لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

موقع أمريكي: كيف استخدم بن سلمان "صهر ترامب" في تحقيق مصالحه؟

03:38 م الخميس 22 مارس 2018

جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب في السعودية - ارشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

أفادت تقارير ووسائل إعلام أن علاقة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قوية ووثيقة، وأشارت إلى أنهما لعبا دورًا كبيرًا في تغير مُجريات الأمور في الشرق الأوسط. ويتواجد بن سلمان في الولايات المتحدة الأمريكية، في أول زيارة له منذ توليه ولاية العهد في يونيو الماضي، ويقول موقع "ذا انترسبت" الأمريكي إن الرئيس دونالد ترامب استقبله بحفاوة، وأخبر الصحفيين والإعلاميين أن العلاقات الأمريكية السعودية ربما تكون أقوى من أي وقت مضى.

ذكر موقع ذا انترسبت الأمريكي إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، عُرف عنه أنه أحد الأشخاص الذين يقرأون الإيجاز اليومي لترامب، والذي يحتوى على المعلومات الاستخباراتية الأكثر سرية التي يحصل عليها الرئيس وأقرب مستشاريه فقط، إلا أن الأمر تغير تمامًا بعد تجريده من التصريح الأمني السري للغاية في فبراير الماضي.

وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض وخبير سابق في الاستخبارات الأمريكية إن كوشنر، الذي تولى مهمة التوصل إلى اتفاقية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كان يحصل على معلومات خاصة بالشرق الأوسط.

وفي يونيو الماضي، تولى الأمير السعودي محمد بن سلمان ولاية العهد، وفي الأشهر التي تلت ذلك، احتوى الموجز اليومي للرئيس على معلومات حول الوضع السياسي الجديد في السعودية، منها معلومات عن عدة أشخاص من أفراد العائلة المالكة الذين يعارضون تولي بن سلمان للسلطة، وفقا لمسؤول سابق في البيت الأبيض، ومسؤولين حكوميين أمريكيين كانوا على إطلاع بهذه التقارير.

زيارة غير مُعلنة

وفي أواخر أكتوبر الماضي، قام كوشنر بزيارة غير مُعلن عنها إلى الرياض، وقال ديفيد اجناتيوس، من صحيفة واشنطن بوست، إن الأميرين، في إشارة منه إلى كوشنر وبن سلمان، اجتمعا معا حتى الساعة الرابعة صباحًا، لعدة ليالي، لمناقشة عدة أمور والخطط الاستراتيجية.

وما دار بين كوشنر وبن سلمان من محادثات لا يعلمها أحد غيرهما، إلا أن ثلاثة مسؤولين أمريكيين على تواصل مع أفراد من العائلة السعودية والإماراتية الحاكمة أخبروا قالوا إن بن سلمان أخبر أشخاص يثق بهم أن المستشار الأمريكي أطلعه على اسماء أشخاص يرفضون ولايته للعهد، وهذا ما نفاه المتحدث باسم مُحامي كوشنر.

2

وقال بيتر ميريجيان، المتحدث باسم آبي لويل، مُحامي كوشنر، إن بعض أسئلة وسائل الإعلام كانت خاطئة ومثيرة للسخرية لدرجة أنها لا تستحق الإجابة عليها، في إشارة منه إلى الأسئلة المتعلقة بمحادثات كوشنر وولي العهد.

وفي 4 من نوفمبر، أي بعد أسبوع من عودة كوشنر إلى الولايات المتحدة، يقول الموقع إن بن سلمان شن حملة ضد الفساد، احتجز على إثرها عشرات الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين الحاليين والسابقين، واحتجزهم جميعًا في فندق ريتز- كارلتون الرياض.

وبحسب مصدر يتحدث باستمرار مع مسؤولين موثوق بهم في العائلات الحاكمة السعودية والإماراتية، فإنه من بين الأشخاص الذي اخبرهم بن سلمان عن مُجمل محادثاته مع كوشنر كان ولي العهد الإماراتي الأمير محمد بن زايد. وقال المصدر للموقع الأمريكي إن :"بن سلمان تفاخر أمام ولي العهد الإماراتي إن كوشنر أصبح كالخاتم في إصبعه".

وأوضح ذا انترسبت أن الإيجاز اليومي الذي يحصل عليه ترامب يُحرس بعناية، إلا أن ترامب لديه السلطة الكاملة للسماح لكوشنر بالإطلاع عليه. ويقول الموقع إنه في حالة مناقشة المستشار الأمريكي لهذه المعلومات مع ولي العهد السعودي بدون الحصول على إذن رئاسي، فهذا يعني أنه انتهك القانون الفيدرالي الخاص بالمعلومات السرية.

وفي 6 نوفمبر الماضي، أي بعد يومين من احتجاز الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في الريتز كارلتون، دافع الرئيس الأمريكي عن حملة بن سلمان لمكافحة الفساد، وكتب عدة تغريدات بشأنها على حسابه بموقع تويتر. وقال: "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، فهما يعلمان ماذا يفعلان بالضبط".

1

وخشى المسؤولين الحكوميين الأمريكيين الكبار من طريقة تعامل كوشنر مع القضايا الخارجية الحساسة في ظل نقص خبرته الدبلوماسية، وأعربوا عن قلقهم من أن المسؤولين الأجانب قد يحاولون التأثير عليه من خلال عقد صفقات خارجية مع عائلته. وفحص روبرت مولر، المستشار الأمريكي الخاص المُكلف من مكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيق في مزاعم تورط روسيا في الانتخابات الأمريكية، علاقات المستشار الأمريكي التجارية بالدول الأجنبية في إطار التحقيقات التي يقوم بها.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد نشرت تقارير يُفيد بأن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر أعربا عن قلقهما من تلاعب كوشنر بالسياسة الخارجية. وبحسب الصحيفة فإن تيلرسون قال للموظفين في البيت الأبيض في غضب: "من وزير الخارجية هنا؟".

ووفقا لمسؤولين أجانب ومصادر مُقربة من العائلة المالكة السعودية، فإن كوشنر تجمعه علاقات وثيقة بولي عهد السعودية والإمارات، وتحدث إليهم عبر تطبيق المحادثة واتساب.

وعند سؤاله عن استخدام كوشنر لتطبيق "واتساب" للتواصل مع المسؤولين الأجانب، قال ميريجنانيان، المتحدث باسم محاميه: "بدون التعليق على من يتحدث معهم وكيف يقوم بعمله، كوشنر يعمل وفق قانون السجلات الرئاسية والقوانين الأخرى". ومنذ ذلك الحين، طلب محامو كوشنر المستشار الأمريكي ألا يستخدم تطبيق التواصل للعمل الرسمي، وفقًا لمصدر على إطلاع مباشر بالأمر.

تضارب مصالح

وأثار دعم كوشنر للسعودية والإمارات على حساب قطر في أزمة الخليج التساؤلات حول تضارب المصالح. وأشار ذا انترسبت إلى أن كوشنر أعلن عن تأييده لفرض الحصار على قطر بعد شهر من رفض وزارة المالية القطرية محاولة شركات عائلته العقارية الحصول على تمويل لشركاتها التي تعاني مشاكل كبيرة.

ومنذ عام 2011، بحث كوشنر وأقاربه في كل مكان عن مستثمرين جدد، وفي ربيع عام 2017، طلب تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر، من رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاستثمار في المباني، وفي شهر أبريل من العام نفسه، قدم تشارلز كوشنر عرض مباشر للحكومة القطرية من خلال وزارة المالية في الدوحة.

ولفت الموقع إلى رفض الدوحة لهذه الاتفاقية، وفي مايو الماضي، سافر ترامب إلى الرياض مع كوشنر، حيث التقطت صور للعائلة السعودية المالكة برفقة العائلة الأمريكية الأولى، وبعد الاجتماعات التي جمعت بينهم، أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وقال السيناتور كريس ميرفي، للصحفي جورج ستيفانوبولوس، مُقدم برنامج "هذا الأسبوع" على قناة إيه بي سي الأمريكية، إن لا أحد يفهم لماذا تأخذ إدارة ترامب جانب السعوديين بهذه القوة في أزمتها مع قطر، رغم أن الولايات المتحدة لديها العديد من المصالح التي تجمعها بالدوحة، مُشيرا إلى وجود قاعدة العُديد الأمريكية العسكرية في قطر، حيث تتمركز آلاف القوات الأمريكية.

ويرى السيناتور الأمريكي أن هناك حاجة ماسة لإجراء تغيرات كبرى في البيت الأبيض، إذا ثبت أن إدارة ترامب تعرض حياة آلاف الجنود الأمريكيين المتمركزين في قطر إلى الخطر، من أجل تأمين مصالح كوشنر الاقتصادية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان