عباس: هل يُعقل أن يصدر مجلس الأمن مئات القرارات لصالح فلسطين ولا تُنفذ؟
كتب – محمد الصباغ:
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل أفشلت الدعوات للتفاوض، وأن السلطة لم ترفض أي دعوة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي "فنحن نعتبرها السبيل الوحيد للسلام". وتعجب عباس من إصدار الأمم المتحدة مئات القرارات لصالح فلسطين ولا تنفذ على أرض الواقع مشيرًا إلى أن المنظمة الأممية تعتبر القدس مدينة محتلة.
وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن بشأن الأوضاع في الأراضي المحتلة إن العمل جارِ على وحدة الشعب الفلسطيني من أجل الوصول إلى "سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد". وأكد على أن السلطة الفلسطينية تريد للشعب الفلسطيني "أن يعيش بحرية بعيدا عن الحروب والإرهاب والتطرف".
واستكمل حديثه قائلًا إن النكبة الفلسطينية خلّفت 6 ملايين لاجئًا يعانون من التشرد، وذلك بعد أن "كانوا يعيشون حياة هانئة مستقرة في مدنهم وقراهم، وهؤلاء هم جزء من ثلاثة عشر مليون فلسطيني لم يحصلوا بعد على اعتراف المجتمع الدولي بالعضوية الكاملة لدولتهم الفلسطينية من الأمم المتحدة، بالرغم من قرارات دولية عديدة تؤكد على حقهم في تقرير المصير والدولة على ترابهم الوطني."
ونقلت وكالة معًا الإخبارية نص كلمة الرئيس الفلسطيني بمجلس الأمن وجاء فيها: "إن قناعتنا راسخة، وموقفنا واضح من استخدام السلاح، أياً كان نوعه، فنحن ندعو ليس فقط لنزع السلاح النووي، بل إننا ضد السلاح التقليدي، لما له من أثر على تدمير العديد من الدول في منطقتنا والعالم، ولهذا فقد حرصنا على نشر ثقافة السلام ونبذ العنف وأبدينا الاهتمام بالتنمية المستدامة، وبناء المدارس والمستشفيات، وتعمير المناطق الصناعية والمزارع وإنتاج التكنولوجيا بدلاً من إنشاء مصانع السلاح وشراء الدبابات والطائرات لأننا نريد لشعبنا أن يعيش بحرية وكرامة بعيداً عن الحروب والدمار، وبعيداً عن الإرهاب والتطرف الذي نحاربه بلا هوادة في كل مكان في العالم".
وتابع بحسب ما نقلته معًا: "بعد مشوار طويل من الجهود المبذولة لخلق مسار سياسي يرتكز على المفاوضات، ويقود إلى سلام شامل وعادل، شاركنا كما تعرفون في مؤتمر مدريد عام 1991، وعقدنا اتفاق أوسلو عام 1993، الذي أكد على وجوب التوصل إلى حل قضايا الوضع الدائم قبل العام 1999، إلا أن هذا مع شديد الأسف لم يحدث؛
وتابع في كلمته: "هل يعقل أيها السيدات والسادة أنه، وبالرغم من صدور 705 من القرارات عن الجمعية العامة، و86 قرار من مجلس الأمن الدولي لصالحنا، ألا تنفذ؟، وهل يعقل أن تتهرب إسرائيل من تنفيذ القرارين 181 و194 اللذين كانا شرطاً لقبول عضويتها الدائمة، وفق التعهد الخطي المقدم من موشيه شاريت (شارتوك) وزير خارجيتها في حينه.
إسرائيل، أيها السيدات والسادة، تتصرف كدولة فوق القانون الدولي، فقد حولت حالة الاحتلال المؤقتة وفق القانون الدولي إلى حالة استعمار استيطاني دائم، وفرضت واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، وأغلقت جميع الأبواب، أمام حل الدولتين على حدود 1967؛
إننا نؤكد هنا كما أكدنا في الماضي، أن مشكلتنا ليست مع أتباع الديانة اليهودية، فاليهودية ديانة سماوية مثل المسيحية والإسلام، بل إن مشكلتنا هي فقط مع من يحتل أرضنا ويمنع استقلالنا وحريتنا.
السيد الرئيس، التقينا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أربع مرات خلال العام 2017، وأبدينا له استعداداً كبيراً للتوصل إلى صفقة سلام تاريخية، وأكدنا على موقفنا المتوافق مع الشرعية الدولية، وحل الدولتين على حدود 1967، رغم أن هذه الإدارة لم تحدد موقفها، هل هي مع حل الدولتين، أم مع حل الدولة الواحدة، بل، وفي سابقة هي الأخطر من نوعها، وبقرار أحادي غير شرعي رفضه غالبية العالم، قررت الإدارة الأمريكية إزاحة ملف القدس عن الطاولة، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، متجاهلة أن القدس الشرقية، هي أرض فلسطينية محتلة منذ العام 1967، وهي عاصمتنا التي نريدها أن تكون مدينةً مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية عقدت لهذا الغرض 83 اتفاقاً أمنياً مع العديد من دول العالم، وبما فيها الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبية وغيرها.
وبدأت الجلسة المخصصة لمناقشة أوضاع الشرق الأوسط وخصوصًا القضية الفلسطينية ، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمته بالعمل على الوصول إلى حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
فيما قال المنسق العام لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، إنه يجب تعزيز الجهود نحو حل الدولتين وذلك عبر خطوات جذرية أبرزها وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
فيديو قد يعجبك: