المرصد: مقتل 80 مدنيا على الأقل في ضربات جوية على الغوطة الشرقية المحاصرة
بيروت - (د ب أ):
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 80 مدنيا على الأقل قتلوا في سورية اليوم الجمعة في ضربات جوية لطائرات حكومية وروسية حليفة على جيب المعارضة المحاصر في الغوطة الشرقية.
وأضاف المرصد ومقره المملكة المتحدة أن الضربات المميتة تزايدت من جانب الطائرات الحربية الروسية في بلدة كفر بطنا ما أسفر عن مقتل 46 مدنيا على الأقل.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن "هذه مذبحة أخرى والعالم مازال صامتا".
وروسيا هي حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وأدى تدخلها عام 2015 في البلاد التي تمزقها الحرب في ترجيح كفة الأسد.
وقال عبدالرحمن في وقت سابق من اليوم الجمعة إن الطائرات التي تشن الضربات الجوية قد استخدمت قنابل الثيرمايت التي تتسبب في حرائق كبيرة ما أدى إلى لإصابة الضحايا بحروق في الغوطة الشرقية التي تستهدفها عملية عسكرية حكومية منذ شهر مضى.
وقال المرصد إن القوات الحكومية سيطرت اليوم الجمعة على معظم بلدة جسرين في الغوطة في تقدم آخر في المنطقة.
وتعد الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة دمشق، واحدة من المناطق المتبقية القليلة في سورية تحت سيطرة المعارضة المسلحة. لكن المعارضة المسلحة تخسر المزيد من الأراضي منذ أن بدأت الحكومة أحدث هجوما على المنطقة في منتصف فبراير.
وقال الجيش السوري اليوم الجمعة إنه استعاد السيطرة على حوالي 70 بالمئة من الجيب من مقاتلي المعارضة.
وتأتي الضربات الجوية بعدما سيطر مقاتلو المعارضة على أراض كانوا خسروها في اليوم السابق بالغوطة الشرقية.
وقال عبدالرحمن إن مقاتلي فيلق الرحمن شن هجوما مضادا على القوات الحكومية في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بالقرب من دمشق الليلة الماضية واستعادوا معظم الأراضي التي خسروها في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية.
وقال المرصد إن نحو 500 شخص على الأقل نجحوا في الفرار من حمورية أو الفرار باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
ودفعت هجمات القوات الحكومية إلى فرار ما يقدر بنحو عشرين ألف مدني يوم الخميس من حمورية إلى مراكز نزوح على مشارف دمشق.
ووصف المرصد الانتقال الجماعي بأنه أكبر عملية نزوح من المنطقة منذ أن سقطت تحت الحصار الحكومي في عام 2013.
وتسبب تصاعد أعمال العنف وقتلى المدنيين في الجيب في غضب عالمي.
ومن ناحية أخرى قال مصدر في الدفاع المدني العامل الغوطة الشرقية أن عدد القتلى في الغوطة الشرقية ارتفع الى 83 قتيلاً اليوم الجمعة .
وأكد المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "ارتفع عدد القتلى في بلدة كفر بطنا إلى 65 قتيلاً، بعضهم تفحمت جثثهم بشكل كامل، إضافة إلى 12 قتيلاً في بلدة زملكا وستة قتلى في مدينة حرستا، إضافة إلى سقوط قتلى لم نستطع تأكيد عددهم في بلدة حزة ".
وأضاف المصدر أن " أعداد الجرحى اليوم تجاوزت 150 جريحاً".
وقال أبو محمد من الدفاع المدني العامل في الغوطة الشرقية التابع للمعارضة "هناك مجازر في بلدة حزة شمال بلدة كفر بطنا ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية والتي شنت 14 غارة، كما ألقت طائرات مروحية براميل متفجرة تحوي غاز الكلور".
وفى الوقت ذاته قال مصدر ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية لـ (د ب أ) أن أغلب جبهات الغوطة تشهد معارك عنيفة، حيث نفذ الطيران الحربي غارات باتجاه مواقع مسلحي المعارضة في حرستا وكفر بطنا وجسرين بالغوطة الشرقية، كما قصف مواقع تمركز المسلحين ومرابض الهاون التي يستعملونها لضرب العاصمة والأحياء المجاورة.
ومن جانبه ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الجمعة إنه "قلق للغاية جراء حالة اليأس التي بدت على الناس الذين يفرون في نزوح جماعي من الغوطة الشرقية وعفرين في شمال سورية".
وأضاف أن أي عمليات لإجلاء المدنيين يجب أن تكون طوعية وتتماشى والقانون الدولي.
ودعا مجلس الأمن الدولي لاتخاذ "خطوات ملموسة ومحددة من أجل إنهاء هذه المأساة بشكل عاجل".
وأعلنت روسيا وتركيا وإيران اليوم الجمعة أنهم سيواصلون مباحثات السلام السورية في أستانة في منتصف مايو القادم.
وأدلى سفير كازاخستان لدى الأمم المتحدة خيرت عمروف ببيان عن الدول الثلاث بعدما اجتماعهم في أستانة اليوم الجمعة.
كان النزاع السوري الذي دخل للتو عامه الثامن، قد بدأ باحتجاجات سلمية مناهضة للحكومة لتتطور الأزمة بعد ذلك بقليل إلى عداء مدمر متعدد الأطراف.
فيديو قد يعجبك: