هآرتس: لماذا توقفت الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الضوء على أسباب توقف الضربات الجوية الإسرائيلية داخل سوريا، منذ أن أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار، الشهر الماضي، عندما اخترقت مجالها الجوي وقصفت أهدافا إيرانية في الأراضي السورية، كما خسرت الدولة العبرية مقاتلة "إف 16" بسبب المضادات السورية.
وقالت هآرتس، في تحليل لمراسلها العسكري عاموس هرئيل، إن إسرائيل وإيران سيعودان إلى مسار التصادم في الشمال، في ظل إصرار إيران على إقامة وجود عسكري في سوريا، وإصرار إسرائيل على منعها.
وأضاف التقرير أن الهدوء الذي يسود الجبهة الشمالية مؤقت، في الوقت الذي تستمر انتصارات المحور المؤيد للأسد في الحرب الأهلية السورية، مما يمنح قواته الأمن ويعزز ثقته، بعد إنقاذ الطاغية السوري عندما كانت فرصه تبدو ضئيلة.
وأوضح التقرير أن كل من إسرائيل وإيران حريصتان على الحفاظ على عدم تفاقم الأوضاع داخل سوريا إلى حرب، حيث يبدو أن طهران لا تريد مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل.
من وجهة نظر إسرائيل، على الرغم من أن النية المعلنة هي إحباط خطط إيران في سوريا ولبنان، ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان وكبار القادة العسكريين لا يتطلعون إلى مواجهة واسعة لا يمكن التنبؤ بنهايتها، وفق التقرير الذي أوضح أن معظم حركات الردع الإسرائيلية تعتمد على مواصلة مراقبة، حيث تفضل إسرائيل على الأرجح أن تستمر الأمور دون وقوع اشتباكات مباشرة.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن روسيا هي الرابح الأكبر في الحرب الأهلية في سوريا، وعلى الرغم من أن موسكو ما زالت على اتصال مع جميع الأطراف المعنية، ولكن آخر ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أن تندلع حرب إيرانية - إسرائيلية، لاسميا وأن كل جهود الكريملن في السنوات الأخيرة تتمحور حول إنقاذ نظام الأسد.
ووفقًا لـ"هآرتس"، يقول عاموس يادلين، رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن إيران تبني قواتها وتزيد من نفوذها في سوريا باستخدام ثلاثة تكتيكات: حزب الله والعراق وكوريا الشمالية.
التكتيك الأول، في عامي 2014 و 2015، أنشأ حزب الله وحرس الثورة الإيراني خلايا إرهابية تقوم على وحدات درزية محلية في مرتفعات الجولان السورية ومنظمات فلسطينية. ولكن إسرائيل أحبطت محاولات طهران بعد قُتل نشطاء في هذه الشبكات، وبعدها تخلت إيران عن محاولة تنفيذ نموذج من نوع حزب الله في سوريا.
الأسلوب الثاني، يعتمد على تجربة ناجحة في العراق، عن طريق نشر الميليشيات الشيعية المطيعة لإيران في جميع أنحاء سوريا، اعتمادًا على المجندين من العراق وأفغانستان وباكستان.
وفي الآونة الأخيرة، أُضيف التكتيك الثالث، الذي أطلق عليه يادلين "نموذج كوريا الشمالية"، من خلال تجديد الترسانة الصاروخية لنظام الأسد، حيث تريد طهران بناء مصانع للصورايخ على حدود إسرائيل.
واختتم التقرير بالقول: "إذا افترضنا أن طهران ستحافظ على كلمتها في الاتفاق النووي مع الغرب، ستزداد فرصها لمواجهة إسرائيل، وستتمكن من مواصلة مطامعها النووية وخلق تهديد صاروخي مزدوج، من سوريا ولبنان، ما يجعل إسرائيل تفكر جيدًا قبل مهاجمة المواقع النووية الإيرانية".
فيديو قد يعجبك: