إعلان

"انتهت تونس".. لماذا يهاجر أبناء "ثورة الياسمين" إلى أوروبا؟

06:30 م الإثنين 12 فبراير 2018

كتب- هشام عبد الخالق:

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، مقالًا للكاتب سيمون كوردال، من تونس، يتحدث فيه عن البطالة في تلك الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

واستشهد كوردال في بداية المقال بشخصية أحمد سويسي، والذي يصف نفسه بأنه أحد النشطاء الاجتماعيين، ويشغل منصب زعيم حزب الخريجين العاطلين عن العمل في جزيرة قرقنة، في دولة كل وظيفة فيها لها نقابة أو اتحاد عمال.

وتمثل جزيرة قرقنة، نقطة انطلاق التونسيين المغادرين نحو أوروبا بشكل قانوني أو غير قانوني.

ورأى سويسي تجارة الهجرة غير الشرعية تزدهر على جزيرته، ويتذكر رؤية قوارب الصيد القديمة المتهالكة، مملوءة بشباب صغار بائسين، قدَموا من كل شبر في الدولة، يشقون طريقهم خارج الميناء على مرأى ومسمع من رجال الشرطة والحرس الوطني، وهم من ينبغي عليهم إيقافهم.

ويقول كوردال، هذا الوضع ليس فقط في قرقنة، ولكن في جميع موانئ تونس البحرية، والتي عملت كنقاط انطلاق نحو أوروبا، فطبقًا لإحدى تقارير الإنتربول المسربة من نوفمبر العام الماضي، فإن ما يقرب من 50 تونسيًا على صلات بتنظيم داعش، هاجروا بشكل غير شرعي إلى إيطاليا في 2017، وقد يكون دخل أحدهم فرنسا، ووفقًا لتقديرات الدولة فقد تم منع ما يقرب من 29000 تونسي من مغادرة البلاد في 2017، بسبب مخاوف من الإرهاب.

ويضيف الكاتب "بالنسبة لأغلب مريدي الهجرة، تنوعت أسباب ودوافع الهجرة من البلد التي نشأوا فيها، حيث ازدادت الحياة صعوبة في أعقاب المظاهرات التي اجتاحت البلاد بسبب زيادة الضرائب، في نفس الوقت الذي تتضاءل فيه معدلات العمالة والدخل القومي".

وطبقًا لتقرير إحصاء السكان عام 2014، فإن نسبة البطالة في تونس تقدر بـ 15%، ولكن قد يتضاعف الرقم في بعض المناطق الداخلية مثل مدينة القصرين على الحدود مع الجزائر، وتضاءلت الآمال من أجل مستقبل أفضل.

ويقول عمر عايدي، 25 عامًا، بعد الهجرة من تونس إيطاليا على متن قارب: "لقد انتهت تونس".

ويتابع الكاتب، قد يكون الطريق بين تونس وأوروبا قصيرًا، حيث يبلغ فقط 150 كلم، ولكنه عادة خطير، ففي أكتوبر وقع تصادم بين سفينة بحرية تونسية ومركب مهاجرين، تسبب مقتل أكثر من 40 شخصًا. وقال الجيش التونسي إنه أنقذ 38 آخرين، واتّهم المتظاهرون في منطقة قبلي التونسية الداخلية، - حيث انحدر أغلب الموتى -، البحرية التونسية بإغراق القارب عمدًا.

وبعد أن بلغت الهجرة غير الشرعية ذروتها أثناء الثورة التونسية في 2011، تضاءلت بعد ذلك في السنوات الأخيرة، إلا أن عدد المهاجرين ارتفع مرة أخرى في سبتمبر الماضي، وأبلغت إيطاليا في الثمانية أشهر الأولى من 2017 بأن 1350 تونسيًا وصلوا جزيرة لامبيدوسا، ولكن تم تجاوز هذا الرقم في شهر سبتمبر عندما وصل 1400 شخص، وفي أكتوبر ارتفع الرقم مرة أخرى حيث وصل إيطاليا 2790 تونسيّ، وبحلول نهاية ديسمبر، وصل 6151 شخص بشكل غير شرعي إلى المدن الإيطالية في عام 2017.

ويقول الكاتب "ازدادت الهجرة غير الشرعية في تونس مؤخرًا بسبب التعقيدات الأمنية في ليبيا المجاورة، والتي شهدت تحويل بعض مهاجريها غير الشرعيين إلى تونس، ومع ذلك، وبالنظر إلى الزيادة الملحوظة في أعداد التونسيين في موجات المهاجرين الأخيرة، من الواضح أن هناك شيئا آخر يجري، يتجاوز مجرد النزوح الجغرافي".

ومنذ إغلاق العديد من طرق الهجرة غير الشرعية الليبية في أوجه المهربين، اتجه كثير منهم إلى تونس، معتمدين في ذلك على الأوضاع البائسة التي يمر بها الكثير من أبناء البلد.

وتقول لورينا لاندو، رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في تونس: "لقد وجدنا مجموعات منظمة من الأشخاص متواجدين على نفس القارب من نفس القرية، لذلك افترضنا أن هناك شخصًا ما يجعل من السهل العثور على الأشخاص لتهريبهم، وقد يكون هذا الشخص من كان يركّز على الأشخاص في ليبيا ولكنه غير استراتيجيته للتركيز على تونس، وقد تكون البيئة المحيطة، حيث فقد الأشخاص الذين انتظروا فرصة الحصول على عمل، أي أمل لهم في إيجاد وظيفة مناسبة لهم".

وتتابع لاندو، إذا عُرض عليك فرصة عمل في وقت تكون محبط وبائس وقلق حول مستقبلك، فسوف تتخذ قرارك بسهولة، حتى لو احتوى على مخاطر.

ويتابع الكاتب، الدليل على هذا اليأس واضح بشكل كبير، فطبقًا لمنظمة الهجرة الدولية، وُجد ما يقرب من 544 شخصًا قاصرًا - بلا رفيق - على قوارب الهجرة التونسية العام الماضي.

واختتم الكاتب مقاله باقتباس من لاندو، تُوضح فيه أسباب مخاطرة التونسيين بكل شيء من أجل فرصة غير مضمونة في قارة لا يعرفون عنها شيئًا، حيث تقول: "نحن جميعًا نرى التلفاز وقارة أوروبا، حيث تُقدر حريات الآخرين وديمقراطيتهم، ويوجد بها فرص عمل كثيرة لذلك تكون تلك القارة موطن جذب للكثيرين".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان