صحيفة: موسكو تعزز نفوذها على حساب واشنطن في البلطيق والشرق الأوسط
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، الإثنين، إن الرئيس الأمريكي السابق يأخذ بمحمل الجد تحذيرات ميت رومني مرشح الرئاسة عن الحزب الجمهورى فى الانتخابات الأمريكية سنة 2012، والتي نوه فيها عن مؤشرات عودة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وأشار التقرير إلى توافر أدلة كثيرة تؤكد مساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للثأر من الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث التزم بوتين سياسة خارجية تعتمد على إعادة التوجية والمرونة والاسترضاء والتراجع، مما دفع روسيا في نهاية المطاف إلى التدخل في سوريا، الأمر الذي عزز علاقاتها مع إيران، وبدأت إعادة تشكيل حدود أوروبا الشرقية وقواعد النظام العالمي ما بعد السوفيتي باختطاف شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن نتيجة سياسات أوباما هي مشهد عالمي مليئ بالاحتكاكات المتزايدة والمخاطر من المواجهات العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة، في حين كانت استراتيجية بوتين هي اختبار حدود التسامح الأميركي من خلال دعم تطوير وتحديث ترسانته عسكرية ضخمة، ولم تتجرأ القوة العظمى الأمريكية على منعه.
وبحسب التقرير، لقد أصبحت الأمور أكثر صعوبة وخطورة مما كان قبل عقد من الزمن. وكما شهد مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية أمام الكونجرس الأسبوع الماضي "على الرغم من أن روسيا تؤكد مراراً وتكراراً أنها غير مهتمة بالحرب الباردة الجديدة مع الولايات المتحدة، فقد أوضحت أنها لن تتصالح مع الغرب من خلال التنازلات أو سياسة الاسترضاء".
ويناقش المحللون ما إذا كان بوتين يبالغ في براعة روسيا النووية، التي من المقرر أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 18 مارس. ومن المتوقع أن يفوز بوتين، الذي يسيطر نظامه على الإعلام الروسي ولديه تاريخ في القضاء على خصومه. رسميا ، سيضيف ذلك ست سنوات أخرى إلى فترة حكم بوتين الطويلة، التي بدأت باستقالة الرئيس بوريس يلتسن، في 31 ديسمبر 1999.
ومهما يكن من تعقيدات ترسانة روسيا النووية الضخمة، فليس هناك مجال للشك في تهديد روسيا المتنامي إلى دول البلطيق- ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وبالتالي إلى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفق التقرير الذي أوضح أن الضامن النهائي لأمن "الناتو" هو القوة العسكرية الأمريكية - وقوة الإرادة السياسية.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت مؤسسة راند تقريراً يقيّم أن الجيش الروسي أصبح الآن في وضع جيد يسمح له بتجاوز البلطيق في هجوم مفاجئ، قبل أن يتمكن حلف الناتو من الحصول على استجابة فعالة. ولذا يحذر التقرير من أنه في الوقت الذي يملك فيه الناتو في نهاية المطاف الموارد اللازمة لكسب حرب طويلة الأمد، فإن روسيا في وضع يمكنها من "تحقيق أمر واقعي سريع في دول البلطيق تتبعه سياسة حافة الهاوية لتجميد النزاع".
ويشير تقرير "راند" تفاصيل المشهد المثير للانزعاج في أوروبا، حيث تراجعت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ نهاية الحرب الباردة بشكل كبير، مع إعادة تركيز الناتو على "القوات الأخف" التي يمكن نشرها بسهولة في أماكن مثل أفغانستان. وعلى النقيض من ذلك، فإن روسيا منذ عام 2008 تقوم بتوسيع وتحسين "قدرتها على الحروب التقليدية العالية الكثافة"، وقد وضعت أعلى كثافة من "قواتها البرية والجوية الأكثر قدرة" بالقرب من دول البلطيق.
وعلى الساحة العالمية الأوسع، أجرت روسيا تدريبات عسكرية مشتركة مع الصين، لتحريض كوريا الشمالية على التهرب من العقوبات الأمريكية، ويشتبه في تسميمها في بريطانيا الأسبوع الماضي عميل مزدوج روسي متقاعد وابنته.
ووفقًا لـ"ذا هيل"، وبناء على المعطيات السابقة، يمتلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل الأسباب لمحاكاة أساليب رونالد ريجان في الثمانينيات، بما في ذلك تعزيز القوة والدفاعات العسكرية للولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: