بعد استقالة ديسالين.. من هو أول رئيس مُسلم مُحتمل للحكومة الإثيوبية؟
كتبت- رنا أسامة:
يبدو أن إثيوبيا في طريقها لاختيار أول رئيس حكومة مُسلم، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ البلد الأفريقي، بعد انتخاب نائب رئيس إقليم أوروميا، أبي أحمد، رئيسًا لأحد أحزاب الائتلاف الحاكم، في خطوة تُمهّد لتنصيبه رئيسًا للحكومة خلفًا لرئيس الوزراء المُستقيل هايلي ماريام ديسالين.
وبحسب وسائل إعلام إثيوبية، اختار الأعضاء الـ81 في اللجنة المركزية لحزب "منظمة أورومو الديمقراطية الشعبية"، أبي أحمد، رئيسًا جديدًا للحزب، في اجتماع استثنائي عُقِد الخميس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بينما عُيّن ليما ميجرسا، الرئيس السابق للحزب، نائبًا له.
ويتكون الائتلاف الحاكم، (الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية)، الذي شُكّل عام 1989، من "جبهة تحرير شعب تجراي"، و"الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو"، و"الحركة الديمقراطية لقومية أمهرا"، و"الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا".
تجري تلك الأحزاب اجتماعات مكثفة، ليقدم كل منها مرشحًا لرئاسة الائتلاف، الذي سيعقد اجتماعًا خلال الأيام المقبلة، لاختيار رئيس له، سيصبح رئيسًا للوزراء، بعد موافقة البرلمان عليه.
يأتي ذلك في ظل حالة الفوضى التي تعتري البلاد، في خِضم الاحتجاجات التي تُطالب بالإفراج عن المُعتقلين السياسيين وما أعقبها من استقالة مُفاجئة لرئيس حكومتها ديسالين، أفضت إلى فرض حالة طوارئ اعتبارًا من يوم الجمعة قبل الماضي، تقرّر استمرارها لمدة 6 أشهر.
وتقضي اللوائح المنظمة للائتلاف الحاكم بأن "أي مرشح لرئاسة الائتلاف من الأحزاب الأربعة المّكوّنة له يجب أن يكون رئيسًا للحزب". يأتي ذلك بعد استقالة غير مُتوقعة لديسالين أعقبتها فرض حالة طوارئ على البلاد لمدة 6 أشهر.
وبينما يُمهّد انتخاب أبي -صاحب الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 41 عامًا- الطريق لتنصيبه رئيسًا جديدًا للحكومة، يُشير موقع "أفريكان ارجيومينتس" إلى أن هذا الأمر إذا جرى قد يكون مُخيّبًا لآمال إثيوبيين عِدة يُفضّلون سابقه ليما ميجرسا.
وفي هذا الصدد، قال الموقع المعني بالشؤون الأفريقية إن "تحقيق الاستقرار في إقليم أوروميا" يُمثّل مفتاح نجاة رئيس الحكومة المُقبل. ورأى أن ليما قد يكون مُؤهّلًا على نحو أفضل من أبي لإصلاح البيروقراطية الأورومية. وكذلك يُمكنه توحيد شعب الأورومو خلف دعوته لإجراء "ثورة اقتصادية"، ما يُخمِد بدوره احتجاجات الشوارع الغاضبة.
يتمتع إقليم أوروميا بحكم شبه ذاتي، وهو يتبع الكونفدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم. وتتكون غالبية عرقية الأورومو من المسلمين، وتمثل كبرى القوميات في إثيوبيا، إذ تتراوح نسبتهم -وفق تقديرات غير رسمية- بين 50 و80 بالمئة من عدد السكان، البالغ أكثر من 102 مليون نسمة.
وأخفقت حالة الطوارئ في إثيوبيا، التي استمرت 10 أشهر وانتهت العام الماضي، في وقف الاحتجاجات على القيود السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان، كما فشل قرار السلطات الإفراج عن آلاف المعتقلين من أنصار المعارضة في إخمادها. ولقي مئات الأشخاص مصرعهم منذ اندلاع الاضطرابات فى البلاد قبل حوالي 3 سنوات في منطقتيّ أوروميا وأمهرة، أكثر مناطق البلاد سكانًا.
ووفق "أفريكان أرجيومنتس"، فإن ثمّة أسباب عِدة تبعث على التفاؤل حال انتُخِب أبي رئيسًا جديدًا للحكومة؛ إذ يأتي من خلفية دينية مُختلطة -أب مسلم كان يعمل بالزراعة وأم مسيحية. يتحدث الإنجليزية و3 لغات محلية إثيوبية (أمهرية وأورومية وتيجرينية). ونال درجة الدكتوراه من معهد دراسات السلام والأمن (إيبس) التابع لجامعة أديس أبابا عن حل النزاعات المحلية في البلاد في أكتوبر الماضي.
ووفقًا لعاملين من داخل الحزب، فإن أبي مُتحدّث ممتاز، يُفضّل اتخاذ القرارات القائمة على حُجج وبراهين. وفي الوقت نفسه، لديه خلفية عسكرية ومخابراتية مهمة؛ إذ خدم برتبة كولونيل ضمن قوات الجيش الإثيوبي، وشارك ضمن قوات حفظ السلام في رواندا. كما أسّس وكالة لأمن الشبكات والمعلومات، سعت لمراقبة الإثيوبيين العاديين، بمن فيهم المُشنقين في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وبين عاميّ 2008 و2010، أشرف أبي على توسيع عمليات البث الإذاعي والتلفزيوني في وقت تشتهر فيه إثيوبيا بانعدام الحريات الصحفية. وخدم في الحزب الحاكم وزيرًا للعلوم والتكنولوجيا عام 2015. وبالنسبة لأولئك الذين يسعون لتغيير حقيقي ذي مغزى، يقول الموقع الأفريقي إن "تجربة أبي تحمل مزايا وعيوب على السواء".
فيديو قد يعجبك: