تحت عنوان "أرض خطرة" .. منظمات تحذر من عودة اللاجئين إلى سوريا
كتبت – إيمان محمود
أصدر المجلس النرويجي للاجئين، اليوم الاثنين، تقرير تحت عنوان "أرض خطرة"، تحدث فيه عن المستقبل المجهول الذي يواجه اللاجئين السوريين المُعرضين لخطر الإجبار على العودة إلى بلادهم خلال العام 2018.
وحذّر التقرير –الذي وصل مصراوي نسخة منه- والصادر عن المجلس النرويجي للاجئين، وجمعية إنقاذ الطفل، ومنظمة العمل ضد الجوع، ومنظمة كير الدولية، والمجلس الدنماركي للاجئين، ولجنة الإنقاذ الدولية، من أن الحكومات في أوروبا والولايات المتحدة والمنطقة تغلق الحدود وتجبر اللاجئين السوريين على العودة أو تناقش علنًا التدابير المتعلقة بذلك- مما يعرض العديد من الأرواح للخطر.
ويأتي هذا التحذير وسط ردود فعل عالمية مناهضة للاجئين وظروف أكثر قسوة في البلدان المجاورة التي تستضيف السوريين، إضافة إلى الانتصارات العسكرية التي سجلتها الحكومة السورية في الصراع والتي غذت الخطابات المضللة حول عودة الأمن إلى سوريا وامكانية عودة اللاجئين اليها.
وأدى النزاع في سوريا والذي قارب على الدخول في عامه الثامن، إلى تشريد أكثر من نصف عدد السوريين، إذ نزح 6.1 مليون شخص داخلياً، ولجئ أكثر من 5 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، فيما فرّ أكثر من مليون شخص إلى أوروبا.
وعلى الرغم من الوضع العسكري المتغير في سوريا، فإن البلاد لا تزال متقلبة وخطيرة كما يُظهر التصعيد العسكري الأخير في إدلب والغوطة الشرقية.
ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من أن عدد السوريين العائدين -معظمهم من النازحين في سوريا- ارتفع من 560 ألف إلى 721 ألف بين عامي 2016 و2017، فإنه لكل سوري عائد كان هنالك ثلاثة آخرين نزحوا حديثاً جراء العنف.
وفرّ حوالي 2.4 مليون شخص في سوريا -أكثر من 8 آلاف شخص كل يوم- من ديارهم في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017، وتتوقع الأمم المتحدة بأن ينزح 1.5 مليون سوري آخر في عام 2018.
وعلى الرغم من أن عام 2017 شهد تراجعًا للعنف في بعض المناطق في سوريا، إلا أنه قد ارتفع في مناطق أخرى حيث قُتل أو أُصيب مئات المدنيين، ولا تزال الغارات الجوية ومدافع الهاون والألغام المتفجرة تمثّل مخاطر يومية، بما في ذلك المناطق المأهولة بالسكان.
ومع تدهور الظروف بالنسبة للكثير من اللاجئين في المنطقة، وقلة توفر فرص إعادة التوطين في بلدان أخرى، فإن الكثيرين الذين يبحثون عن الأمان قد ينتهي بهم المطاف إلى اتخاذ طرق خطيرة وغير قانونية للوصول إلى بلدان بديلة أو سيشعرون بالضغط للعودة إلى سوريا.
وفي نفس السياق، قال أمين عام المجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند، إن أغلب اللاجئين السوريين والنازحين داخليًا يعيشون في ظروف فظيعة ويرغبون في العودة إلى أراضي أجدادهم، ولكن يجب أن تكون عودتهم مشروطة بأن يكونوا على دراية تامة بما يحصل وأن تكون طوعية وآمنة ومدعومة ومحمية.
وأضاف "الآن لن تكون العودة آمنة أو طوعية بالنسبة للغالبية العظمى من الذين فروا من الحرب والعنف. فنحن على استعداد للمساعدة في العودة الآمنة والطوعية عندما يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار وحماية للحقوق وإمكانية إعادة بناء المجتمعات دون خوف".
وأكد إيجلاند أنه في الوقت الراهن، تشهد جميع الأراضي السورية -حتى في بعض المناطق التي تدعى مناطق خفض التصعيد- إراقة للدماء، واستهداف للمستشفيات والمدارس، والموت.
ودعا التقرير أيضًا إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمساعدة اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا. وفي حين أظهرت هذه البلدان سخاءً ملحوظاً في الماضي، فإن افتقار البلدان الغنية إلى الإرادة السياسية للمساعدة قد خلق شعوراً عند دول الجوار بأن إغلاق الحدود والعمل على عودة اللاجئين إلى بلدهم مبررًا.
وأشار المجلس النرويجي إلى أن الدول الغنية فشلت في الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمري لندن عام 2016 وبروكسل في عام 2017.
وفي عام 2017، قلّصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "UNHCR" أكثر من نصف عدد اللاجئين المدرجين لإعادة توطينهم إلى البلدان الغنية مقارنة بالعام السابق.
وانتقد المجلس النرويجي الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية لخفض حصص إعادة التوطين ومنع اللاجئين السوريين تشكل جزءًا كبيراً من الانخفاض في الأعداد، مضيفًا "الدول الأخرى لم تقم بواجبها أيضاً".
وقالت المديرة التنفيذية لجمعية إنقاذ الطفل هيلي تورنينج شميت: "ينبغي ألا يعود أي طفل إلى بلده قبل أن يكون الوضع آمناً. أجزاء كثيرة الآن من سوريا غير آمنة للأطفال، ولا تزال القنابل تتساقط والخدمات الأساسية مثل المدارس مستشفيات ما زالت مدمرة. حدّثنا الأطفال عن الجروح النفسية العميقة التي يحملونها بعد سنوات طويلة من الحرب. ولا يزال العديد من الأطفال يعانون من الكوابيس".
وأضافت أنه حالما يصبح هناك سلام، يجب إعادة بناء البيوت والمدارس السورية قبل عودة الأطفال، مؤكدة "الأطفال السوريين اللاجئين الذين تحدثنا إليهم لا يريدون شيئاً أكثر من العودة إلى ديارهم إلى سوريا، ولكنهم لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك إلا عندما تكون الأوضاع آمنة ومستدامة للعودة.
فيديو قد يعجبك: