لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن بوست: بعد الغارات الإسرائيلية.. لن يفوز أحد لكن سوريا ستخسر كثيرا

01:31 م الإثنين 12 فبراير 2018

كتبت- هدى الشيمي:

شهدت المنطقة الحدودية الإسرائيلية- السورية تصعيدا عسكريا خطيرا في الحرب الطويلة والوحشية في سوريا، وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن كافة الأطراف المتورطة في هذا الصراع لن يفوز شيئا، إلا أن الخاسر الأكبر ستكون دمشق.

وذكرت الصحيفة أن التصعيد حدث السبت الماضي بعد اسقاط القوات الإسرائيلية طائرة إيرانية مسيرة بدون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلية بعد خروجها من قاعدة جوية عسكرية في سوريا، تبعها مجموعة من الضربات والغارات التي تعد الأكبر منذ الغزو اللبناني عام 1982.

وتقول الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الأثنين، إن الأحداث لم تتوقف عند تلك اللحظة، إذ أن القوات السورية أسقطت مقاتلة إسرائيلية "إف 16"، وتحطمت الطائرة في شمال إسرائيل، بعد أن تمكن طياراها من الهبوط منها باستخدام مظلة، وأصيب أحدهم بجروح خطيرة.

وترى واشنطن بوست أن هذه الأحداث دليلا على كيفية ترسخ العنف في سوريا، وبالتزامن مع دخول الحرب الأهلية السورية عامها السابع، أصبح الصراع في السماء والمجالات الجوية أكثر تعقيدا، كما هو حال الاشتباكات على الأرض.

ولا تعد هذه الغارات الأولى التي تشنها إسرائيل على سوريا، إذ هجمت عليها مرات عديدة، ولكن المختلف هذه المرة، بحسب واشنطن بوست، هو أن اعتراف تل أبيب أمام الجميع بأنها نفذت هذه الهجمات، وتوضيحها أسباب قيامها بذلك.

وزعمت إسرائيل إن هجماتها على سوريا كان بهدف تحذير إيران من التفكير في المساس بسيادتها، وتعليقا على الأمر قال يسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات الإسرائيلي إن " "هم ونحن نعرف ما الذي قصفناه وسيحتاجون إلى بعض الوقت لاستيعاب كيف عرفت إسرائيل كيفية قصف هذه المواقع".

وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي :"لقد كانت هذه مواقع مخبأة ولدينا وكالات مخابرات والقدرة على معرفة كل شيء يحدث هناك وفي الأمس أثبتنا ذلك".

ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل رغبت من خلال هجماتها السابقة على سوريا، خاصة منذ بدء الحرب الأهلية هناك، التصدي للوجود الإيراني، خاصة مليشيات حزب الله الشيعي اللبناني، وغيره من المليشيات الإيرانية المنتشرة في الأراضي السورية للدفاع عن نظام الأسد.

وبالتزامن مع حذر إسرائيل وترقبها لما يحدث في سوريا، لم يتوقف القصف الجوي ولم تهدأ الحرب على الأرض، فاستمرت روسيا في قصفها للجماعات السورية المعارضة، والذي تسبب في وفاة مدنيين، وأثر على البنية التحتية في هذه المناطق. كما يواصل الأسد استهدافه معاقل المعارضة داخل بلاده، ووفقا للأمم المتحدة، فإن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد المدانيين.

ومن جهة أخرى، هناك تركيا التي أصبحت عضوا فعالا في الحرب السورية خاصة خلال الأشهر الأخيرة، بعد اطلاقها عملية "غصن الزيتون" في عفرين ضد القوات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني والذي تصنفه كحركة إرهابية.

وتقول الصحيفة إن واشنطن وقفت كالمتفرج الذي يتابع الأزمة من بعيد، إذ ركزت إدارات كل من أوباما وترامب على محاربة داعش، ولم تهتم بأفعال الأسد.

ويرى روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، أنه في النهاية سيتحتم على القوات الكردية السورية والقوات السورية العربية التوصل إلى اتفاق مع الأسد.

وبحسب سيمون تيسدال، الصحفي في الجارديان، فإن الفشل في إنهاء الحرب ألحقت أضرارا كبيرة بالمؤسسات الدولية والتي شكلت الشؤون العالمية منذ عام 1945.

وتابع:"لقد غيرت الحرب توازن القوى الاستراتيجية بشكل أساسي، وأحدثت تغييرا دائما للعالم الذي نعيش فيه، وإذا كانت الحرب قد اثبتت شيئا على مدار الأعوام الماضية، فإن اهتمام الدول المجاورة لسوريا بحياة السوريين، وسلامة الأراضي، وسيادتها والحكم الديمقراطي لا يزداد مع مرور الوقت".

وفي كل الأحوال، تقول الصحيفة إن الوضع الحالي يلحق أضرار كبيرة بالمدنيين السوريين المحاصرين. وفي هذا الشأن، يقول ليز سلي، الصحفي في واشنطن بوست، إن الأسبوع الأول من عام 2018، كان أحد الأوقات الأكثر دموية في الصراع حتى الآن، بعد مقتل المئات في غارات جوية، ونزوح ما يقرب من 300 ألف من شمال غرب سوريا، ومواجهة 400 ألف مدني لخطر المجاعة في بعض المناطق المحاصرة في شرق دمشق، والذين لم يحصلوا على المساعدات الغذائية منذ نوفمبر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان