لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"في 75 دقيقة".. بن سلمان يكشف علاقته بكوشنر ويُعلن موقفه من "صفقة القرن"

01:51 م السبت 24 مارس 2018

الأمير محمد بن سلمان

كتبت- رنا أسامة:

تحدّث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن علاقته بجاريد كوشنر، كبير مُستشاري الرئيس دونالد ترامب، وموقفه من خطة السلام المعروفة باسم "صفقة القرن"، وحرب اليمن الدائرة، فضلًا عن إصلاحاته داخل المملكة والخطط النووية السعودية، وحملة مكافحة الفساد، في حوار مع مُراسلي صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

جاء ذلك في اليوم الأخير من زيارته إلى واشنطن العاصمة التي استمرت 4 أيام، في إطار أولى جولاته الخارجية منذ أصبح وليًا للعهد خلفًا لابن عمه، الأمير محمد بن نايف، يونيو الماضي.

يأتي هذا الحوار بعد أيام من إذاعة مقابلة بن سلمان مع برنامج "60 دقيقة" الذي أُذيع، صباح الاثنين الماضي (بتوقيت القاهرة)، على قناة "سي بي إس" الأمريكية.

صداقة كوشنر

أكّد بن سلمان، أنه "من الجنون حقًا" أن يُتاجر بالمعلومات السرية مع شخص بحجم جاريد كوشنر، صِهر ترامب وكبير مُستشاريه، أو يحاول استخدام علاقته به لدعم مصالح السعودية داخل إدارة البيت الأبيض.

واعتبر بن سلمان، في مقابلته التي استغرقت 75 دقيقة، أن "هذا النوع من العلاقات لا يساعد أيًا من الطرفين ولا أساس له في الحقيقة". وشدد على أن علاقاته مع كوشنر لم تخرج عن نطاق الاتصالات الطبيعية بين حكومتي دولتين.

وأضاف: "تعمل معاً كصديقين وليس فقط كشريكين".

وكذلك لفت بن سلمان إلى أن علاقاته جيدة أيضًا بنائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض.

ونفى بن سلمان ما تناقلته تقارير إعلامية سابقة زعمت أن "كوشنر أصبح خاتمًا في إصبع ولي العهد"، أو أنه منح بن سلمان "الضوء الأخضر"، نيابة عن إدارة ترامب، لإطلاق حملة واسعة لمكافحة الفساد في المملكة واعتقال عشرات الأمراء ورجال الأعمال في السعودية في نوفمبر الماضي.

وكانت تقارير إعلامية أمريكية زعمت أن بن سلمان، عندما التقى كوشنر في العاصمة السعودية الرياض في أكتوبر الماضي، سعى للحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ إيقاف المتهمين ضمن الحملة على الفساد في المملكة.

وفي هذا الشأن، أكّد بن سلمان للواشنطن بوست أن "عمليات الاحتجاز مثّلت شأنًا داخليًا بحتًا"، مُشيرًا إلى أنه جرى العمل على إعداد هذه الحملة على مدى سنوات.

صفقة القرن

وحول خطة السلامة المعروفة باسم "صفقة القرن"، تقول الصحيفة إن كوشنر التقى مع بن سلمان، هذا الأسبوع، لبحث هذا الملف المُكلّف كوشنر بالإشراف عليه من قِبل البيت الأبيض.

وما إن تُصبح الخطة جاهزة، تُشير الصحيفة إلى أن كوشنر سيبدأ طلب العون من السعودية والدول العربية الرئيسية الأخرى لمساعدته على إقناع الفلسطينيين بقبولها. ويقضي الموقف الرسمي السعودي بأن "أي اتفاق سلام يجب أن يعترف بدولة فلسطينية ضمن حدود محددة، وعاصمتها القدس الشرقية".

ووصف بن سلمان، القرار الأمريكي بشأن القدس، بأنه "خطوة مؤلمة"، قائلًا "إذا قمنا بحل مشاكل الشرق الأوسط فستصبح المنطقة أوروبا جديدة".

وتعليقًا على تداعيات هذه الخطوة على عملية السلام، أجاب بن سلمان: "نحاول التركيز على الجهود التي تُعزز السلام. ولا نحاول الالتفات إلى أي شيء يُمكن أن يخلق توترات".

وأضاف، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس الأمريكية"، أُذيعت الاثنين الماضي، قائلًا: "أنا شخص إيجابي بطبعي، لذا أحاول التركيز على الأشياء التي ستدعم مصالح الشعب الفلسطيني ومصالح كل الأطراف".

وفي فبراير الماضي، أفاد مسؤول أمريكي بأنه من المقرر نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في مايو المقبل، حسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". ونقلت وسائل إعلام عدة عن مصادر اسرائيلية، أن الموعد الذي تم اختياره هو 14 مايو كونه يصادف الذكرى السبعين لقيام دولة اسرائيل.

في أغسطس الماضي، اجتمع بن سلمان مع كوشنر وأكّدا التزامهما بتعزيز علاقتهما وتعاونهما الوثيق، كما وافقا على دعم توجههما الهادف لتحقيق سلام حقيقي ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتحقيق أمن واستقرار وازدهار الشرق الأوسط وما وراءه، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وأعلن ترامب، في السادس من ديسمبر الماضي، عن اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونيّته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

الاستثمارات السعودية الأمريكية

وتعليقًا على الاستثمارات السعودية في الأسلحة الأمريكية، أوضح بن سلمان أن مهمته الأساسية في الولايات المتحدة تتمثل في كسب ثقة المستثمرين الأمريكيين، إلى جانب الحصول على المساعدة التكنولوجية والتعليمية لدعم جهود الإصلاح في المملكة.

وكشفت الهيئة العامة السعودية للاستثمار عن حجم الاستثمارات الأمريكية في السوق السعودي حتى فبراير 2018؛ إذ بلغ أكثر من 207 مليارات ريال سعودي، وعدد الشركات المستثمرة بلغ 373 شركة تنوّعت نشاطاتها ما بين النشاط الخدمي والصناعي والعقاري والعلمي والفني والتراخيص المؤقتة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بن سلمان بدا متحمسًا ومتجاوبًا فيما كان يُطرح عليه من أسئلة، خلال المقابلة التي أجراها في اليوم الأخير من إقامته التي استمرت 4 أيام في العاصمة الأمريكية واشنطن. وبالرغم من أن المقابلة، التي اُجريت باللغة الإنجليزية، لم تكن مُسجّلة، وافقت السفارة السعودية لاحقًا على نشر أجزواء محددة منها في مقال بالموقع الإلكتروني للصحيفة.

نووي المملكة

وحول الخطط المستقبلية وتطلعات المملكة النووية، أكّد بن سلمان أن هدفه الأساسي هو القدرة على تخصيب ومعالجة اليورانيوم السعودي نفسه لاستخدامه في مفاعلات الطاقة، بدلًا من شرائه من الخارج. وكشف أن السعودية لديها أكثر من 5 في المائة من احتياطيات اليورانيوم في العالم، قائلًا "إذا لم نستخدمها، سيكون الأمر أشبه بأن يطلب أحد منا عدم استخدام النفط".

وأفاد بأنه سيتم دعوة الولايات المتحدة لوضع قوانين وهياكل للتأكد من عدم إساءة استخدام السعودية لليورانيوم المُخصّب.

الحرب في اليمن

وعن الحرب في اليمن، قال بن سلمان إن السعودية "لم تُفوّت أي فرصة" لتحسين الوضع الإنساني ، رغم أن منظمات حقوق الإنسان والمُشرّعين الأمريكيين يزعمون أن قصف التحالف الدولي الذي تقوده المملكة في اليمن أوقع أكثر من 5 آلاف قتيل بين صفوف المدنيين هناك، بحسب التقديرات.

ومنذ مارس 2015، قادت السعودية تحالفًا من 10 دول عربية ضد جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على جزء كبير من اليمن، فيما أطلقت عليه "عاصفة الحزم". وفي 21 أبريل من العام نفسه، أعلن التحالف انتهاء العملية في اليمن وانطلاق عملية "إعادة الأمل"، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

واندلعت الحرب في اليمن بعدما زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء في أواخر 2014، فسيطروا عليها، ودفعوا بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المعترف بها دوليا، إلى الهروب جنوبا. ولاحق الحوثيون، مدعومين بقوات موالية لصالح، قوات منصور هادي، ودفعوا بأعضاء حكومة هادي إلى الخروج من البلاد.

وتعليقًا على الصراع اليمني مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، قال بن سلمان: "لا توجد خيارات جيدة وسيئة. الخيارات تقع في المنتصف بين السيء والأسوأ".

"الإصلاحات الداخلية"

وبالحديث عن إصلاحاته الداخلية في المملكة، بما في ذلك منح السعوديات مزيدًا من الحقوق وأبرزها الحق في قيادة السيارات، أوضح بن سلمان أنه "عمل جاهدًا لإقناع رجال الدين المُحافظين بأن مثل هذه القيود لا تمُت للعقيدة الإسلامية".

وقال: "أعتقد أن الإسلام دين عقلاني، وبسيط، يحاول البعض اختطافه".

وأشار إلى أن المناقشات الطويلة مع رجال الدين كانت إيجابية، مؤكّدًا: "هذا هو سبب ارتفاع عدد حلفائنا في النخبة الدينية يومًا بعد يوم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان