إعلان

ما بعد تيلرسون: الخليج يأمل في موقف صارم ضد إيران وقطر.. وطهران متخوفة

02:28 م الأربعاء 14 مارس 2018

كتبت - سارة عرفة:

ذكرت وكالة أسوشتد برس أن ردود الأفعال في الشرق الأوسط على إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تعكس الانقسام المضطرب بين إيران، التي يخشى كثيرون فيها من أن يؤدي رحيله إلى زوال الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ودول الخليج العربية التي تأمل في موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه طهران ودولة قطر.

وأشارت الوكالة إلى أنه لم يكن هناك رد فوري من المسؤولين في المنطقة. لكن صحيفة" جواد" الإيرانية التي يعتقد أنها مقربة من الحرس الثوري، قالت اليوم الأربعاء إن استبدال تيلرسون بمدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو يشير إلى نهاية الاتفاق النووي.

وأوضحت الوكالة أن اختيار الرئيس دونالد ترامب لـ"بومبيو" يضع عدوا شرسا للاتفاق على رأس الدبلوماسية الأمريكية بينما تبحث الإدارة ما إذا كانت ستنسحب من الاتفاقية. وضغط تيلرسون على ترامب للإبقاء عليها، وكان يتابع استراتيجية دقيقة مع الحلفاء الأوروبيين وغيرهم لمحاولة تحسين أو تعزيز الاتفاق المبرم في عهد أوباما.

وقالت الصحيفة: "من أجل التخلي عن الصفقة ، كان إبعاده ضروريا."
ولفتت الوكالة إلى أن هذه الأنباء موضع ترحيب من جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين تنظران إلى إيران على أنها تهديد إقليمي. كما ضغطت الدولتان على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر تشددا بشأن قطر التي قاطعتاها مع دولتين عربيتين أخريين منذ العام الماضي متهمة إياها بدعم الجماعات المتطرفة وإرضاء إيران. وسعى تيلرسون للتوسط في الأزمة بين حلفاء الولايات المتحدة.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اقتبست صحيفة الخليج تايمز الصادرة باللغة الإنجليزية لعنوانها الرئيسي عبارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهيرة: "أنت مفصول!"
كما حملت صحيفة "عرب نيوز" السعودية العنوان نفسه، إضافة إلى افتتاحية لاذعة في الصفحة الأولى ضد تيلرسون.

وجاء في افتتاحية صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية أن إقالة تيلرسون "ستفاجئ البعض"، مشيرة إلى خلافه مع ترامب حول قطر.

كانت الإمارات، إلى جانب البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية، أغلقت الطرق البرية والبحرية والجوية مع قطر في يونيو2017. ونفت قطر، التي تدعم جماعات معارضة إسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين، دعم المتطرفين. تشترك في حقل ضخم للغاز الطبيعي مع طهران - بحسب الوكالة.

وبدا ترامب داعما في بعض الأحيان لخصوم قطر في النزاع، في حين اتخذ تيلرسون موقفا أكثر حيادية.
وكتبت ذا ناشيونال "في حين حث السيد تيلرسون السعودية والحلفاء في اللجنة الرباعية على إنهاء مقاطعتهم لقطر، اعتبر السيد ترامب الدوحة ممولا للإرهاب على مستوى مرتفع للغاية."

وقال فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز"، إن سوء إدارة تيلرسون إزاء الشرق الأوسط جعلت المنطقة "مقبرته السياسية."
وأضاف أن تعامل تيلرسون مع أزمة قطر أثبتت أن الرئيس التنفيذي السابق ل (إكسون موبيل) كان "معبئا بالنفط أكثر من أي شيء آخر."

وكتب في افتتاحية الصحيفة "هل من سبب يدفع للاعتقاد بأن للدوحة تأثير على تيلرسون؟ هل كان منحازا لقطر بالفعل؟ أم أنه كان محاطا بالعديد من مسؤولي وزارة الخارجية الذين عينوا خلال عهد أوباما وقوضوا قدرته على العمل؟ لا شيء من هذا يهم الآن."

من جانبه وصف عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، تيلرسون "بأسوأ وزير خارجية في تاريخ الولايات المتحدة."
وقال على تويتر "سيغادر غير مأسوفا عليه كأسوأ وزير خارجية في تاريخ امريكا وكسياسي فاشل."

وأضاف "التاريخ سيذكر ان دولة خليجية كان لها دور ما في طرد وزير خارجية دولة عظمى وهذا قليل من كثير."
ولم تعلق دولة الكويت، التي سعت لإنهاء الأزمة مع قطر، على إقالة تيلرسون، رغم وصف صحيفة محلية قرار الإقالة "بالزلزال."

فيديو قد يعجبك: