بن سلمان في أمريكا.. هل ينجح في تحقيق أهدافه؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة بلومبرج الإخبارية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وصل العاصمة الأمريكية واشنطن، في إطار جولته الخارجية التي تهدف إلى تأكيد أنه المُصلح الحاسم القادر على استغلال العلاقات مع أمريكا، في تحقيق خطته الاصلاحية، وتنفيذ مشاريع تجارية كُبرى بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن بن سلمان سيلتقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء، في زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة منذ توليه ولاية العهد في يونيو 2017، موضحة أن هدف الزيارة الرئيسي هو تعزيز العلاقات بين البلدين، ومناقشة العديد من القضايا التي تهم الجانبين بما في ذلك الملف النووي الإيراني وطموح إيران بالتوسع في الشرق الأوسط، والتصدي للتطرف الإسلامي، وتحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وتقول بلومبرج إن هناك العديد من الأمور التي تغيرت منذ زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية في مايو الماضي، حيث كانت أول دولة تطأها قدماه في زيارته الخارجية الأولى بعد توليه الرئاسة، إذ احتجز ولي العهد العشرات من كبار رجال الأعمال والمستثمرين والأمراء والمسؤولين الحاليين والسابقين في إطار حملته ضد الفساد في نوفمبر الماضي.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه من المرجح أن تؤجل المملكة بيع حصة في شركة النفط العملاق أرامكو حتى العام المقبل. كما أصبحت التخفيضات على الدعم الحكومي أكثر تعقيدًا، وفي الوقت ذاته هناك تخوف من رد فعل المحافظين المتشددين في البلاد تجاه التغيرات الاجتماعية التي تشهدها المملكة.
ويتوقع هاني صبرا، مؤسس شركة أليف الاستشارية في نيويورك، أن يحاول بن سلمان اقناع رجال الأعمال والمستثمرين الأمريكيين من أن حملته ضد الفساد لا تمثل أي تهديد للمشاريع الاقتصادية في السعودية. وقال إنه سيستخدم إصلاحاته الاجتماعية من أجل تحسين صورة السعودية أمام حليفتها الولايات المتحدة، وتأكيد أنها أصبحت أكثر اعتدالا.
وقال البيت الأبيض إن زيارة بن سلمان إلى الولايات المتحدة ستعزز العلاقات بين البلدين. ومن المقرر أن يقابل ولي العهد مستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر لمناقشة اتفاقيات تجارية قد تبلغ قيمتها 35 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتحدثان عن التهديد الإيراني لمصالحهما، والأزمة الإنسانية في اليمن. بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي.
ونوهت الشبكة الأمريكية إلى تنديد السياسيين المعارضين البريطانيين بزيارة بن سلمان إلى لندن، وخروج مئات البريطانيين في احتجاجات ووقوفهم أمام داونينج ستريت (مقر أقامة رئيسة الوزراء البريطانية) للإعراب عن رفضهم للتدخل السعودي في اليمن.
وقال جيمس إم دورسي، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة، إن سياسة بن سلمان الخارجية، ستثير التساؤلات بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية حول قدرته على تحقيق أهدافه. ومن المرجح أن يتردد المستثمرين الأجانب من القيام بمشاريع واستثمارات في المملكة بعد صدور تقرير نيويورك تايمز.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد نشرت تقرير في 11 مارس الجاري يُفيد بأن 17 من محتجزي الريتز نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، جراء تعرضهم للاعتداءات الجسدية، وأن أحدهم لقى حتفه بعد فترة، وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحتجزين خسروا أجزاء كبيرة من ثرواتهم بسبب تسويات إطلاق سراحهم.
ومن جانبها نفت السعودية تلك التقارير، وأكدت أن المحتجزين لم يتعرضوا للتعذيب خلال فترة احتجازهم.
وبحسب بول بيلار، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية والأستاذ في جامعة جورج تاون، فإن الهدف الأساسي من زيارة بن سلمان إلى واشنطن، هو تعزيز العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، ونقل ذلك الشعور إلى مواطنيه. وقال إن معظم السعوديين يعلمون أن استمرار دعم الولايات المتحدة لهم، وقوة العلاقات بين البلدين سيخدم مصالحهم.
فيديو قد يعجبك: