لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إيكونومست: داعش فقد "الخلافة" لكنه يحافظ على المال لإحيائها

11:53 م الخميس 22 فبراير 2018

كتب – محمد الصباغ:

انتهت الأيام التي كانت الراية السوداء ترفرف فيها على ثلث مساحة العراق تقريبًا وحوالي نصف سوريا. تلقى تنظيم داعش الهزيمة في أرض المعركة وفقد حوالي 98% من الأراضي التي أعلن عليها خلافته المزعومة.

قُتل نحو 70 ألفًا من مقاتلي التنظيم، وهرب آلاف آخرين. ظل بعضهم في العراق وسوريا بينما فرت مجموعات إلى تركيا أو التحقوا بأفرع التنظيم في سيناء أو ليبيا أو جنوب شرق آسيا. فيما غادر عشرة آلاف مقاتل أجنبي بالتنظيم الشرق الأوسط.

وفي تقرير لمجلة "ذي إيكونومست" البريطانية، الخميس، من هربوا يحملون نية تنفيذ هجمات أخرى ويمتلكون الأدوات. وأضاف أن التنظيم هرب ملايين الدولارات إلى خارج المنطقة. واستثمر التنظيم الأموال في داخل العراق واشترى الذهب في تركيا واستمر في نقل الأموال إلى مناصريه.

وقال أحد تجار الأسلحة الذي تعامل مع التنظيم وساهم في تهريب نقود لصالح داعش، لإيكونومست: "لن تتخيل حجم الأموال التي خرجت من مناطق داعش".

كما قدّر مشرع عراقي حجم الأموال المهربة من داعش بحوالي 400 مليون دولار، وهربها أعضاؤه إلى خارج العراق وسوريا.

بنى داعش مصادر ضخمة للأموال بمجرد السيطرة على أراض في سوريا والعراق. باع التنظيم النفط وفرض الضرائب وسرق حوالي 500 مليون دولار من البنوك العراقية، ما جعل داعش التنظيم الإرهابي الأغنى في التاريخ. وفي عام 2015 بات التنظيم يمتلك ثروة تقدر بحوالي 6 مليارات دولار.

وتسبب ذلك في استهداف التحالف الدولي بقيادة أمريكية لشاحنات النفط التابعة للتنظيم بجانب قتل المسئولين الماليين بداعش. كما منعت الحكومة العراقية الرواتب عن الموظفين في مناطق سيطرة داعش حتى لا يحصل عليها عناصر التنظيم، وقد نجحت هذه الاستراتيجية إلى حد ما بحسب إيكونومست.

تراجعت عائدات النفط التي يحصدها التنظيم وبات مجبرا على اقتطاع الأموال من رواتب مقاتليه. ويصرح أحد المسئولين الرسميين الأمريكيين في مجال مكافحة الإرهاب: "أصبح واضحا أن أهم شيء لمواجهة أموال داعش هو تجريدها من مناطقها".

ونقلت المجلة عن تجار عملة في مدن تركية أن داعش نقل كميات كبيرة من الأموال بعيدًا عن مناطق سيطرته بداية العام الماضي. وتم نقله عن طريقة نظام الحوالات، وزادت أعداد مراكز الحوالات في تركيا وسوريا بشكل كبير منذ بدء الحرب السورية، ما سمح للاجئين وتجار الأسلحة ومهربي النفط ومجموعات معارضة أن تنقل الأموال إلى الخارج.

انتهت أغلب أموال الحوالات في تركيا، حيث يعتقد عناصر استخباراتية أن أفرادا قاموا بتخزينها لعمليات مستقبلية، واستثمروا في الذهب وأبقوا الخلايا الداعشية النائمة حيّة.

وقال أحمد يايلا، المسئول التركي السابق في مكافحة الإرهاب: "يكفي 500 دولار لإطعام وتسكين خلية إرهابية من شخصين أوثلاثة".

وكانت التحقيقات التركية بشأن الهجوم على ملهى ليلي بمدينة إسطنبول في الأول من يناير لعام 2017 كشف أن داعش أسس مئة منزل آمن في المدينة، وفيها وجدت الشرطة أكثر من 500 ألف دولار.

وأشار التقرير في "إيكونومست" إلى أن داعش استثمر أمواله في العراق عبر وسطاء، وكانت الأمور تقوم على الربح وليس الأيدولوجية. وكان أغلب من يتعامل معهم التنظيم الإرهابي هم رجال أعمال تعاملوا معهم من قبل في تهريب النفط والأسلحة والبضائع أو حتى البشر.

وتقول المجلة إن المؤسسات الضعيفة والفساد المنتشر في العراق جعل من الصعب على بغداد مواجهة ذلك. وحاولت وزارت عديدة في العراق منع تمويل الإرهابيين، لكن لم يحالفهم النجاح إلا قليلا.

ولايزال التنظيم يحافظ على قدرته على صناعة الأموال، وسوف يبقي المال القديم والحديث الإرهابيين نشطين لسنوات قادمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان