بعد تحوّله إلى "سجن ذهبي".. فندق "ريتز" الرياض يعيد فتح أبوابه
(أ ف ب):
فتح فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة السعودية أبوابه، اليوم الأحد، من جديد بعدما بقي لأكثر من ثلاثة أشهر "سجنا ذهبيا" لعشرات الأمراء والمسؤولين السياسيين ورجال الأعمال السعوديين الذين أوقفوا في ظل حملة غير مسبوقة تقول السلطات انها تهدف الى "مكافحة الفساد".
ورحب الفندق بالنزلاء بالتمر والقهوة، وسار الموظفون في قاعة الاستقبال الرئيسية يساعدون الزبائن على اختيار الغرف التي تبدأ اسعارها من 664 دولارًا أمريكيًا لليلة الواحدة.
وكان هذا الفندق الفخم الذي يقيم فيه عادة رؤساء دول ووزراء ورجال اعمال، اغلق في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر بعد اطلاق حملة توقيفات واسعة النطاق من قبل هيئة لمكافحة الفساد يترأسها ولي العهد الامير محمد بن سلمان.
واكد موظف يعمل في مكتب الاستقبال في الفندق الاحد لوكالة فرانس برس انه فتح أبوابه للنزلاء، كما أكد مصدر آخر فيه أنه لم يعد يضم اي موقوف.
واحتجز العديد من الشخصيات من بين أكثر من 381 مشتبها بهم كانوا موضع تحقيق في الفندق الفخم الذي ازدادت شهرته بشكل كبير على الإثر.
وبين هؤلاء الوزراء والوزراء السابقين والأمراء ورجال الأعمال الأمير الوليد بن طلال ابن عم ولي العهد، الذي افرج عنه في 27 يناير بعد التوصل الى اتفاق مع السلطات لم يكشف مضمونه. وهو من أغنى رجال الأعمال في العالم.
مع عودة الفندق إلى استقبال النزلاء وتقديم خدماته المعتادة، رفض الموظفون التحدث إلى الصحافيين عن التوقيفات التي تمت فيه.
وقال أحد الموظفين لوكالة فرانس برس "كل شيء عاد إلى طبيعته"، مُضيفًا "قدمنا خدماتنا الى الزبائن في الماضي، ونحن نقدم خدماتنا الآن".
وأعد الطاهي الرئيسي قائمة طعام جديدة للفندق الذي استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي، بينما من المقرر أن يقام حفل غداء الأسبوع المقبل قرب حوض السباحة الداخلي.
أما خارج الفندق، فوضعت عوائق أمام السيارات بغية تفتيشها قبيل بلوغها مدخل المبنى الضخم، بينما قام عمال نظافة بمسح الغبار عن الأعمدة قرب البوابة الرئيسية.
في نهاية يناير الماضي، أعلن النائب العام السعودي سعود المعجب ان 56 شخصا من بين 381 سيبقون قيد التوقيف مع انتهاء مرحلة "التفاوض".:
وقال انه تمت إحالة جميع الموقوفين على النيابة العامة "لاستكمال الإجراءات النظامية التي اتخذت بحقهم".
واوضح ان السلطات تقوم بالإفراج تباعاً عمن لم تثبت عليهم تهمة الفساد، وبالإفراج تباعًا عمن تمت التسوية معهم "بعد إقرارهم بما نسب إليهم من تهم فساد"، وأخيرا التحفظ على 56 شخصا ممن رفض النائب العام التسوية معهم "لوجود قضايا جنائية أخرى".
وذكر المعجب ان "القيمة المقدرة لمبالغ التسويات" التي تمت مع أشخاص تم الإفراج عنهم، "تجاوزت 400 مليار ريال (107 مليارات دولار) متمثلة في عدة أصول من عقارات وشركات وأوراق مالية ونقد وغير ذلك.
وكانت حملة التوقيفات اثارت قلقا لدى المستثمرين وخشية من ان يسارعوا إلى سحب رؤوس الأموال ما قد يؤدي أيضًا الى إبطاء الإصلاحات في المملكة الباحثة عن تنويع اقتصادها لوقف ارتهانه للنفط.
ويرى مراقبون ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طوى صفحة أعراف في ممارسة الحكم تعود إلى عقود خلت تبناها أسلافه عبر قيامه بحملة التطهير غير المسبوقة التي استهدفت أمراء ومسؤولين.
ويقول هؤلاء ان الأمير الشاب الذي يتولى مناصب رفيعة المستوى عديدة في المملكة يعمل على ترسيخ موقعه وتشديد قبضته على السياسة والاقتصاد والمجتمع، قبل تتويجه ملكا خلفا لوالده.
وسبقت حملته ضد الفساد خطوات جريئة أخرى أقدم عليها بينها توقيف رجال دين معروفين، وتأدية دور كبير في اصدار مرسوم ملكي يسمح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من يونيو المقبل، وتقليص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأثارت حملة توقيف الشخصيات الرفيعة المستوى في "ريتز كارلتون"، وبينهم الأمير متعب بن عبدالله الذي كان احد المرشحين لتولي العرش، تساؤلات متواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي حول من سيضاف إلى "لائحة نزلاء" الفندق.
وكتب بعضهم متهكما "خذونا معكم" للمبيت في الفندق الفخم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: