إعلان

شاهد على المذبحة: جندي ميانمار السابق يروي تفاصيل حرق جثث ومنازل الروهينجا

10:16 م الإثنين 05 فبراير 2018

الشاهد علي المذبحة

كتب - حاتم صدقي:

عرضت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الاثنين، شهادة مواطن من ميانمار شاهد هجوم قوات الجيش على قريته ومنزله في مدينة تولا لتوي شمالي ولاية راخين، واستعرض التقرير رواية الرجل الذي كان بوذيًا وتحول للإسلام قبل أن يحرق جيش ميانمار جثث أهالي قريته أمام عينيه، ليطلب قائد الجيش بعد ذلك وجبات الطعام في وقت كانت رائحة الجثث المحترقة ما زالت تملأ المكان.

بعد أن انتهي جنود الجيش من حرق الجثث، أمر القائد للجنود بوجبة من كاري الدجاج. وشاهد "إسلام" البوذيين المحليين وهم يجهزون الطعام للرجال الذين شاركوا في عمليات الاغتصاب والمذابح لمسلمي الروهينجا في قريته.

ويسترجع "إسلام" ذكريات الرعب من هجوم جيش ميانمار، ويقول إنه بينما كان الهدوء يسود المكان في وقت متأخر من الليل، علت رائحة الحريق. وفي الوقت ذاته، نادي أحد الضباط بأعلى صوته: "نريد أن تحضروا لنا الآن مائة طبق من الأرز وكاري الدجاج".

ويمثل "إسلام" نموذجًا غير عادي لجندي بوذي أحب امرأة من الروهينجا، وأعلن إسلامه، وتزوجها.

وبينما فرت زوجته وأطفاله الخمسة من ميانمار إلى بنجلاديش، روى "إسلام" أنه اُحتجز بضعة أسابيع في منطقة من القرية التابعة لولاية راخين، وهناك حاول الضباط إقناعه بالعودة إلى البوذية مرة أخرى.

"إسلام" نحيف الجسد، وعمره 60 عامًا، ويزين ذراعه وشم، أخرج نفسًا عميقًا من الألم، وهو يتذكر ما عايشه، ويقول لصحيفة الجارديان إنه رأى كل شيء بعينيه، وكان عاجزاً عن فعل أي شيء. ودعم روايته أكثر من ستة أفراد من الروهينجا من سكان قرية تولا توي، الذين قابل محرر الجارديان كلًا منهم على انفراد.

أجمع الشهود على أن جنود ميانمار، ورجال الشرطة، والبوذيين قاموا بعمليات إعدام جماعية، واغتصاب للنساء والأطفال، وأحرقوا مئات القري بالكامل خلال عمليات تصفية لاستهداف المسلحين.

وتعتقد منظمة "أطباء بلا حدود" أن ما لا يقل عن 6700 فرد من أبناء الأقلية المسلمة قتلوا، وهناك قائمة أعدها الروهينجا تقدر أعداد الوفيات بقرية تولا تولي بنحو 1179 فرد.

وفي الأسبوع الماضي أعدت وكالة أسوشيتد برس تقريرا أكدت فيه أنها وجدت دليلا على وجود خمس مقابر جماعية في قرية "جودار بايين".

ويجري حاليا محاكمة صحفيين من رويترز كانا يحققان في قبر آخر بموجب قانون الأسرار الرسمية. ويقول قائد الجيش في ميانمار، "من أونج هلانج"، أن الاتهامات هي درب من دروب التزييف، على الرغم من اعترافه بإعدام 10 رجال من الروهينجا بإجراءات موجزة في قرية أخرى ودفنهم في مقبرة جماعية.

ولم يكن من الممكن الوصول إلى وحدة الإعلام التابعة للجيش للحصول على تعليق منهم حول تلك الأخبار. وفي نفس الوقت وقعت ميانمار وبنجلاديش اتفاقا لإعادة اللاجئين، إلا أن قليلين هم الذين يريدون العودة، حيث يخافون من مواجهة مزيد من الاضطهاد.

وقد يستطيع "إسلام" الذي قضي أكثر من عشر سنوات كجندي في ولاية راخين أن يتفهم ذلك الخوف. ويقول إنهم يضعون في أذهانهم دائما أن الجيش يريد أن يمحوا المسلمين من فوق الأرض.

بعد أن ترك الرجل الستيني قوات الجيش في عام 1983، استقر إسلام في ولاية راخين، متزوجا امرأة من البوذيين من تولا تولي، وهي قرية تعرف أيضا باسم من جيي التي تقع على ضفة نهر بورما في الجزء الشمالي من بلدة مونجدو. وعاش الروهينجا بالقرب من المياه، بينما كان معظم البوذيين في ولاية راخين يسكنون الأراضي المرتفعة، ولكنهم كانوا يعملون مع الروهينجا في حرفتي الزراعة والصيد. وبدأ اسلام يتحدث إلى السيدة من الأقلية المسلمة "ماربيار خاتون"، عندما كانت تعمل كخادمة في منزله وهي في العشرينات من عمرها.

كانت امرأة جريئة ومرحة، على حد وصفه، ولاحظ الظلم الذي كانت تتعرض له أسرتها. لم يستطع البعد عنها، ويقول متسائلا: "كيف يمكنني تعريف الحب؟ فالعاطفة أيضا هي نوع من الحب".

وفي عام 2008، طلق زوجته الأولي البوذية وتزوج بمار بيار وتحول إلى الدين الإسلامي. ويؤكد أن تحوله هذا لم يكن بشكل كليّ من أجلها فقط، ولكن القناعة والإيمان كانوا يشكلون جانبا من قراره. انتقلا إلى قرية الروهينجا وأنجبا أربعة أولاد وفتاة.

وفي ساعات مبكرة من صباح يوم 25 أغسطس من العام الماضي، اجتاحت عشرات من المسلحين الروهينجا المسلحون بالبنادق والعصي والسكاكين جميع أنحاء شمال راخين. وكان قدوم المتمردين، من جيش "أراكان روهينجا" –الذي تشكل للدفاع عن مسلمي أراكان- بمثابة ذريعة لجنود جيش ميانمار للرد بقوة ووحشية في جميع أنحاء الدولة.

وفي صباح يوم 30 أغسطس. اجتاح جيش ميانمار قرية تولا تولي، ويقول إسلام إنه كان محتجزا بمعسكر أعلى أحد التلال، لكنه كان على علم بما يجري في البداية.

ثم لم يتمكن من رؤية أي شيء بعد فترة إلا أنه سمع صوت الرصاص والبكاء ورأي النار والدخان. وفي إحدى النقاط هبطت طائرة هليكوبتر على مقربة، حاملة بعض الضباط الكبار وأعطوا قوات المعسكر الطلقات والبنادق، وأمروا القوات إلا يلقوا الجثث في مياه النهر ولكن عليهم أن يدفنوها أو يحرقوها فقط على حد قول إسلام.

وأوكلت هذه المهمة للجنود البوذيين. وأضاف إسلام أن الأوامر كانت صريحة بإطلاق النار فورا على كل من يعارض تنفيذ الأوامر.

6600

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان