تصاعد حدة التوتر بين لاجئي الروهينجا وسكان بنجلاديش
بنجلاديش - (د ب أ):
يجلس ظافر علام داخل كشك لتقديم الشاي، ينظر بحذر إلى الأكواخ التي تم بناؤها على أراض صالحة للزراعة كان يستخدمها لانتاج الملح في قرية بجنوب شرق ينجلاديش.
ويشعر علام بالقلق حيال كيفية حصوله على المال الكافي من أجل أسرته هذا العام، بعدما احتلت مخيمات اللاجئين نحو نصف أرضه التي تقدر بثلاثة هيكتارات في منطقة كوكس بازار المتاخمة لميانمار.
وقام مسلمو الروهينجا، الذين فروا من القمع العنيف لجيش ميانمار العام الماضي، بنصب خيام على أراض خاصة على طول الغابات، مما أدي للحد من احتمالات الزراعة الموسمية بالنسبة لمواطني بنجلاديش مثل علام.
وقال علام لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) وهو يشير إلى أرضه، حيث تقيم أكثر من 300 أسرة لاجئة في المخيمات المكتظة باللاجئين "اكسب عيشي من خلال زراعة الملح مرة سنويا. موسم الزراعة بدأ، ولكننا نجلس حائرين".
وأضاف " نحن سمحنا لهم بالبقاء بحسن نية لأسباب إنسانية، ولكن يبدو الآن أنهم استقروا ولا يعتزمون الرحيل".
وأوضح تم إغلاق معظم المزارع التجارية، وتشمل البساتين و حدائق ورق التنبول ومزارع الجمبري في المنطقة، مضيفا أن جميع أراضي انتاج الملح تم احتلالها أو إلحاق الضرر بها.
ويتردد اللاجئون في العودة لميانمار، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن إعادة 750 ألف من أفراد الروهينجا الذين يعيشون في بنجلاديش.
وقال أبو إسلام، مالك كشك تقديم الشاي، إن الحكومة ووكالات الإغاثة لم يقدموا أي تعويضات عن أي تعاطف أو إي دعم آخر لافراد المجتمع المحلي، الذين يتحملون عبئا كبيرا من خلال استضافة اللاجئين.
وأضاف مشيرا إلى مجموعة من اللاجئين الذين يحتسون الشاي عنده " يتم بذل جميع الجهود لتسمينهم".
وأوضح أن تدفق اللاجئين تسبب في ارتفاع الأسعار مع تراجع الأجور.
ويعد إسلام و علام من ضمن مواطني بنجلاديش الذين رحبوا بحرارة بأفراد الروهينجا وساعدوهم بتقديم الطعام والملابس والأمن والمأوى، وذلك بعدما عبروا الحدود للفرار من القمع في ميانمار ذات الأغلبية البوذية في أغسطس الماضي.
ولكنهم الآن يواجهون مجموعة من المشاكل المتعلقة بالارتفاع المفاجئ في تعداد السكان المحليين – بما في ذلك فرص العمل والصرف الصحي والرعاية الصحية والطرق والبيئة والاتصالات، وإدارة المخلفات والتعليم.
وتتحمل منطقتا اوخيا وتيكناف في أقصى جنوب كوكس بازار، المتاخمة لميانمار، العبء الأكبر لأزمة الروهينجا.
وقد تم توطين نحو688ألف من مسلمي الروهينجا، الذين عبروا الحدود، في أماكن إيواء جديدة تم بناؤها في المنطقتين، حيث يبلغ تعداد السكان 471768 ألف شخص، بحسب آخر تعداد سكان عام 2011.
وتستضيف بنجلاديش 400ألف آخرين فروا من منازلهم في ولاية راخين في ميانمار في تسعينيات القرن الماضي.
وأدي التدفق الأخير لمواطني الروهينجا من ميانمار لتدمير نحو30% من الخضروات الموسمية و المحاصيل التي لم يكتمل نضجها في كوكس بازار ، وذلك بحسب ما قالته شركة اي سي نيت اليابانية للاستشارات التنموية.
وكان برنامج الأمم المتحدة للتنمية قد اعترف بتصاعد التوترات بين مواطني بنجلاديش المحليين واللاجئين.
وقال البرنامج في تقرير له فى نهاية العام الماضي " التعاطف يتلاشى سريعا. يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة المجتمع الفقير بصورة كبيرة الذي يتحمل عبئا كبيرا للغاية بسبب الأزمة".
وأشار التقرير إلى أن أعداد اللاجئين تفوق عدد السكان المحللين والأسعار ترتفع بالإضافة إلى تراجع أجور العاملين باليومية والاضرار البيئية والمخاطر الآخرى.
وبحسب ما أظهره تقييم مبدئي بوزارة البيئة والغابات في بنجلاديش فإن مستوطنات لاجئي الروهينجا الجديدة ، التي تغطي مساحة أكثر6000هيكتار من الأراضي ، سببت أضرارا متعلقة بالغابات تقدر بنحو 48مليون دولار.
وانتقد جاجلول حسين، أحد المعنين بشؤون البيئة، قيام اللاجئين بجميع الخشب من الغابات المجاورة. وفوق ذلك، هناك ' الضرر المتعلق بالبيئة والتنوع البيئي".
وقال أبو طاهر، أحد كبار رجال المجتمع المحلي إن مستضيفي اللاجئين يشعرون بعدم الأمان على أرضهم ، لأن اللاجئين، الذين يعيشون في مخيمات يمكن اختراقها، يتصور أحيانا أنهم متورطون في أنشطة إجرامية.
فيديو قد يعجبك: