ملفات ساخنة وحفل ميلاد.. ماذا حدث في زيارة "عون" التاريخية إلى العراق؟
كتبت – إيمان محمود:
زيارة تاريخية؛ أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، إلى بغداد، تلبية لدعوة رسمية من نظيره العراقي فؤاد معصوم، حاملاً معه ملفات أمنية وسياسية واقتصادية مشتركة بين البلدين، لتصبح أول زيارة لرئيس لبناني منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
ووصل الرئيس اللبناني إلى بغداد، الثلاثاء، على رأس وفد وزاري ونيابي في زيارة رسمية تستغرق 48 ساعة يرافقه فيها وزراء الداخلية نهاد المشنوق، والخارجية جبران باسيل والصناعة حسين الحاج حسن والسياحة أواديس كيدانيان، ووزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني ورئيس حزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان.
لم تستغرق الزيارة أكثر من 24 ساعة، لكنها تميزت باحتفال صغير أقامه الرئيس العراقي بمناسبة عيد ميلاد الرئيس اللبناني، قطّعا خلاله كعكة تحمل ألوان علمي البلدين، في لقطة مثّلت مفاجأة للرئيس اللبناني.
وطلب معصوم من الرئيس اللبناني قطع الكعكة متمنيًا له العُمر المديد. وبعد محادثات أجريت بين الرئيسين، عقدا مؤتمرا صحفيا أكد فيه عون "أجرينا محادثات بناءة تعكس روابط الأخوة والتاريخ بين بلدينا وشعبينا".
من جانبه، أكد معصوم أنه بعد "تغيير النظام في العراق، بدأنا نبحث عن نموذج لتوازن المكونات، ووجدنا النموذج اللبناني".
وعقب المؤتمر؛ التقى عون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وعقدا مؤتمرًا صحافيًا في نهاية اللقاء، أكد فيه الأخير تطرقهما إلى "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مجالات الاقتصاد والتجارة والإعمار".
وقبل تلبية دعوة العبادي إلى مأدبة عشاء، أكد عون "استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين، للمساهمة في ورشة البناء وإعادة الإعمار في العراق".
ملفات أمنية
يُعتبر الملف الأمني، أحد أهم الملفات في الدولتين اللتين تشهدان أزمات طائفية داخلية، زادت في الفترة الأخيرة من ظهور الجماعات الإرهابية، وأكد البلدان تعاونهما المُشترك في مواجهة الإرهاب.
وخلال المؤتمر؛ شدد الرئيس اللبناني على "ضرورة بذل جهود عربية ودولية مشتركة لمكافحة الإرهاب بطريقة فعالة ونهائية، ترتكز ليس فقط على القضاء على الإرهابيين بل أيضاً مكافحة الأسباب والعوامل المسهِّلة لنشوء الفكر الإرهابي وتنظيماته".
وتطرق عون إلى التهديدات الإسرائيلية التي يتعرض لبنان، والتي ارتفعت حدتها بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، وموقف لبنان الموحد والصارم إزاء هذه التهديدات والاستفزازات المرافقة لها.
ويسود توتر حاد بين إسرائيل من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى، إثر إسقاط سوريا مقاتلة إسرائيلية قصفت مواقع داخل الأراضي السورية، إضافةً إلى التجاذبات بين لبنان وإسرائيل على خلفية النفط في المياه الإقليمية.
وأكد عون أن لبنان والعراق يبذلان جهودًا ترتكز على القضاء على الإرهابيين وأسس الإرهاب.
وقال إن لبنان يقف مع العراق، و"نحن على أبواب القمة العربية في السعودية لتحقيق المصالح بين الدول العربية التي تتعرض لتحديات كثيرة حاليا". ونوّه إلى أنّه شرح لمعصوم ظرف لبنان ونقاط مواجهة الإرهاب بكل السبل وحقوق لبنان مشروعة بأرضه ومياهه.
إعادة الإعمار
تحدث الرئيسان العراقي واللبناني خلال لقائهما عن إعادة إعمار العراق، وأشاد الرئيس اللبناني بمؤتمر الكويت الدولي لإعادة الإعمار، الذي عُقد الأسبوع الماضي، لجذب المُستثمرين وجمع المنح والتبرعات لإعمار العراق الذي دمرت مدنه الحرب مع داعش.
وأكد الرئيس اللبناني، استعداد الشركات اللبنانية بما تملكه من خبرات واسعة، والمستثمرين اللبنانيين، للمساهمة في ورشة إعادة إعمار العراق"، لافتًا إلى أن "الآفاق بين لبنان والعراق تبدو واعدة لوضع خطط تعاون واتفاقيات تخدم مصالح البلدين".
فيما أبدى الرئيس العراقي رغبة بلاده في أن تكون للشركات اللبنانية إسهامها الفاعل في البناء والاستثمار بالمدن العراقية.
فيديو قد يعجبك: