أزمة الجاسوس الروسي: بريطانيا لن تستطيع معاقبة موسكو
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الأزمة الواقعة بين بريطانيا وروسيا، بعد اتهام لندن لموسكو بتسميم عميل روسي مزدوج وابنته، وتصعيد بريطانيا الأزمة وإيصالها إلى مجلس الأمن، وتهديدها بفرض عقوبات على روسيا، ليست ضربة قوية للكرملين، مؤكدة أن لندن لن تستطيع عقاب موسكو ولن تقدر على فعل أي شيء.
وزعمت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي، يوم الاثنين، بأن روسيا متورطة على نحو "محتمل جدا" في تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا، وطردت لندن 23 دبلوماسيًا بعد اتهامهم بالقيام بنشاط استخباري سري في بريطانيا.
وذكرت الصحيفة، في تحليل منشور اليوم على موقعها الإلكتروني، أن موسكو ستعلن قريبا عن عملية طرد متبادل للدبلوماسيين البريطانيين، ولن تتضرر مصالحها من خلال وقف الاتصالات رفيعة المستوى مع الحكومة البريطانية.
وأشارت إلى أن ماي لم تُعلن عن مصادرة أصول الروس في البنوك البريطانية، أو مقاطعة كأس العالم المقرر إقامته في روسيا هذا الصيف، ولكنها نوهت إلى أن أعضاء العائلة المالكة لن يشاهدون المباريات
وبحسب هآرتس، فإن روسيا حتى الآن لن تكون مضطرة إلى دفع ثمن لمحاولتها المزعومة لاغتيال سكريبال، في وضح النهار، وتعريض مئات المدنيين البريطانيين وضباط الشرطة والعاملين في المجال الطبي إلى مادة خطيرة ومميتة استخدمتها لتنفيذ هذه العملية.
وقالت الصحيفة إن بريطانيا الآن تعزل نفسها عن أوروبا بسبب خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، وستشهد حالة من العزلة لم تعيشها منذ السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى تلاشي الآمال التي تضعها على علاقاتها الخاصة والتاريخية بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بسبب مواقف وآراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونوهت هآرتس إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض لم يذكر روسيا في البيان الصادر عن الحادث، يوم الإثنين الماضي، ولم يدين أي مسؤول أمريكي موسكو أو يتهمها بمحاولة اغتيال سكريبال إلا وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون والذي أقيل بعد ساعات من تصريحاته.
وبحسب هآرتس، فإن بريطانيا لن تحصل إلا على عبارات التنديد والإدانة من دول حلف الشمال الأطلسي، إذا لم تأخذ الولايات المتحدة موقفًا قويًا حيال روسيا.
وقال ترامب، الثلاثاء الماضي، للصحفيين إنه يعتقد أن روسيا شاركت في محاولة قتل جاسوس سابق في بريطانيا، موضحا أن بلاده ستدين موسكو إذا ما تأكد هذا الأمر بشكل قاطع، موضحًا أنه "بمجرد التوصل إلى الحقائق مباشرة، إذا اتفقنا معها، سوف ندين روسيا أو أي جهة أخرى".
وفي الوقت ذاته، ألقت الصحيفة الضوء على موقف إسرائيل من الأزمة، وقالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يقل أي شيء منذ بداية الأزمة وحتى الآن، فلم يُعلن عن دعمه لبريطانيا أو إدانته لروسيا.
وذكرت هآرتس أن صمت نتنياهو بشأن روسيا ليس جديدًا، موضحة أنه لم ينتقد بوتين علنًا أبدا، وحدث شيئًا مماثلا منذ أربعة أعوام تقريبا، عندما أدان المجتمع الدولي بأكمله موسكو بعد غزوها لشبه جزيرة القرم، حتى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حثت نتنياهو لاتخاذ موقف وإصدار بيان إلا أنه لم يفعل ذلك.
وترى الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو لن يستطيع انتقاد بوتين أو إدانة الكرملين على خلفية محاولة اغتيال سكريبال، أو غيرها من الأفعال التي تثير غضب المجتمع الدولي تجاه روسيا، لاسيما وأن موسكو أصبحت القوى المهيمنة في الشرق الأوسط الآن، كما أن ما حدث في العالم خلال الفترة الماضية، أثبت لرئيس الحكومة الإسرائيلي أن ترامب، وأوباما من قبله خذلوا حلفائهم باستمرار.
فيديو قد يعجبك: