تقرير: كيف استخدمت روسيا الإنترنت للتأثير على الانتخابات الأمريكية ؟
كتبت- هدى الشيمي:
دخلت التحقيقات الخاصة بمزاعم تورط الروس في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 مرحلة جديدة بعد أن كشفت التحقيقات عن تورط مواطنين روس وشركات في العملية الانتخابية.
وقالت مجلة بولوتيكو الأمريكية إن لائحة الاتهامات التي أصدرها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بناءً على تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر أوضحت كيف استخدمت موسكو الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتقويض العملية الديمقراطية.
وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) تقريرا، أمس الجمعة، بتورط 13 مواطنا روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، ووجه اتهامات لثلاثة من بينهم بالتآمر من أجل التزوير الإلكتروني، فيما اتهم 5 آخرين بانتحال شخصيات وهمية.
طالت الاتهامات ثلاث شركات روسية أيضا، من بينها شركة انترنت مقرها في سانت بطرسبرغ، قال التقرير إن هدفها الاستراتيجي كان "زرع الفتنة في النظام السياسي الأمريكي، من بينها الانتخابات الرئاسية لعام 2016".
يقول خبراء رقميين إن السياسية الأمريكية الخاصة بشبكات الإنترنت والتي تقوم على السرية وحماية هوية المستخدم ساعدت روسيا على خداع الأمريكيين، وأوضحوا أن الحرية التي تكفلها الولايات المتحدة لمواطنيها في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مكنت روسيا من التوصل إلى طرق للتلاعب بمستخدمي مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب التي تملكها شركة جوجل.
وقال جوزيف لورنزو هول، كبير التقنيين في مركز الديمقراطية والتكنولوجيا، إن كثيريين كانوا يعتقدون أن الإنترنت وسيلة لتحقيق الصالح العام، إلا أن ما حدث العام الماضي كشف عكس ذلك، وأثبت أنها من الممكن أن تُستخدم لأغراض دنيئة.
كانت شبكة "سي إن إن" الأمريكية كشفت، في تقرير نشرته يناير الماضي، عن وجود حسابات روسية آلية على موقع تويتر تعمل لصالح المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترامب.
وأوضحت أنها تعمل تلقائيًا بدون تدخل البشر، وأنها أعادت نشر تغريدات ترامب حوالي 500 ألف مرة خاصة في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات، ما ساعد على زيادة شعبيته وتفوقه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبحسب سي إن إن فإن هذه الحسابات صُممت لتبدو وكأنها تدار من قبل مستخدمين أمريكيين حقيقيين وجمعت عشرات الآلاف من الأتباع في فترة قصيرة.
وقال جويل كابلان، مسؤول السياسات الخارجية في فيسبوك، في بيان نُشر أمس، أن الشركة ممتنة لتعامل السلطات مع الأمر بحزم، وقيامها بتصرفات صارمة تجاه هؤلاء الذين استغلوا الانفتاح الذي يوفره موقع التواصل الاجتماعي من أجل تقويض العملية الديمقراطية.
وقال موقع تويتر، في بيان نشره أمس الجمعة، إنه سيواصل التعاون مع الكونجرس وفريق مولر في التحقيقات بشأن التدخل في الانتخابات.
واعتبر المتحدث باسم تويتر التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات اساءة لاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه يخالف المعايير التي تتبناها تويتر، مؤكدًا أن هذه التصرفات لا يمكن الاستهانة بها، وأن الشركة ستفعل ما في وسعها لمنع حدوث أشياء مماثلة في المستقبل.
ولم تُعلق شركة جوجل على اللائحة أو ما يتردد عن استخدامها هي أو أحد منصاتها الإلكترونية لزعزعة ثقة الأمريكيين في العملية الانتخابية.
وبحسب تقرير الإف بي آي، فإن الروس استعملوا مُستخدم وهمي حمل اسم "مات سكيبر" لبعث رسائل إلى مواطنين وجماعات سياسية، كما أنه أرسل صور ورسائل وكتب منشورات متعلقة بالانتخابات الأمريكية اعتقد الأمريكيون أن أشخاص حقيقيين هم من كتبوها.
وقال المدعي العام رود روزنشتاين، خلال مؤتمره الصحفي أمس الجمعة، إن هذه الاتهامات تعد تذكير للمواطنين بأن الناس ليسوا دائما كما يبدون على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إلى أن منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر تسمح للإمريكيين بمشاركة ونشر أفكارهم بطرق لا يمكن تصورها قبل عقد من الزمان، كما أنها في نفس الوقت تحملهم مسؤولية كبيرة، ودعا إلى ضرورة التشكيك في المعلومات الموجودة على هذه المواقع، وعدم التعامل معها على أنها أمور مُسلّم بها، ولا تقبل الجدل.
فيديو قد يعجبك: