مجلة أمريكية: ترامب الأقل غموضا بين رؤساء أمريكا
كتبت- هدى الشيمي:
أثار دونالد ترامب الكثير من المشاكل (الداخلية والخارجية) منذ ظهوره على الساحة السياسية ثم وصوله إلى البيت الأبيض، وتقول مجلة "ذا نيويوركر" إن ترامب أقل الشخصيات غموضًا في تاريخ الرئاسة الأمريكية، إذ إن العديد من صفاته ظهرت بوضوح منذ وصوله البيت الأبيض، كما أنها ظهرت أيضا في الشخصيات المحيطة به والقريبة منه.
وذكرت المجلة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، أن استطلاعات الرأي التي أجريت منذ تولي ترامب الرئاسة، أظهرت اتفاق أعداد كبيرة على أن ترامب شخصية ذات طابع طفولي، ويعاني من الازدواجية، والجشع.
وبحسب المجلة، فإن العديد من مساعدي ترامب والموظفين الذين عملوا معه قالوا للصحفيين والمراسلين إنه لا يقوم بدراسة المبادئ الأساسية الخاصة بالسياسة المحلية أو الأمن القومي، وأشاروا إلى مدى اعجابه بالزعماء الديكتاتورين، ولكن صدمتهم الكبرى كانت في موقفه من النساء، لاسيما تعليقاته وتصريحاته خلال الأيام الأخيرة الماضية، وذلك بعد الإطاحة باثنين من الموظفين في البيت الأبيض، بسبب اتهامهم في العنف الأسري، والاعتداء الجسدي على النساء، وأكدوا أن هذا الأمر بالتحديد سيكون له عواقب وخيمة.
وعندما خرجت الاتهامات الموجهة إلى روبرت بورتر، سكرتير مكتب البيت الأبيض، إلى العلن، تقول المجلة إن ترامب لم يُظهر أي تعاطف مع النساء، وقال في خطاب من البيت الأبيض :"لقد اكتشفنا ذلك مؤخرا، وفوجئت بذلك، لكننا بالطبع نتمنى له الخير. إنه وقت عصيب بالنسبة له".
قدم بورتر استقالته بعد أن وُجهت له اتهامات بالعنف الأسري والاعتداء على 3 سيدات، منهم زوجتيه السابقتين، والتي قدمت أحدهما صورة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) تُظهر كدمات أصيبت بها في وجهها بسبب اعتدائه عليها خلال تواجدهما في إيطاليا.
وأثارت تصريحات ترامب انتقادات الديمقراطيين، إذ اعتبر جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، أن الرئيس الأمريكي قلل من أهمية المزاعم ضد سكرتيريه السابق. وقال : "هذا الأمر يشبه كما لو أنك تقول: هذا القاتل الذي يقف هناك، إنه رسام رائع".
وبعد أيام من استقالة بورتر، استقال ديفيد سورنسون، كاتب الخطابات في البيت الأبيض، بعد اتهام زوجته لها بضربها والاعتداء عليها لدرجة وصلت إلى اطفائه السجائر في جسدها، والسير علي قدمها بالسيارة.
ولم يكن تعليق ترامب على هذه الاتهامات مفاجئ بحسب المجلة، فكتب على تويتر تعليقا على حركة "مي تو" (أنا أيضا) للكشف عن وقائع التحرش، إن حياة الناس تتحطم وتتدمر بسبب ادعاءات، بعضها حقيقي وبعضها غير حقيقي، منها القديم والجديد، "ولكن لا سبيل إلى عودة حياة هؤلاء إلى طبيعتها بعد المزاعم الكاذبة، تنتهي حياتهم المهنية والشخصية".
ولم يكن موقف ترامب مُختلفا بعد اتهام روجر إيلز وبيل أورايلي، من فوكس نيوز، وري مور القاضي اليميني المتطرف السابق، بالتحرش الجنسي، فأدلى بتعليقات مماثلة تقريبا.
وتقول المجلة إن تصريحات ترامب القاسية والجاهلة طالما كانت جزءً من خطته التي اتبعها لكي يخرج من الفضائح التي تورط بها على مدار السنوات الماضية، وها هو يستخدمها مُجددا لكي يبعد الشبهة عن نفسه وعن دائرته المقربة، وهي لا تختلف كثيرا عن هجومه على وسائل الإعلام ووصفها بـ"الكاذبة" فيما يتعلق بمزاعم تورط مسؤولين في حملته الانتخابية في التواصل مع الروس.
فيديو قد يعجبك: