الجارديان: انتخابات روسيا المقبلة ليست مشكلة.. ولكن ماذا عن 2024؟
كتبت- هدى الشيمي:
قبل أقل من ستة أسابيع على انطلاق عملية الاقتراع في الانتخابات الروسية، يسود روسيا الاتحادية جو شديد التنافسية، بالرغم من أن أغلب التوقعات تخلص إلى فوز الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بالمنصب، ما يجعل صحيفة الجارديان البريطانية ترى أن الانتخابات المقرر إقامتها في 18 مارس المُقبل ليست مشكلة، إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في الانتخابات التي تعقبها أي عام 2024، وتتساءل عما ستفعله البلاد بدون بوتين.
ووفقا للدستور الروسي، فإن رئيس البلاد لا يستطيع أن يتولى الحكم أكثر من فترتين متتالتين، ما يعني أن بوتين لن يستطيع حكم البلاد في انتخابات 2024.
وقالت الجارديان، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، إنه بالرغم من أن الانتخابات المرتقبة لا تواجهها مشاكل كبيرة، إلا أن الكرملين يسعى إلى ضمان ذهاب عدد لا بأس به من الناخبين إلى اللجان الانتخابية، وهذا ما تحاول المعارضة منع حدوثه، لاسيما وأنها تدعو المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات.
ووسط الحالة التي تسود روسيا الآن، ترى الصحيفة البريطانية أن المشاكل التي قد تحدث في انتخابات روسيا لعام 2024، ستكون أكثر جدية وخطورة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن بوتين استطاع عبر السنوات الماضية الهيمنة على الساحة السياسية الروسية، مُشيرة إلى وقوع معارك ضارية خلف الكواليس، ومع ذلك يصعب تخيل وضع الكرملين بدونه.
وقال فياتشيسلاف فولودين، أحد مساعدي الرئيس الروسي البارزين والمتحدث الحالي باسم البرلمان، عام 2014 إنه "إذا كان هناك بوتين ستكون هناك روسيا.. وإذا لم يكن موجودا لن توجد روسيا".
وبحلول عام 2024، سيبلغ بوتين عامه الثاني والسبعين، وبدت عليه بعض علامات المرض وكبر السن مؤخرا، ولكنه قد يتمكن من التمتع بعقد آخر من الصحة الجسدية والعقلية. وتقول الجارديان إن تأثير الأطراف السياسية الأخرى في روسيا أصبح محدودا تحت حكم بوتين، ولم تُظهر الحكومة الحالية أي دعم للحركات المعارضة أو المستقلة.
وقال مصدر مُقرب من الكرملين، إن بوتين لم يتخذ قرارا بشأن ماذا سيفعل بحلول عام 2024، لأنه من هذا النوع الذي يفضل تأجيل القرارات المستقبلية، وعدم الخوض في الأمور قبل أوانها.
ووفقا للمصدر، فإن بوتين لم يُظهر أي علامات على نيته إجراء بعض التعديلات في الدستور الروسي عام 2008، ورجح امكانية دفع الرئيس الروسي بشخصية من دائرته المقربة في انتخابات 2024، وسيكون كالدمية في يده.
وبحسب مصدر آخر مُقرب من الحكومة الروسية، فإنه يصعب تخيل ابتعاد بوتين عن الساحة السياسية، وعدم توليه منصبا كبيرا عام 2024، بالنظر إلى مجريات الأمور حاليا.
وذكرت الجارديان، أن مؤيدي بوتين يشعرون بالقلق بالنظر إلى وضع البلاد على المدى البعيد، لاسيما وأنهم ينظرون إليه باعتباره الشخص الوحيد القادر على ملء مكان القيصر. وقال كونستانتين مالوفيف، الذي تجمعه صلات بالكرملين، إن ما يقلق الموالين للرئيس الروسي هي المشاكل التي ستواجهها البلاد عام 2024، ولكنهم لا يخشون الانتخابات المقبلة تماما.
لسنوات، تمت تسوية الحروب والمعارك بين الأعضاء البارزين والشخصيات ذات النفوذ العالمي في صفوف النخبة الروسية، ويتدخل الرئيس الروسي إذا لزم الأمر. وتقول الجارديان إن الشهور الأخيرة الماضية، شهدت دلائل على وقوع معارك شرسة قد تكون أكثر شيوعا في فترة رئاسة بوتين المقبلة.
فيديو قد يعجبك: