أزمة الجاسوس الروسي بين لندن وموسكو.. ما نعرفه حتى الآن
كتبت- هدى الشيمي:
أحدثت واقعة تسمم الجاسوس الروسي المزدوج سيرجي سكريبال أزمة كبيرة بين بريطانيا وروسيا، إذ أعلنت الحكومة البريطانية منذ قليل، طرد 23 دبلوماسيا روسيا، ومقاطعة كأس العالم المقام في روسيا في يونيو المقبل ردا على تسميم العميل الروسي السابق.
وقالت ماي إن الدبلوماسيين - الذين مُنحوا فترة أسبوع واحد لمغادرتهم - هم "ضباط استخبارات غير مُعلنين"، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وألغت دعوة إلى وزير الخارجية الروسي لزيارة بريطانيا، وقالت إن العائلة المالكة لن تحضر كأس العالم في وقت لاحق من هذا العام كما كان مقررا.
من هو سكريبال؟
سيرجي سكريبال، 66 عامًا، العقيد في جهاز المخابرات العسكرية التابع لجورجيا، جندته المخابرات البريطانية (MI6) طلب اللجوء إلى بريطانيا بعد أن تم استبداله بجواسيس روس عام 2010، عُثر عليه وبجانبه امرأة، 33 عامًا، فاقدين الوعي على أحد المقاعد في مركز تسوق في مدينة سالزبوري الإنجليزية.
وأصيب سكريبال والمرأة بالإعياء الشديد ونُقلا إلى العناية المشددة، بعد تعرضهما لما قالت عليه الشرطة "مادة غريبة".
وقالت وكالة رويترز الإخبارية إن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ألقى القبض على سكريبال عام 2004، بتهمة خيانة عشرات العملاء الروس لصالح الاستخبارات البريطانية، وحكمت عليه بالحبس 13 عامًا في عام 2006 بعد محاكمته سرًا.
واعترف سكريبال، في ذلك الوقت، بخيانته لبلاده لصالح جهاز الاستخبارات البريطانية مقابل حصوله على المال، وأوضح أنه أودع جزء من المبلغ في أحد البنوك الإسبانية، بحسب ما نقلته وسائل إعلامية روسية.
وأعفى عنه الرئيس الروسي وقتذاك ديميتري مدفيديف، من أجل استبداله بـ10 عملاء روس محتجزين في الولايات المتحدة، والسماح لهم بالعودة إلى موسكو.
وبحسب رويترز، فإن عملية استبدال الجواسيس كانت الأكبر منذ الحرب الباردة، موضحة أنها حدثت في مطار فيينا، حيث هبطت الطائرات الروسية والأمريكية جنبا إلى جنب قبل استبدال العملاء السريين.
ومع ذلك، ما تزال روسيا تعتبر سكريبال خائنا، لاسيما وأن الكرملين اتهمه بإحداث أضرار كبيرة في شبكة التجسس الروسي في بريطانيا وأوروبا.
كيف تعاملت بريطانيا مع الحادث؟
زعمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، يوم الاثنين، بأن الدولة الروسية متورطة على نحو "محتمل جدا" في تسميم سكريبال، وأمهلت روسيا حتى مساء أمس الثلاثاء لتقديم توضيحات مفصلة، تحت طائلة اتخاذ "تدابير أكثر جدية" ضد موسكو.
ودعت ماي إلى اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي لإطلاع أعضائه على تطورات ملف سكريبال، وقالت "إنه من المحتمل جدا أن تكون روسيا مسؤولة عن الهجوم على سيرغي ويوليا سكريبال، اللذين يرقدان في المستشفى بحالة حرجة".
ونصحت ماي البريطانيين الراغبين بالسفر إلى روسيا بمراجعة التعلميات التي تصدرها وزارة الخارجية البريطانية، وأشارت إلى أنها ستبحث مع الاتحاد الأوروبي مسألة أمن الطاقة.
واعتبرت ماي الطريقة التي تعامل بها الرئيس الروسي مع حادثة تسمم سكريبال وابنته "مأساة"، وقالت إن "روسيا تعاملت بسخرية واحتقار وتحدي بشأن تسميم الجاسوس"، موضحة أن بلادها ستتحذ إجراءات إضافية إذا قامت روسيا باستفزازات أخرى.
كيف ردت روسيا؟
في أول تعليق لها على الحادثة، قال الكرملين إنه على الاستعداد على بريطانيا إذا طلبت المساعدة في التحقيقات المتعلقة بـما وصفته بـ"الحادث المأساوي".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأربعاء، إن بريطانيا اختارت اللجوء إلى التصعيد بطرد الدبلوماسيين الروس.
وبعد تطور الأوضاع، حذر السفير الروسي لدى لندن بريطانيا من خطوات انتقامية إذا طردت البريطانيين الدبلوماسيين الروس، وقال إن طرد بريطانيا للدبلوماسيين الروس غير مقبول وعدائي وغير مبرر.
كما أكد برلماني روسي أن بلاده تستطيع طرد أكثر من 23 دبلوماسيا بريطانيا.
فيديو قد يعجبك: