لماذا لم تُهنئ الدول الأوروبية بوتين بعد فوزه في الانتخابات؟
كتبت- هدى الشيمي:
فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باكتساح في الانتخابات الرئيسية التي جرت في روسيا، أمس الأحد، وحصل على 76.67 بالمائة من أصوات الناخبين، وبهذا الفوز يتولى بوتين فترة رئاسية جديدة تمتد إلى عام 2024.
وتوالت التهاني على الرئيس الروسي، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أول من هنأه من القادة العرب، وحرص على تهنئته أمير قطر الأمير تميم، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما بارك له الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع روسيا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.
وحرص الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي فاز لتوه بولاية ثانية، على تهنئة بوتين، لاسيما وأن هناك الكثير من المصالح المشتركة خاصة في مجال التجارة بين البلدين.
ورغم ثقل الدور الذي يلعبه بوتين في المحافل الدولية، وكونه أحد الأطراف الرئيسية في الكثير من النزاعات، إلا أنه لم يتلقً التهنئة من زعماء الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع ذلك إلى تزايد العزلة التي تواجهها روسيا، بسبب تدخلها في الأزمة الأوكرانية، وضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014، وتدخلها في الأزمة السورية وقلبها موزاين الحرب الأهلية لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وتفاقمت الأزمة بين روسيا ودول العالم، بعد اتهامها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 لصالح المُرشح الجمهوري آنذاك، دونالد ترامب، ما تسبب في فرض سلسلة عقوبات جديدة عليها.
واندلعت أزمة جديدة بين روسيا وبريطانيا، قبل أيام من إجراء الانتخابات، بعد أن وجهت لندن الاتهام لبوتين في تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال، وابنته يوليا باستخدام غاز أعصاب سكري، ما تسبب في تواجدهما في المستشفى الآن في حالة حرجة.
انتخابات غير نزيهة
انتقد المسؤولون الألمان الانتخابات الروسية، وقال وزير الخارجي الألماني الجديد هايكو ماس، اليوم الاثنين، خلال اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن الانتخابات لم تطابق المعايير الأوروبية.
وقال وزير الخارجية الألمانية إنه لا يمكن الحديث عن تنافس سياسي نزيه كما تعرفه أوروبا في كافة الجوانب، واعتبر أن إجراء انتخابات في منطقة القرم، التي ضمتها روسيا إليها بالمخالفة للقانون الدولي، أمر لا يمكن قبوله أيضا.
ولم تُهنئ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الروسي بفوزه في الانتخابات حتى الآن، إلا أن شتيفان سايبرت، المتحدث باسمها، قال للصحفيين، اليوم الإثنين، إنها ستهنئه إعادة انتخابه، في رسالة ستثير فيها أيضا "التحديات" فى العلاقات بين البلدين.
وقال سايبرت للصحفيين "لا يمكننى استباق محتوى رسالة التهنئة، لكنى أعتقد بإنها ستذكر أيضا التحديات فى العلاقات بين ألمانيا وروسيا".
انتخابات غير معترف بها
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس لا تعترف بإجراء الانتخابات الروسية في القرم، وأكدت التزامها بإعادة سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن الحدود المعترف بها دوليا.
وقالت الخارجية الفرنسية، في بيان صدر عنها،: "بعد أربع سنوات على الضمّ غير الشرعي لجمهورية القرم وسيباستوبول المستقلة، ما زالت فرنسا متمسكة بالإعادة الكاملة لسيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها في حدودها المعترف بها دوليا. وتغيير الحدود بالقوة مخالف للقانون الدولي، بما في ذلك الالتزامات التي وافق عليها الاتحاد الروسي".
نتيجة غير مقبولة
ولا تعد ألمانيا فرنسا الدولتان الأوروبياتان الوحيدتان الرافضتان لإجراء انتخابات في شبه جزيرة القرم، إذ اتفقت 8 دول أوروبية على عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية الروسية هناك، والدول هي الدنمارك، وإستونيا، ولاتيفيا، وليتوانيا، وبولندا، ورومانيا، والسويد، وأكرانيا.
وأصدر وزراء خارجية الدول الثمانية بيانًا مشتركًا، أمس الأحد، في الذكرى الرابعة لضم روسيا لشبه جزيرة القرم، يؤكدون فيه أنهم لن يعترفوا بنتيجة الانتخابات.
وبحسب البيان، الذي نُشر على موقع وزارة الخارجية الأوكرانية، فإن "الاتحاد الأوروبي لن يعترف بنتيجة الانتخابات المُقامة شبه جزيرة القرم".
تشكيك أمريكي
ولم يقدم ترامب التهئنة لنظيره الروسي حتى الآن، ولم يذكر الأمر في تغريدة من تغريداته على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، والذي يستخدمه دائمًا في أي مناسبه للتعبير عن رأيه.
وشكك السيناتور الأمريكي جون ماكين في مصداقية دعم الناخبين الروس للرئيس بوتين. وكتب، في تغريدة : "الجهود الكبيرة التي اضطر بوتين لبذلها لجذب الناخبين، تدل على أن الروس يدركون أن مزاعمه للسلطة خداع. الولايات المتحدة تؤيد جميع المواطنين الروس المتعطشين للحرية".
فيديو قد يعجبك: