إعلان

"بوليتكو": كيف يواجه ترامب تهديد الصين للهيمنة الأمريكية في آسيا؟

11:52 ص الإثنين 12 فبراير 2018

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

كتب- عبدالعظيم قنديل:

قالت مجلة "بوليتكو" الأمريكية إن التفوق العسكري الأمريكي على الصين آخذ في التأكل، والذي عكسته استراتيجية الدفاع الوطني، والتي أعلن عنها مؤخرا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الشهر الماضي.

وفي يناير، نشر البنتاجون الوثيقة الاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي وصفت الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية "منافسة" للولايات المتحدة، أما روسيا والصين، فتنظر وزارة الدفاع الأمريكية إليهما كدولتين تمثلان أكبر تهديد على أمريكا.

ومن أبرز نقاط الاستراتيجية الجديدة انتقال واشنطن من الحرب على الإرهاب إلى التنافس مع الدول الكبرى، الأمر الذي يستدعي إنشاء قوات مسلحة عالية القدرة تعتمد على تطوير القوات النووية الاستراتيجية، والدرع الصاروخية، ووسائل الحرب الإلكترونية.

كما اعتبرت المجلة الأمريكية أن اهتمام "البنتاجون" بالصين بات أولوية قصوى، لاسيما وأنه طال انتظاره، لكن في الوقت نفسه لم يتضمن خطاب "حالة الاتحاد" إشارة صريحة إلى الصين، فيما أعطى اهتماما أكبر لـ"داعش" وكوريا الشمالية، مما يثير التساؤل عن التزام ترامب وطاقمه بمواجهة التحدي الصيني.

ولفت التقرير إلى أن إدارة ترامب بحاجة إلى تخصيص المزيد من الأموال للبقاء في دائرة المنافسة العسكرية في آسيا، مؤكدًا أن ميزانية ترامب المتوقع الإعلان عنها الأسبوع المقبل ستعد مؤشرا على تعزيز قدرة الجيش الأمريكي في غرب المحيط الهادئ.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد أعلن، الجمعة الماضية، توقيعه على مشروع قانون الميزانية الأمريكية بقيمة 400 مليار دولار لتمكين المؤسسات الحكومية من استئناف أعمالها بعد توقفها لفترة وجيزة.

ويحتاج الجيش الأمريكي بشدة إلى زيادة مخزوناته من الأسلحة الفاعلة في القواعد الأمريكية بغرب المحيط الهادي، وفق التقرير الذي أوضح أن الولايات المتحدة تحتاج إلى نشر سفن وطائرات متطورة في قواعدها بأسيا، لتصبح أكثر استعدادًا على القتال في غرب المحيط الهادئ.

كما تحتاج إلى مزيد من البحث والتطوير وزيادة الاستثمارات فى التكنولوجيات المتقدمة بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الفائقة السرعة والحرب الالكترونية لضمان وصول الجيش الأمريكى فى شرق أسيا بالرغم من المزايا المحلية للصين.

وبحسب التقرير، ينبغى على الولايات المتحدة الأمريكية إعاة هيكلة استراتجيتها وأهدافها في الشرق الأوسط، تمهيدًا لتخصيص المزيد من الموارد، بما في ذلك أصول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (مثل الأقمار الصناعية التصويرية والطائرات بدون طيار)، ومن ثم التوجه إلى أسيا.

ليست هذه هى المرة الأولى التى تعلن فيها واشنطن أنها جادة بشأن الصين. في بداية ولايته الأولى، وصف الرئيس جورج بوش أيضا الصين بأنها "منافس استراتيجي"، لكنه عكس مساره سريعا بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، متخليًا عن الجغرافيا السياسية لصالح التركيز شبه المفرد على مكافحة الإرهاب والتطرف.

ووفق التقرير، استخدمت الصين طوال العقود الأولى من القرن الماضي "نافذة الفرص الاستراتيجية"، والتي استغلتها بكين ببراعة لتحدي الولايات المتحدة في آسيا وخارجها. وقد نجحت بكين إلى حد كبير في هذا المسعى: بناء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي وتوسيع حضورها العسكري العالمي وتأثيرها الاقتصادي بمبادرة الحزام والطريق والتحديث العسكري الصارم بقواتها البحرية والبرية.

وتمتلك الصين الآن مئات الأسلحة النووية القادرة على الوصول إلى الأهداف فى أى مكان فى العالم بما فى ذلك المدن الأمريكية. ويمكن لبرامجها الصاروخية والباليستية، التى تعد الأكثر تطورا فى العالم، أن تستهدف حاملات الطائرات الأمريكية، فضلًا عن قدرتها على الوصول إلى القواعد الأمريكية المرابطة في كوريا الجنوبية واليابان.

ونتيجة لذلك، فإن قدرة الجيش الأمريكي على تحقيق مهام الدفاع الأساسية في آسيا، بما في ذلك الدفاع عن حلفائه وضمان حرية الملاحة والتجارة في المنطقة، هي الآن موضع شك.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن إدارة ترامب تستحق فرصة من أجل رسم مسار جريء لإعادة إنعاش الموقف الاستراتيجي لأمريكا في آسيا، ولكن الآن يأتي الجزء الصعب من صنع خطة جيدة وتنفيذها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان