غزة لمصر والضفة الغربية للأردن.. كيف يفكر مستشار ترامب للأمن القومي الجديد؟
كتبت- هدى الشيمي:
كشفت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية إن جون بولتون الذي تولى منصب سفير واشنطن لدى منظمة الأمم المتحدة خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وتولى أمس الخميس منصب مستشار الرئيس للأمن القومي، في إدارة ترامب، كان لديه تاريخًا طويلاً من الخطاب المُعادي ضد إيران والفلسطينيين.
وقالت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، أن بولتون كان أحد أبرز الأصوات المعادية للإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وعارضة بقوة الاتفاق النووي الإيراني، وفكرة حل الدولتين المُقترحة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ومثل ترامب، كان بولتون من مؤيدي الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كما أنه اتخذ موقف مُتشددا تجاه المفاوضات مع كوريا الشمالية.
"الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"
قال بولتون، في تغريدات على حسابه بتويتر، عقب اعتراف ترامب التاريخي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، في ديسمبر الماضي، إن "عملية السلام في الشرق الأوسط طالما احتاجت إلى توضيح وواقعية، وفعل ترامب ذلك بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس".
وفي حواره مع موقع "بريتبارت"، علق بولتون على محاولات إدارة أوباما لإحياء محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين قائلا: " إن مُقترح حل الدولتين قد مات، وهذه حقيقة مُجردة". واقترح "حل الثلاث دول" والذي بموجبه سيتم تسليم قطاع غزة إلى مصر، وإعادة الضفة الغربية إلى الأردن.
وبحسب بولتون، فإن التناقضات بين ما يرغب الدبلوماسيين الأمريكيين في تحقيقه وما يوجد على أرض الواقع فيما يتعلق بحل الدولتين، ستحول دون حدوث أي شيء.
"التدخل الروسي في الانتخابات"
كما انتقد بولتون ما تردد عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، لصالح ترامب وعلى حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. واعتبرها "أخبار كاذبة ومزيفة".
وتقول هآرتس، إن بولتون انتقد روسيا أيضا خاصة تدخلها في منطقة الشرق الأوسط، وكتب في تغريدة إن "واشنطن وحلفائها لا يحتاجون إلى المزيد من المغامرات الروسية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التعاون بين موسكو وطهران ودمشق وحزب الله".
"التشدد تجاه إيران"
ودعا بولتون الإدارة الأمريكية إلى العمل على تغيير النظام الإيراني الحاكم، في تصريحات أدلى بها لشبكة فوكس نيوز بالتزامن مع قيام الاشتباكات والاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن إيرانية في مطلع العام الجاري.
وكتب الدبلوماسي الأمريكي تغريدة على تويتر، في ذلك الوقت، قال فيها: "إذا كانت المعارضة الإيرانية مستعدة للحصول على دعم خارجي، فعلى الولايات المتحدة توفيره لهم".
واعتبر بولتون الاتفاق النووي الإيراني "خطأ استراتيجي" ارتكب عام 2015، وقال في تغريدة على تويتر: "يجب إلغاء هذه الاتفاقية، ويجب على أمريكا اتخاذ قرارات جديد للتصدي للتصرفات الإيرانية".
وترى هآارتس أن أراء وتوجهات بولتون يزيدان من احتمالات انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الأيراني.
وأفادت تقارير، صدرت منذ أشهر، أن بولتون تردد على المكتب البيضاوي أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، لتقديم الاستشارات إلى ترامب، رغم معارضة وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق آتش آر ماكماستر.
وترددت أنباء عن احتمالية إقالة أو استقالة ماكماستر من منصبه منذ فترة، بيد أن ترامب نفى هذه التقارير، وأكدت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إن كل ما يُقال في هذا الشأن غير صحيح تماما.
ومع رحيل ماكماستر، وتيلرسون، تقول هآارتس إن المسؤول الوحيد الذي يدعم الاتفاق النووي الإيراني في إدارة ترامب، هو وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، والذي شدد على ضرورة البقاء على الاتفاق، رغم ما بها من عيوب. وأشار إلى أنها تخدم مصالح الأمريكيين.
فيديو قد يعجبك: