القوات الشعبية السورية تدخل عفرين.. ماذا بعد؟
كتبت – إيمان محمود:
اتفاق بين الأكراد والرئيس السوري بشار الأسد؛ قلب موازين التحالفات والتفاهمات في سوريا، فبعد أن كادت تركيا تجتاح منطقة عفرين السورية الحدودية وتهزم وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل مخاوف كبيرة على حدودها مع سوريا، تدخل النظام السوري ليغير مسار اللعبة.
تركيا بدأت شنّ عملية عسكرية على القوات الكردية في عفرين، في 20 يناير المُنصرم، داعمة الجيش السوري الحر الذي كان يسيطر في الأساس على منطقة الشمال السوري قبل التغيرات الأخيرة التي طرأت على شكل النفوذ السوري في نهاية العام الماضي.
ولدى أنقرة تخوفات من أن تتواصل وحدات حماية الشعب الكردي، بحزب العمال الكردستاني في تركيا والذي تعتبره إرهابيًا، كما أن لديها تخوفات من أن يقيم الأكراد دولة مستقلة في المنقطة الحدودية السورية-التركية، الأمر الذي جعل العلاقات تتوتر بينها وبين الولايات المتحدة بسبب دعمها للأكراد.
وفيما يتعلق بنتائج دخول قوات تابعة لنظام الأسد إلى عفرين، استبعد المحلل السياسي السوري ياسر الحلاق، أن تحدث مواجهات عسكرية بين القوات السورية التابعة للأسد والقوات التركية، مؤكدًا "حدوث هذه المواجهة سيدفع الأمور إلى زيادة في التعقيد".
وقال "الحلاق" في تصريحات لمصراوي، إن الأمر لا يتعلق بالأسد وتركيا فقط، بل يتعلق أيضًا بروسيا وأمريكا اللذان يرتبطان مع الأتراك في علاقات متينة، وإن كانت تبدو اليوم متوترة وغير موثوقة من كلا الجانبين، وخاصة التركي.
وتوقع المحلل السوري، أن تتراجع تركيا عن إتمام عملية "غُصن الزيتون" التي تشنها ضد الأكراد، أو تغيير مسارها، بحسب ما تقتضيه اللعبة السياسية التي تمارسها القوى جميعها في الشمال السوري.
وأشار إلى أن هناك "فخًا يُرسم لتركيا في عفرين وهي تدركه تمامًا ولذلك لن تستمر في العملية".
وأعلنت جهات كردية، إن قوات شعبية موالية للنظام السوري، دخلت عفرين اليوم الثلاثاء، للتحالف مع الأكراد ضد الهجوم الذي تشنه تركيا منذ شهر، وذلك بعد اتفاق جرى بين الطرفين وتم الإعلان عنه بالأمس.
ومن المقرر بحسب الاتفاق مع الأكراد؛ أن ينشئ النظام السوري قاعدة عسكرية له تكون قاعدة انطلاق باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، وباتجاه الجبهات المشتعلة مع الجيش التركي وحلفائه، ينطلق منها إلى الجبهات.
وفي أعقاب الإعلان عن الاتفاق؛ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن القوات التركية ستتقدم بشكل أسرع خلال الأيام المقبلة لمحاصرة مركز مدينة عفرين.
وأضاف أن تركيا ستحارب من يهدد أمنها داخل البلاد أو خارجها، مؤكدًا أن بلاده ليس لديها مانع في دخول القوات التابعة للأسد إلى عفرين "لكن دون مساعدة الأكراد".
وقال الحقوقي السوري فراس حاج يحيى، أن الاجتماع الذي تم فيه الاتفاق على دخول القوات السورية، حضره ممثل عن قوات حماية الشعب الكردي، وممثل عن نظام الأسد، وممثل عن القاعدة العسكرية الروسية في سوريا "حميميم".
وأوضح في تصريحات لمصراوي، أن روسيا لا توافق على هذا الاتفاق، وهو ما عرقل اتمامه بشكل واضح وكامل، مؤكدًا أن النظام السوري لا يستطيع التحرك عسكريًا دون موافقة موسكو على هذا التحرك.
وحتى الآن لم يُعلن عن تفاصيل الاتفاق الذي دار بين النظام السوري والأكراد، إذ انتشرت أنباء صباح اليوم، أن الأكراد سيسلمون منطقة عفرين بشكل كامل للرئيس بشار الأسد، لكن دون تأكيد.
ويتوقع "يحيى" أن يقتصر التدخل السوري في عفرين على نشر قوات الدفاع الوطني فقط "الميليشيات المتحالفة مع الأسد" دون أن يتدخل الجيش النظامي بذاته.
فيديو قد يعجبك: