صورة الأسد في الإعلام الأجنبي... لقاءات بشار في سبع سنوات
كتب - هشام عبد الخالق:
في 2011، اشتعلت الحرب الأهلية في أغلب المدن السورية بين قوات النظام برئاسة بشار الأسد - الذي دعمته روسيا فيما بعد - والمعارضة المُسلحة - التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية - وعلى مدار سبع سنوات، أجرى الأسد عدة لقاءات مع وسائل إعلام أجنبية متنوعة، بعضها أمريكي وأغلبها روسيّ، ونستعرض فيما يلي أبرز هذه اللقاءات وأهم تصريحاته فيها:
- مع صحيفة "صنداي تايمز" في مارس 2013:
أجرى الرئيس الأسد حوارًا مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في مارس 2013، والذي يعد الأول له مع وسائل الإعلام الأجنبية منذ بداية الحرب السورية، وأكد فيه على فتح الباب للحوار والتفاوض مع المقاتلين الذين يسلمون سلاحهم، وأن هذا الحوار يشمل كل السوريين، الذين يحددون مستقبل بلدهم وفقًا لطموحاتهم وتطلعاتهم.
وأوضح الأسد، أنه من الممكن الانخراط في حوار مع المعارضة، لكن لا يمكن الانخراط في حوار مع الإرهابيين. فهو يحارب الإرهاب، وإذا رغب أي شخص في وقف العنف بسوريا يمكنه القيام بشيء واحد، وهو الذهاب إلى تركيا وقطر والسعودية، ليقول لهم توقّفوا عن تمويل الإرهابيين في سوريا، وأن سوريا لا تتفاوض مع الإرهابيين.
- مع قناة "سي بي إس" في سبتمبر 2013:
في لقاء مع قناة "سي بي إس" الأمريكية في سبتمبر 2013، أكد بشار الأسد، أن أي عدوان على سوريا سيشكل دعمًا مباشرًا للجهات التابعة للقاعدة مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش، مضيفًا أنه سيقوم بأي شيء لمنع حدوث حرب مجنونة أخرى في المنطقة.
وأشار الأسد، إلى أن الأمر لا يتعلق بسوريا فقط، وأن بلاده تقف ضد استخدام أي سلاح دمار شامل سواء كان كيميائيًا أو نوويًا.
وأوضح الأسد، أن لدى سوريا خطة سياسية لإنهاء الحرب، يبدأ الجزء الأول منها بوقف تهريب الإرهابيين القادمين من الخارج ووقف الدعم اللوجستي والأموال وجميع أنواع الدعم القادمة إلى الإرهابيين، ويتمثل الجزء الثاني في حوار وطني تجلس فيه الأطراف السورية لمناقشة مستقبل البلاد، وفي الجزء الثالث يمكن أن نشكل حكومة مؤقتة أو انتقالية ثم تكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية.
- مع مجلة "دير شبيجل" في أكتوبر 2013:
في حوارٍ له مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، أكد الأسد أن "كل ما اتخذه الغرب من قرارات سياسية خلال السنوات العشر الماضية، كان من شأنه دعم القاعدة عن قصد أو عن غير قصد"، مشيرًا إلى أن ألمانيا والنمسا تمتلكان الرؤية الأكثر موضوعية والأقرب للواقع بالنسبة لسوريا، والذي يمكن أن يساعد في تحقيق مصالح أوروبا.
وحول موقف الرئيس الأمريكي - في ذلك الوقت باراك أوباما - وحديثه عن فقدان القيادة السورية للشرعية، قال الأسد: "أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ولا يملك أي شرعية هنا لكي يعطي الأحكام عن سوريا، وليس من حقه أن يحدد للشعب السوري من يختار رئيسًا له".
وشدّد الأسد، على أن الروس أصدقاء حقيقيون لسوريا، ويفهمون حقيقة ما يدور فيها بشكل أفضل من الغرب، وهم أكثر استقلالية من الأوروبيين الذين يعتمدون جدًا في سياساتهم على الولايات المتحدة الأمريكية، ثم يتبعون سياساتها بدون تفكير.
وأكد الأسد أن سوريا ستفعل كل شيء لتكون قوية، ولن تسمح لأحد بتحطيم معداتها التسلحية، مجددًا نفيه لاستخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي، وقال: "نحن لم نستخدم الأسلحة الكيميائية.. هذا خطأ.. والصورة التي يرسمها الغرب غير صحيحة".
- مع مجلة "فورين أفيرز" في يناير 2015:
قال الرئيس السوري بشار الأسد، في حواره مع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إن الحروب كلها تنتهي بحلول سياسية؛ لأن "الحروب هي وسائل للسياسة، ولهذا فأنت تنتهي بحل سياسي"، وألقى باللائمة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أساس القاعدة، وإنه متعصب، ويدعم تنظيم داعش، ومسؤول شخصيًا عما حدث في سوريا.
وعن إمكانية تعاونه مع النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، قال: "لن أتحدث عنه شخصيًا، ولكن طالما قاتل المصريون والجيش المصري النوع ذاته من الإرهاب، كما هو في العراق، يمكن أن نتعاون مع هذه الدول لقتال العدو ذاته".
وعلّق الأسد على الغارة الإسرائيلية على القنيطرة، التي هاجمت فيها إسرائيل مجموعة من قيادات حزب الله، حيث قال: "إنها مختلفة، لم يحدث أبدًا أن نفذت عملية ضد إسرائيل من خلال مرتفعات الجولان، منذ وقف إطلاق النار عام 1971، وأن تزعم إسرائيل أن هناك خطة لعملية فإن هذا أمر لا يتناسب مع الواقع، فقط هذا مبرر؛ لأنهم كانوا يريدون اغتيال أشخاص من حزب الله، ويريد الإسرائيليون دعم المعارضة في سوريا، هذا واضح"، فكلما حقق الجيش السوري تقدمًا تقوم إسرائيل، بحسب زعم الأسد، بالهجوم لإضعاف الجيش.
- مع قناة "فرانس 2" الحكومية في أبريل 2015:
كان لقاء الأسد مع قناة "فرانس 24" الحكومية الفرنسية، هو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة التي مر عليها - آنذاك - ما يقرب من أربع سنوات، ونفى الأسد فيه أن تكون قواته استخدمت غاز الكلور في مارس من نفس العام، ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في إدلب، إثر اتهامات وجهتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بهذا الصدد.
وحول مسؤوليته في إنشاء تنظيم "داعش" رد الرئيس السوري، أن هذا التنظيم "ظهر في العراق عام 2006 بإشراف الأمريكيين"، و"أنا لست في العراق ولم أتوجه إلى هذا البلد أبدًا، كان الأمريكيون هم المسيطرون على هذا البلد، وجاء التنظيم من العراق إلى سوريا لأن الفوضى معدية".
وأعلن الرئيس السوري أن الضربات الجوية التي يوجهها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ليست جدية على الإطلاق، ولا تساعد أحدًا في هذه المنطقة، متابعًا، إذا قارنتم عدد الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف الدولي المؤلف من 60 دولة، مع ما نقوم به نحن الدولة الصغيرة، ستلاحظون بأننا نقصف احيانًا أكثر من عشر مرات مما يفعله هذا التحالف خلال يوم".
- مع وكالتي "نوفوستي" و"سبوتنيك" في مارس 2016:
اعتبر الرئيس بشار الأسد، أن ما تم إنجازه في الجولة الماضية من محادثات جنيف، بداية وضع منهجية لمفاوضات ناجحة، ورأى أنه إذا "استمررنا بهذه المنهجية فستكون أيضًا باقي الجولات جيدة أو منتجة".
وشدد الأسد، في مقابلة مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين، على أن "الانتقال السياسي لا بد أن يكون تحت الدستور الحالي؛ حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد"، معتبرًا أن الحديث عن هيئة انتقالية "غير دستوري وغير منطقي.
وأكد الأسد، أن الأضرار الاقتصادية وما يتعلق بالبنية التحتية التي خلفتها الحرب في سوريا تتجاوز 200 مليار دولار، موضحًا أن الإرهاب في سوريا والعراق مدعوم من تركيا والسعودية وجزء من الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا، بينما باقي الدول تنظر وتشاهد ولا تقوم بعمل جاد، مشيرًا إلى أن الحصار والعقوبات الغربية على سوريا هي أحد أسباب مشكلة الهجرة.
- مع قناة "فينيكس" في مارس 2017:
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن حل الأزمة في سوريا ينبغي أن يكون عبر مسارين متوازيين، يتمثل الأول في محاربة الإرهابيين، وهذا واجبنا كحكومة أن ندافع عن السوريين ونستخدم كل وسيلة ممكنة لدحر الإرهابيين الذين يقتلون ويدمرون في سوريا.
وتابع الأسد، في مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية، أن المسار الثاني يتمثل في إجراء الحوار ولهذا الحوار العديد من الأوجه المختلفة، فهناك الجانب السياسي الذي يرتبط بمستقبل سوريا وطبيعة ونوع النظام السياسي الذي نحتاجه، بصرف النظر عن شكل هذا النظام، فذلك يعتمد على ما يقرره السوريون عبر الاستفتاء حول ما يريدونه، الجانب الثاني يتمثل في محاولة دفع أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين كانوا مرتبطين بالإرهابيين أو الذين ارتكبوا أفعالًا إرهابية للعودة إلى حياتهم الطبيعية والتخلي عن أسلحتهم مقابل العفو الذي قدمته الحكومة، ونحن نتحرك في هذا الاتجاه منذ ثلاث سنوات وقد نجح بشكل جيد جدًا.
وشدّد الرئيس الأسد، أن أي قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية، سواء كانت أمريكية أو تركية أو أي قوات أخرى.
فيديو قد يعجبك: