لماذا تخشى إسرائيل سيطرة قوات الأسد على هضبة الجولان؟
كتب - هشام عبد الخالق:
"عدوتان لدودتان تتخطيان الحدود".. كان هذا العنوان ما بدأت به صحيفة "الجارديان" البريطانية، تقريرًا لها اليوم الإثنين، حول الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين كلًا من إسرائيل وإيران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي أعده مراسلاها أوليفر هولمز من القدس وسعيد كمالي دهجان - إن كلتا الدولتين تخطتا حدودهما مؤخرًا في صراع مباشر بين جيشيهما، ففي ساعات قليلة، وقعت سابقة بين دولتين من أكثر الدول عدوانية في المنطقة، عندما أسقطت إسرائيل مروحية ادّعت أنها إيرانية، وبعد ذلك سقطت طائرة إسرائيلية من طراز F-16 بعد إطلاق عدد من الصواريخ الدفاعية السورية المضادة للطائرات عليها، لترد إسرائيل - على تدمير أولى طائراتها منذ عقود - بضرب مجموعة من الأهداف - التي قالت إنها أهداف إيرانية - قرب دمشق.
وتابع التقرير، بعد سنوات من الصراع من خلال حزب الله الذي تدعمه إيران، اتّخذ الصراع منحنى مباشر، وحاليًا يقيم كلا الجيشين آثار ونتائج اشتباكهما، وسوف يتأنيان في اتخاذ الخطوات القادمة سواء كانت بالحرب أم لا.
وقال قائد قوات الدفاع الإسرائيلية المسؤول عن الحدود السورية العميد الجنرال أميت فيشر: "نحن بحاجة إلى إعداد أنفسنا من الناحية العملية والاستخباراتية للتهديد المتصاعد، وسيكون الاختبار الحقيقي هو اختبار الحرب".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه عزز دفاعاته في شمال البلاد بالقرب من سوريا، في الوقت الذي نقلت فيه صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، عن شهود عيان، رؤيتهم لقافلة من صواريخ الدفاع الإسرائيلية تتجه شمالًا.
أحد قادة الجيش الإسرائيلي السابقين قال إن دولته كانت محظوظة بشكل كاف، لأن الطيار ومساعده استطاعا الهرب قبل تحطم الطائرة وهبطا بشكل آمن في إسرائيل، وأضاف الجنرال السابق أميرام ليفين، هذا هو ثمن الحرب، وتخميني أن هذه الواقعة لم تنته بعد، وأننا فقط في فترة راحة.
وتقول طهران إن الموظفين الإيرانيين موجودون فقط في القواعد السورية، لتقديم المشورة لحكومة بشار الأسد، ويدعون أن إيران لا تملك قوات مسلحة في البلاد، ونفت أن تكون أرسلت طائرة بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي.
علي شمخاني، سكرتير مجلس الأمن الوطني الأعلى في إيران، بقي جريئًا في تصريحاته، حيث قال: "الصهاينة - وهو المصطلح الذي تستخدمه طهران ضد إسرائيل - فشوا في إلحاق أضرار بالقواعد الإيرانية السورية"، حسبما نقلت عنه وكالة تسنيم الإيرانية.
وأضاف شمخاني، لقد أثبتت الأمة السورية هذه المرة أنها سترد على أي عمل عدواني، بعد انتهاء عصر الغارات السريعة"، في مدح واضح لإسقاط الطائرة الإسرائيلية، وعلى الرغم من أنها كانت أول مرة تضرب فيها إسرائيل ما قالت إنه قاعدة إيرانية في سوريا، إلا أن المواقع السورية كانت عُرضة دائمًا لهجمات الجيش الإسرائيلي.
وحذر نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني، حسين سلماني، ردًا على تقارير إسقاط الطائرة، من أن إيران سوف تطلق جحيمًا على الصهاينة.وقال أوفير زالزبيرج، أحد المحللين في مجموعة الأزمات الدولية: "نحن ندخل مرحلة من المرجح أن نشهد فيها المزيد من الاشتباكات بين إسرائيل والقوات الإيرانية.
وتابع زالزبيرج، أنه لا يعتقد أن أي الدولتين تريدان حربًا ضروسًا، ولكن الموقف في سوريا جعلهما يتبادلان الضربات والتي من المتوقع أن تزداد في الفترة القادمة.
وحذرت إسرائيل من نية إيران لبناء قواعد دائمة لها في سوريا، واستخدام تلك القواعد لمهاجمة الدولة اليهودية، وهذا - كما يرى زالزبيرج - سبب أن إسرائيل تريد إثبات أن الطائرة بدون طيار التي أسقطتها داخل المجال الجوي الإسرائيلي كانت إيرانية.
ويضيف زالزبيرج، هذا يضع علامة استفهام على الجانب الإيراني من القصة، والتي تقول إنها قامت بنشر مستشارين في سوريا ليعملوا كناصحين حول الحرب السورية.
وما يقلق إسرائيل أكثر، بخصوص الاشتباكات المستقبلية، هي الحدود التي تتقاسمها مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة، هي أن الجزء السوري من الهضبة يسيطر عليه ثوار سوريا.
وتابع زالزبيرج، قد يحاول الأسد استعادة هذه الهضبة من الثوار، ولكن هذا غير مرجح باستخدام الجيش السوري، وقد يعتمد أكثر على ميليشيا حزب الله أو الجيش الإيراني.
ويختتم زالزبيرج تصريحاته قائلًا: "سوف تبذل إسرائيل كل ما في وسعها من أجل أن تمنع حدوث سيناريو كأن يكون هناك جيشًا إيرانيًا على الحدود الإسرائيلية السورية".
فيديو قد يعجبك: