لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الطائرات بدون طيار... مشاكل وحلول

10:53 ص السبت 03 فبراير 2018

طائرة بدون طيار

نورمبرج ( د ب أ)

سقط شيء من أعلى من غير توقع . في نهاية الحملة الانتخابية الألمانية لعام 2013، كانت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، وشخصيات بارزة من حزبها، يعتلون منصة في سوق عام في مدينة دريسدن، عندما مرت فوق رؤوسهم طائرة بدون طيار.

وفجأة، انخفضت الطائرة وتحطمت على الأرض، على بعد بضعة أمتار أمام ميركل، التي بدا عليها بشكل واضح الانبساط من هذه الواقعة الغريبة .

وأعلن "حزب القراصنة" - الذي تعتبر حماية البيانات والخصوصية بالنسبة له من القيم الأساسية – مسؤوليته عن الواقعة، حيث قال مسؤولوه إنهم كانوا يرغبون في أن تجرب ميركل بنفسها كيف من الممكن أن يتم التجسس عليها بطائرة بدون طيار.

وعلى الفور رأى اثنان من صغار رجال الأعمال أن هناك ثمة خلل في سوق الطائرات بدون طيار إذ طرح إنجو زيباخ ويورج لامبريشت سؤالا: ماذا لو كانت الطائرة بدون طيار تحمل متفجرات بدلا من الكاميرا؟

وبعد بضعة أشهر، قاما بتأسيس شركتهما التي تحمل اسم "ديدرون"، في مدينة كاسيل بوسط البلاد، حيث عملا على تسويق جهاز يعمل على تتبع الطائرات بدون طيار، "درون تراكر"، الذي يحدد ويتتبع الاجسام الطائرة المريبة .

وتستخدم تقنية "ديدرون" مزيجا من أجهزة الاستشعار المختلفة، للتجسس على الطائرات القادمة بدون طيار، مستخدمة في ذلك على سبيل المثال، معدات الرادار والميكروفونات والكاميرات وأجهزة كشف الترددات اللاسلكية . وفي حال تم تحديد جسم على أنه طائرة بدون طيار، يتم تشغيل جهاز إنذار، وذلك بناء على بنك البيانات.

ويظهر نظام الشركة "التهديدات الحية، ومسارات الطيران للطائرات بدون بدون طيار في وقت تحركها الفعلي ، وتسجيل للتفاصيل المادية العلمية عبر تصوير الفيديو"، وفقا لموقع الشركة على الانترنت.

ولطالما صارت الحماية ضد الطائرات بدون طيار،منذ ظهورها ، مطلوبة في السوق . ومن جانبه، يقول كريستيان جيجر، وهو من مستشاري شركة "إي إس جي" لتكنولوجيا المعلومات والتي يقع مقرها بالقرب من ميونيخ، إن السوق ينمو بسرعة.

من ناحية أخرى، تقدر شركة "دي. إف. إس" - المملوكة للدولة والتي تعمل على إدارة مراقبة الحركة الجوية في ألمانيا - عدد الطائرات بدون طيار التي استخدمت العام الماضي للاغراض الخاصة والتجارية، بحوالي 600 ألف. وتعتقد الشركة أن هذا العدد قد يتضاعف بحلول عام 2020، مع انخفاض الأسعار وإتاحة التكنولوجيا على نطاق أوسع.

ويعني الازدهار ازدياد احتمالات سوء الاستخدام، وحتى التهديدات الخطيرة. ويسرد ياجر السيناريوهات كالتالي: تهبط الطائرات بدون طيار بأعداد متزايدة داخل السجون منذ بضع سنوات، حاملة الهواتف المحمولة والمخدرات، وحتى الأسلحة.

كما تحمل الأجهزة المحمولة جوا المخدرات عبر الحدود الوطنية. ويقول الطيارون في أنحاء العالم إنه من المحتمل أن يكون وجود هذه الطائرات خطيرا بالقرب من المطارات القريبة. وتعرض الجيش لمشاكل مع الأجسام الطائرة بدون طيار عندما يكون في مهمات بالخارج.

وقد طلبت مؤخرا شركة صناعة السيارات الألمانية "فولكس فاجن"، شراء نظام تتبع للطائرات بدون طيار من شركة "إي إس جي"، لمراقبة الأجسام الطائرة مجهولة الهوية، التي تمر فوق مسارات الاختبار لتصوير النماذج، في محاولة واضحة للتجسس الصناعي.

ويعتبر الإرهاب هو ما يدور في ذهن الجميع، على سبيل المثال في الأحداث السياسية التي يجتمع فيها رؤساء الدول والحكومات، أو في المؤتمرات الجماهيرية الكبرى.

وقد أظهر معرض تجاري أقيم مؤخرا في نورمبرج تحت اسم "حماية الحدود الخارجية"، مدى الاهتمام بالقطاع الأمني. وحضر المعرض خبراء من قطاعات الصناعة والنقل والطاقة والترفيه للوقوف على التطورات الجديدة في إقامة الاسوار والتحكم في الدخول والمراقبة بالفيديو.

ولأول مرة يخصص المنظمون منطقة خاصة لقسم تحديد هوية الطائرات بدون طيار ووسائل الدفاع .

ويصف مارسيل روف، وهو مدير سجن حديث بمنطقة لينزبرج في كانتون أرجاو السويسري، ما سيحدث بعد ذلك. فإذا رصد نظام المراقبة طائرة بدون طيار، يمكن للعاملين في إحدى غرف التحكم تحديد موقعها واتجاه سفرها .

ثم يتم تنبيه موظفي السجن في الخارج للتحقق مما إذا كان الجسم الطائر يحمل بضائع.

ويقول روف: "إذا كان الأمر كذلك، فإن الطائرة بدون طيار يجب أن تهبط في مكان ما، ثم نتحرك لتأمينها، أو أن نسقطها بمدفع قاذف للشباك، مثلما يقوم المرء بصيد حيوان صغير بشبكة".

ويشار إلى أن إيقاع الطائرات بدون طيار في الأسر يعتبر إجراء إشكاليا ، بل أن إسقاطها يعد مشكلة أكبر ، حيث أن من الممكن أن يصاب الناس على الأرض.

ويقول ياجر من شركة "إي إس جي" إن مبدأ التناسبية ينطبق هنا. ويضيف: "فعندما أكون في المنزل وأقمت أحواض مائية للأطفال وهم يلعبون في الحديقة، ثم يرسل الجيران طائرة بدون طيار، فأنا لا ينبغي أن أطلق النار عليها، لكن بدلا من ذلك أتصل بالشرطة".

ولكن الاستجابة تتغير بتغير الظروف. ويضيف: "فإذا كنت في تجمع سياسي وميركل على المنصة، يمكن اسقاط الطائرة بدون طيار، لأن ذلك يتناسب (مع الحدث)".

ويقول ياجر : "إن الوضع القانوني الحالي في ألمانيا (ينص على) أن الشرطة والجيش هما من يمكنهما القيام بذلك، ولكن ليس المدنيون".

كما ينطبق وضع مشابه على التشويش – وهو استخدام التداخل الإلكتروني لتعطيل إشارات اللاسلكي بين الموجه وطائرته بدون طيار. ولا يمكن لاحد القيام بذلك غير السلطات المكلفة بالأمن، فيما يتم منع الشركات الخاصة من ذلك.

من ناحية أخرى، يقول ماركوس بيندل، المسؤول عن الأمن في شركة "دويتشه تليكوم"، إن الشركة تدعو إلى أن يكون القانون أقل تقييدا بالنسبة للشركات الخاصة، طالما أن السلامة العامة لا تتعرض للخطر. وتجري محادثات مع السلطات الحكومية بهذا الشأن.

ويقول بيندل إن "حماية 70 ألف متفرج في ملعب لكرة القدم أو 10 آلاف شخص في حدث ترفيهي لا يجب أن تتم عرقلته بسبب مشاكل حول من المسؤول".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان