلدي مصراتة.
وطالب المجلس الطرفين بالتنسيق مع اللجان والأجهزة المعنية للعمل على العودة الآمنة للأهالي، ودعا "الرئاسي" كل الأطراف المعنية إلى تغليب العقل والروح الوطنية ونزع فتيل الفتنة وتكاثف الجميع لإنهاء معاناة النازحين وعودتهم، وقال: إن هناك "بعض الأطراف تسعى لتقويض الاتفاق، وسيسجل التاريخ من سعى لذلك ومن عرقل".
واعترض مسلحون تابعون لمدينة مصراتة الليبية عودة نازحي مدينة "تاورغاء" التي كانت مقررة اليوم الخميس تنفيذاً لقرار المجلس الرئاسي الصادر بعد اتفاق بين ممثلين عن مدينتي تاورغاء ومصراتة في هذا الصدد.
وكان النازحون من تاورغاء في طريقهم إلى مدينتهم عندما اعترضهم مسلحو مصراتة ومنعوهم من العبور من بوابة الـ 20 شرق سرت، في حين توجهت عائلات من تاورغاء إلى منطقة "قرارة القطف" قرب مدينة بني وليد تمهيداً للعودة، قبل أن تطالبهم أجهزة أمنية في بني وليد بعدم التقدم حفاظاً على سلامتهم، بعد سماع أخبار عن عدم تأمين العودة وصدور بيانات من مصراتة في هذا الشأن.
وكان المجلس البلدي في مصراتة، قد أصدر تنويهاً في الساعات الأخيرة من ليلة أمس الأربعاء يطالب فيه بتأجيل عودة أهالي تاورغاء، مبرراً ذلك بما أسماه "التصعيد الإعلامي" من بعض الأطراف التي قالت إن تنفيذ الاتفاق بين المدينتين وعودة النازحين "لا يهمها".
وأرجع المجلس البلدي طلب التأجيل إلى "اختراق بعض الأطراف لتراتبية بنود الاتفاق، مما يسبب خللاً في الترتيبات الفنية والأمنية المُعدة مُسبقاً، وخروج الأمر عن قدرة اللجنة المكلّفة من قِبل المجلس الرئاسي، لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق" (بحسب الوصف).
وطالب المجلس البلدي كل الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المجلس الرئاسي، بالتدخل الفوري وتأجيل العودة حتى يتمكن الجميع من تجاوز الأخطاء، والانطلاق قدماً لتنفيذ الاتفاق وإنجاحه.
وفي ذات السياق صدر ليلة أمس الأربعاء بيان آخر عن "المجلس العسكري مصراتة"، و"رابطة الشهداء والمفقودين بالمدينة"، و"مجلس الحكماء والأعيان بالمدينة" حمّلوا فيه الجهات المعنية بقرار العودة المسؤولية المترتبة عن ما وصفوه بـ"المعالجة الخاطئة لملف مصراتة تاورغاء".
واستنكر البيان إعلان تاريخ للعودة دون الالتزام بتنفيذ كافة بنود الاتفاق، وبشكل خاص ما يتعلق بالعدالة والمصالحة، وتسليم المطلوبين للعدالة، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، والتهيئة العمرانية، والتعويضات وجبر الضرر لجميع الأطراف.
وأظهرت قناة "ليبيا روحها الوطن" مساء اليوم الخميس عائلات عالقة في منطقة "قرارة القطف" في انتظار السماح لهم بالعودة، وقال رئيس المجلس المحلي تاورغاء، عبد الرحمن الشكشاك، في تصريح للقناة رصدته وكالة الأنباء الألمانية إن أهالي تاورغاء "ساعون في تنفيذ قرار العودة الصادر عن المجلس الرئاسي مهما كلّف الأمر"
ومن المعلوم أن أهالي تاورغاء قد نزحوا من مدينتهم الواقعة شرق مصراتة، إبان أحداث الثورة الليبية عام 2011، التي أدت بعد سقوط النظام السابق فيها إلى نشوب نزاعات عديدة بين مدن وقبائل متجاورة، أغلبها غرب البلاد، ومن ضمنها مدينتا مصراتة وتاورغاء الواقعتان على بعد نحو 250 كيلومترا شرق طرابلس.
وأدّى النزاع المسلّح حينها إلى نزوح كل سكّان تاورغاء وتوزيع أكثر من 25 ألف نازح على مخيمات في مدن طرابلس، وبنغازي، وبني وليد، وترهونة، واجدابيا ومناطق أخرى متفرِّقة.
فيديو قد يعجبك: