إعلان

في غوطة دمشق .. القصف والحصار يقتلان المرضى السوريين

12:42 م الثلاثاء 20 فبراير 2018

غوطة دمشق

كتبت – إيمان محمود

في غوطة دمشق الشرقية المُحاصرة، يُحتجز المرضى والمُصابين دون علاج، حيث يصعب وصول الرعاية الطبية عبر خط المواجهة الذي يحيط بالمنطقة المكتظة بالسكان، والتي يسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.

وقال الدكتور محمد قطب من الجمعية الطبية السورية الأمريكية "سامز"، التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، إن "الأطباء يقفون عاجزين أمام مرضاهم"، فمن الصعب جدًا على الطبيب عندما يعرف المريض أن الأمر يحتاج علاجًا بسيطًا، لكن بسبب العلاج الحصار "غير متوفر".

قطب وعدد من الأطباء الذين يزورون بروكسل هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين أوربيين، قالوا لشبكة "إن بي سي" الإخبارية إن التفجيرات في معاقل المعارضة ارتفعت منذ بداية العام بمتوسط ضرب منشأة طبية كل 24 ساعة.

وتعاني منطقة الغوطة الشرقية، التي يقطنها أكثر من 400 ألف سوري، من حصار خانق منذ العام 2013، تسبب في نشر سوء التغذية لدى الأطفال بسرعة كبيرة وخاصة عند حديثي الولادة، فلا طعام ولا غذاء ولا حليب للأطفال، فضلا عن الموت بشظايا القذائف والصواريخ المتساقطة بشكل يومي على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين.

وأكد ممثلو جمعية "سامز" أن القوات الروسية والسورية قاما بتصعيد الهجمات بشكل أكبر على الغوطة الشرقية وإدلب -وهى منطقة أخرى يسيطر عليها معارضو الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من حلب- خلال الاسبوعين الماضيين.

وأعلن رئيس منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، أن مئات المدنيين قُتلوا في الغوطة الشرقية، إذ تقدر اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدد الضحايا بـ400 ألف شخص في إدلب خلال هذا العام.

وأوضح الأطباء التابعين لوكالة "سامز" أن الهجمات ازدادت مؤخرًا على المستشفيات والعيادات وسيارات الاسعاف وغيرها من المنشآت الصحية، التي تستهدفها روسيا ضمن مشاركتها العسكرية في الحرب السورية منذ عام 2015.

وبالرغم من أن أطباء "سامز" ليس لديهم دليلاً على تورط روسيا في هذه الضربات الجوية، إلا أنهم يعتبرون أن الأسلحة المتطورة المُستخدمة في الأعمال القتالية هي الدليل على تورط موسكو، إذ يستخدم الأسد أسلحة أقل تطورًا.

وكان العاملون في المجال الطبي استجابوا إلى طلب بناء مستشفيات تحت الأرض، ولكن ذلك لم يوقف القتل والدمار.

وقال قطب "لاحظنا أنواعًا مختلفة من الأسلحة المُستخدمة منذ التدخل الروسي وخاصةً أسلحة الدمار الشامل، كالتي يمكن أن تخترق التحصينات التي بنيناها"، "لقد عززنا مستشفياتنا، واستخدمنا المستشفيات تحت الأرض، وحفرنا الكهوف، وحاولنا حماية موظفينا بأنفسنا".

كان هناك أكثر من 400 هجوم على المنشآت الطبية في جميع أنحاء البلاد في عام 2016، وفقا لـ"سامز"، وانخفض هذا العدد إلى 110 خلال العام الماضي ولكنه قفز إلى معدل هجوم واحد في اليوم منذ الأول من يناير المُنصرم.

ومنذ عام 2012، قُتل أكثر من 800 من العاملين في المجال الطبي بسبب هجمات مختلفة على المنشآت الطبية، وفقا لـ"سامز".

وفي الشهر الجاري، دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة شهر لمنع المعاناة وقتل وتشريد المدنيين، ولكن دون جدوى.

وأعلنت الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، يوم الأربعاء أن تسع شاحنات تحمل الغذاء والصحة وغيرها من الإمدادات لـ7،200 شخص وصلت إلى الغوطة الشرقية. وكانت هذه قافلة الاسعافات الأولى التي تدخل المنطقة منذ 28 نوفمبر، وتليها أشهر من المذكرة التي وجهتها الأمم المتحدة للحكومة لمنحها حق الوصول.

كان هذا الخبر السار النادر الذي يُمكن أن يتم تداوله منذ بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، والتي قتلت مئات الآلاف من السوريين وأجبرت الملايين على ترك ديارهم.

وتتهم الحكومة السورية أيضًا عمال الإنقاذ وجماعات الإغاثة والولايات المتحدة باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين في الغوطة وإدلب.

وفي أكتوبر؛ اتهم تقرير صادر عن الأمم المتحدة وآلية التحقيق المشتركة التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام غاز السارين وغاز الخردل ضد المدنيين.

وكان هجوم السارين أدى إلى شن هجوم صاروخي أمريكي على قاعدة الشُعيرات، في أبريل من العام الماضي، لكن النظام السوري ينفي باستمرار استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، أو حتى وجودها بحوزته.

وقال أيمن الشيخ، وهو جراح في الأوعية الدموية يعمل مع "سامز" في شمال سوريا، إن استخدام الأسلحة الكيميائية "يضرب الخوف والرعب في قلوب المدنيين"، إلا أن الأسلحة العادية لا تزال أكثر خطورة وقاتلة، بحسب ما نقلته شبكة "إن بي سي".

وأضاف "الشيخ" إن ما يجري استخدامه يوميًا، وخاصة لاستهداف المستشفيات، هو أسلحة تقليدية"، مضيفًا "ليس المهم فقط وقف استخدام الاسلحة الكيميائية بل كل الأسلحة الموجهة للمدنيين والمنشآت الطبية".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان