لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجيش السيبراني المسلم .. "الأخبار المزيفة" ضد الرئيس في إندونيسيا

02:47 م الثلاثاء 13 مارس 2018

كتبت – إيمان محمود
تعتقد الشرطة في إندونيسيا أنها كشفت عن عملية إخبارية سرية وهمية تهدف إلى إفساد العملية السياسية وزعزعة استقرار الحكومة، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
في سلسلة من الاعتقالات في أنحاء أرخبيل خلال الأسابيع الأخيرة، كشفت السلطات عن أعمال داخلية لشبكة إنترنت جهادية أعلنت نفسها باسم "الجيش السيبراني المسلم".

وتهتم الشبكة الإلكترونية التي كشفت عنها الشرطة بنشر أخبار مزيفة وخطاب كراهية لإثارة الانقسامات الدينية والعرقية، وإشعال الغضب ضد مثلي الجنس من الرجال والنساء، والشيوعيين والصينيين في إندونيسيا.

ونقلت صحيفة الجارديان عن الشرطة الإندونيسية، إن الشبكة كانت تُدار من خلال التواصل عبر جروب على تطبيق "واتس آب" يُدعى "أسرة الجيش السيبراني المسلم ".
وقد تم تكليف أحد الأجنحة بتخزين محتوى يثير الانقسامات ليتم نشره، في حين تم استخدام فريق "قناصة" منفصل لاختراق الحسابات ونشر فيروسات الكمبيوتر على الأجهزة الإلكترونية لخصوم الجيش السيبراني.

وقالت الصحيفة إنه تلك هي المرة الثانية التي يتم فيها إلقاء القبض على مجموعة من هذا النوع؛ مما زاد من المخاوف حول قابلية تأثر إندونيسيا بالانتشار الخبيث للأخبار المزيفة.

أكاذيب وحسابات مزيفة
لفتت الصحيفة إلى أن إندونيسيا وهي أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة بالعالم، تُعتبر من بين أكبر خمسة دول مستخدمة لتطبيقات فيسبوك وتويتر على مستوى العالم، لذا يرى البعض أن ليس من الغريب أن يظهر التشدد الديني والانقسام العنصري على الإنترنت بشكل كبير.

في هذه البيئة ولد جيل الجيش السيبراني المسلم، وازدهرت في مجتمع مليء بالحسابات الإلكترونية المزيفة والصراع الرقمي والأكاذيب.
وكشف تحقيق أجرته هيئة الجارديان على مدار عدة أشهر، عن مجموعة منشقة من الجيش السيبراني المسلم على تويتر.

وأظهر تحقيق "الجارديان، نظام يشبه الدمية ماتريوشكا يضم أكثر من 100 حساب وهمي آلي وشبه آلي، والروابط بين الجيش الإلكتروني وأحزاب المعارضة، وكذلك الجيش.
وحددت الجارديان هدف الشبكة الوحيد، وهو نشر تغريدات منظمة ومصممة لتأجيج الانقسام الاجتماعي والديني، وتعزيز التطرف الإسلامي ومناهضة الحكومة.

وأكدت "الجارديان" أن الرسائل التي تم تصميمها من قبل المجموعات الإلكترونية شديدة الذكاء لتلتمس التعاطف الإسلامي الواسع.
كانت الشبكة الإلكترونية الإندونيسية تعمل بين شهري يوليو ونوفمبر 2017، تشتمل على جميع علامات برنامج "بوت" للحسابات الوهمية الآلية وشبه الآلية.

وكانت المشاركات حول اضطهاد المسلمين في ميانمار وفلسطين مختلطة بقضايا أخرى محلية، مثل كراهية الأقلية الصينية، أو دعم شخصيات إندونيسية متشددة.
غالبًا ما كانت المشاركات متماثلة، مع تكرار نفس النص، وفي بعض الأحيان، تغرد الحسابات بـ 30 مرة في اليوم، كانت جميع الحسابات مُبهمة، بدون اسم أو مكان، بحسب الصحيفة.

وبرزت مشكلة الأخبار الزائفة بإندونيسيا خلال الانتخابات في إندونيسيا، إذ انتشر خطاب معاد للصين والمسيحية في جاكرتا، وعززت تهم أضرت بالحاكم باسوكي تجاهاجا بورناما "أهوك"، بعد انتشار أخبار زائفة حوله، بهدف منع إعادة انتخابه.

وركزت الأخبار على خلفيته الإثنية "صيني" ومعتقداته الدينية باعتباره مسيحي، ما أجج الانقسامات الداخلية الدينية في إندونيسيا، وخاصة بعد نشر ادعاءات بأن الرئيس الإندونيسي يُعتبر جزء من مؤامرة صينية للسيطرة على البلاد، ما أدى إلى اندلاع موجهات عنيفة ضده.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الاكتشاف يوضح كيف تعمل المجموعات الإلكترونية من أجل تحقيق أغراض سياسية، كما يسلط الضوء أيضًا على سهولة التلاعب بالعقول عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصةً تويتر.

وقالت أنه مع وجود جيوش من الروبوتات -الحسابات شبه الإلكترونية والمزيفة- من السهل نسبيًا تحريك الرأي العام، والدفع بـ"هاشتاج" إلى قائمة المؤشرات.
وبسبب تلك الجيوش الإلكترونية؛ تم استهداف الأشخاص الذين اعتبروا أنهم انتقدوا الإسلام على حسابات وسائل التواصل الاجتماعية بشراسة، وترهيبهم، وضربهم، وإجبارهم على تسجيل اعتذارات بالفيديو، وفي بعض الحالات كانت هذه الأنشطة بموافقة صريحة من الجيش الإندونيسي.

يهتم دامار جونيارتو، من شبكة حرية التعبير في جنوب شرق آسيا، بدراسة الجيش السيبراني المسلم، إذ أكد أنه وجد أربع مجموعات منهم، كل مجموعة لها جدول أعمال خاص بها ولكنها منشقة في مجموعات.

وحتى الآن تحاول الشرطة البحث عمن يقف وراء الشبكة، ولكنهم يدركون تمامًا أنه من المؤكد وقوف ممول واحد على الأقل مؤثر سياسيًا وراء الشبكة.

يصف المتخصصون في الشأن الاستراتيجي الرقمي، الشبكات السيبرانية مثل الجيش السيبراني المسلم، بأنهم يقومون بحرب نفسية تحدث في "العصور المظلمة للإنترنت".
وتعمل الجمعية الإسلامية الأكبر في العالم "نهضة العلماء"، على تصعيد المعركة ضد الأخبار الزائفة في البلاد، بمساعدة خبراء في تكنولوجيا المعلومات.

وتركز الجمعية التي تضم نحو 50 مليون عضو، على تمويل المستشفيات والحفاظ على المدارس الداخلية الإسلامية، لكنها حددت أهدافًا جديدة لها في مجال التكنولوجيا، إذ بدأت بالتعاون مع خبراء فــي مجال تكنولوجيا المعلومات وبعض المجموعات المؤيدة لها، والعمل لكشف سلسلة مــن الخدع الطائفية والأخبار الكاذبة المتداولة، منذ عام 2016، عــلـى تطبيق "واتساب" وموقعي "فيسبوك" و"تويتر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان