من هو سيف الإسلام القذافي الذي يعتزم الترشح لرئاسة ليبيا؟
كتبت- سارة عرفة:
أعلن أيمن بوراس، المكلف بالبرنامج السياسي لسيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي، أن سيف الإسلام يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية في ليبيا التي تعاني من فوضى منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بوالده، وقتله فيما بعد.
وقال بوراس، في مؤتمر صحفي عقده، أمس الاثنين، في العاصمة التونسية، إن "حل الأزمة الليبية لن يحدث، ولن يمر دون رؤية سيف الإسلام القذافي الذي يلتف حوله أغلب الشعب الليبي"، وذلك وفقاً لموقع قناة "نشمة" التونسية.
وأكد بوراس أن نجل القذافي، من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية، يطمح إلى إنقاذ بلاده، مضيفاً أن "أياديه ممدودة لكل من يريد الخير لليبيا محلياً وإقليمياً ودولياً."
وتوقع أن يكتسح سيف الإسلام القذافي الانتخابات، ويفوز على منافسيه لأنه يحظى بدعم كبير من القبائل الليبية ومن أبناء وطنه.
السيرة الذاتية:
ولد سيف الإسلام معمر القذافي 5 يونيو 1972 في باب العزيزية بطرابلس، حيث تقيم أسرة العقيد معمر القذافي. وهو الابن الأول من زوجته الثانية السيدة صفية فركاش.
تخصص في الهندسة المعمارية، وتخرج سنة 1994 في كلية الهندسة، جامعة الفاتح بطرابلس، والتحق بكلية الاقتصاد بجامعة إمادك بالنمسا، سنة 1998 حيث حصل على درجة الماجستير منها سنة 2000. كما التحق بكلية لندن للاقتصاد التي نال منها شهادة الدكتوراه. وله اهتمامات فنية، حيث يعنى بالرسم. وأقام العديد من المعارض الفنية في مختلف دول العالم.
عمل بعد تخرجه لمركز البحوث الصناعية في طرابلس. كما عمل في سنة 1996 في المكتب الاستشاري الوطني. وأنشأ مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية التي أنشئت سنة 1998. حيث ساهم في حل الكثير من المشاكل الدولية، مثل قضية الرهائن الأوروبيين بالفلبين.
ترأس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، قام من خلالها بنشاط بارز في تعزيز حقوق الإنسان؛ حيث قامت جمعية حقوق الإنسان التابعة للمؤسسة التي يرأسها بحملات واسعة للإفراج عن المعتقلين السياسيين، مما أدى إلى الإفراج عن أعداد كبيرة منهم، كما أطلقت الجمعية حملة ضد التعذيب في ليبيا والشرق الأوسط، وقامت عام 2006 بزيارة أماكن الاعتقال وقدمت توصيات بتحسين أوضاع المساجين وتوفير العلاج للمرضى.
وقاد سيف الإسلام القذافي "تيارا إصلاحياً"، حيث دعى في أغسطس 2006 إلى استحداث دستور ثابت لليبيا، كما دعا في خطاباته إلى التحول السياسي مما وصفه "ليبيا الثورة" إلى "ليبيا الدولة"، ووجه انتقادات حادة للنظام السياسي الليبي.
وعمل على مشروع طموح أطلق عليه "ليبيا الغد"، يهدف إلى إخراج ليبيا من العزلة الدولية التي فرضت عليها نتيجة سياساتها المعادية للهيمنة الأمريكية والتي بلغت ذروتها بالعدوان الأمريكي عليها عام 1986.
موقفه من الثورة:
اعتبر سيف الإسلام ثاني شخصية تدافع عن النظام في أيام ثورة 17 فبراير، وقد ظهر على شاشات التليفزيون الليبي أكثر من مرة، حيث دافع عن والده وانتقد الثوار الذين وصفهم بـ"العملاء" و"الخونة". في أواسط مايو 2011.
تقدم بعدها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، بطلب إلى المحكمة الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق معمر القذافي وسيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية عبدالله السنوسي.
وقد صدرت المذكرة بالفعل في 27 يونيو 2011 ليصبح سيف الإسلام مطلوبا للعدالة الدولية.
اعتقل سيف الإسلام القذافي، يوم السبت 19 نوفمبر 2011، وكان آخر أبناء القذافي الفارين، والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقتها أعلن وزير العدل وحقوق الإنسان الليبي، محمد العلاقي أن سيف الإسلام الذي كان يعتبر الوريث لوالده اعتقل في جنوب ليبيا.
وأكد قائد عمليات الثوار في الزنتان، بشير الطيب، أن رجاله قبضوا على سيف الإسلام مع ثلاثة من مساعديه.
حكم الإعدام:
قضت محكمة استئناف العاصمة الليبية طرابلس في 28 يوليو 2015 بإعدام رئيس مُخابرات نظام القذافي عبدالله السنوسي، ورئيس وزرائه البغدادي المحمودي، ونجله سيف الإسلام القذافي رميًا بالرصاص.
وكانت هيئة المحكمة قد أصدرت حكمًا غيابيًّا على سيف الإسلام وأربعة متهمين آخرين لم يلتزموا بحضور جلسات المرافعات السابقة.
وكانت التُهم التي وُجهت إليهم تتضمَّن التحريض على إثارة الحرب الأهلية، والإبادة الجماعية، وإساءة استخدام السلطة، وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين والإضرار بالمال العام وجلب مرتزقة لقمع ثورة السابع عشر من فبراير. إلا أن دفاع سيف الاسلام أعلن أنه تم الافراج عنه بموجب عفو عام يوم 6 يوليو 2016.
فيديو قد يعجبك: