لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن بوست: نهر النيل في أزمة

03:25 م السبت 24 مارس 2018

سد النهضة

كتب - محمد الصباغ:

وسط الأزمة المتصاعدة بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة الذي أقامته أديس أبابا على شريان الحياة بالنسبة للمصريين، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا بعنوان "النهر الأطول في العالم في خطر"، بحث فيه الكاتب عن المشاكل التي تواجه الفلاحين في دلتا النيل.

تحدثت الصحيفة إلى عدد من المواطنين وعن مشاكل تواجههم بسبب مياه النيل التي في أماكن كثيرة بمصر تملؤها القمامة.

يقول المواطن رمضان سعد للصحيفة: "هناك ترعة رئيسية قريبة من المفترض أن المياه تأتيها من نهر النيل لتصل إلى الحقل. لكن ذلك لا يحدث. فالترعة مليئة تماما بالقمامة، ولا نستطيع الحصول على مياه النيل، المهمة للري وجعل الأرض خصبة."

ومع الزيادة السكانية السريعة وتغير المناخ، باتت المنطقة الخضراء في خطر. واليوم، بالكاد يغطي نهر النيل احتياجات مصر من المياه.

كما أن تعداد السكان من المقرر أن يتضاعف بحلول عام 2050، ومع هذه الزيادة سيكون هناك ارتفاع في الحاجة إلى الحقول والغذاء.

أيضًا، بحسب واشنطن بوست، يأتي تلوث أكبر في نهر النيل والترع التي يعتمد عليها الفلاحون بقوة في ري محاصيلهم.

ويعاني الفلاحون أيضًا من مشكلة انخفاض معدل الترسيب وهو الأمر المهم لاستمرار خصوبة التربة والتي يحملها النهر وتعيقها السدود مثل "السد لعالي" في أسوان. وبدورها تتأثر التربة الزراعية على المدى الطويل وخصوصا التي في الشمال بالقرب من البحر المتوسط.

وانطلق كاتب المقال بواشنطن بوست، إلى آلاف الأميال جنوبًا في اتجاه سد النهضة الإثيوبي المقام على النيل الأزرق المزود الرئيسي لنهر النيل بالمياه. اقترب سد النهضة من بدء العمل، وبمجرد انتهاء البناء سوف يكون أكبر مولد للطاقة الكهرومائية في القارة السمراء، وربما يمنع تدفق معتاد للمياه والمكونات الضرورية المهمة للزراعة في الدلتا.

وبالنسبة لفلاح مثل سعد، كل هذه المشاكل تتراكم عليه. فبدلا من الحصول على المياه من النيل على بعد أكثر من ميل من قريته، عليه أن يحفر بئرًا ويستعين بالمياه الجوفية. لكن الأزمة تتمثل في أن هذه المياه لا تحتوي على المواد المغذية للتربة والتي تساعد على خصوبتها والمفيدة للمحاصيل، كالموجودة في مياه النيل.

وقال سعد إنه وعلى أي حال، فقد دمرت القمامة ومعها التلوث مياه النيل في منطقته.

وأضاف: "باتت مليئة بالتوكسين (مادة سامة). وهذه المياه تسبب الفشل الكلوي."

خلال فترة الأربعينات، كان معدل الفرد من المياه حوالي 90 ألف متر مكعب من الماء سنويًا. أما الآن، فالأمر لا يتعدى ثُلث النسبة السابقة.

كل ذلك يحدث مع أزمة أخرى وهي تغير المناخ. ويقول طه العريان، رئيس قسم الموارد المائية بسلطة حماية المسطحات المائية، إنه مع ارتفاع مستوى سطح البحر، تتعرض أجزاء من الساحل للتآكل، وتتحول المياه العذبة التي يحتاجها الفلاحون لمحاصيلهم الزراعية تتحول إلى مالحة بشكل كبير. ومع تحول الأراضي الزراعية في الدلتا إلى أكثر ملوحة، باتت الزراعة هنا مستحيلة.

وفي مدينة رشيد، حيث يلتقي النيل بالبحر المتوسط، باتت هذه التهديدات حقيقية. هناك يمتلك حماده هنيدي أرضًا زراعية صغيرة، لكنه لم يعد قادرًا على زراعة محاصيل. ولا يعلم السبب.

ويقول لواشنطن بوست: "أخضعت أرضي لاختبارات مختلفة. لا أعلم ما إذا لم تعد خصبة مجددا. ربما يكون تلوثًا. ربما ارتفاع نسبة الأملاح فيها بسبب قربها من البحر".

وتضيف مياه الصرف الصحي بُعدًا آخر للمشكلة. وترى واشنطن بوست أن السلطات في مصر تتجاهل بشكل عام عملية إلقاء مياه الصرف الصحي في نهر النيل. باتت المياه أكثر تسممًا.

ويقول هنيدي: "منذ خمس سنوات. بدأنا نشعر بالتلوث في المياه القادمة من الترعة الرئيسية القريبة، والتي تعرضت للتلوث بمياه الصرف الصحي. وقتلت محاصيلنا. لم تهتم الحكومة. يلقون بالمخلفات الكيماوية في النيل من كل مكان".

والتقت الصحيفة بفلاح آخر يدعى عادل خضر، يعيش في طنطا، وقال إنه لم يعد يجد الماء الكافي للري، على الرغم من وجود ترعة مجاورة لحقله. وكغيره اعتمد على المياه الجوفية لكن المياه لا تحتوى على المواد الطبيعية الموجودة بالمياه الطبيعية القادمة من نهر النيل والتي تساعد في الزراعة والخصوبة.

واختتم التقرير بكلمات من هذا الفلاح المصري الذي قال: "يبدو أنه لن يكون هناك مياه هنا بالمستقبل. وحدث ذلك بالفعل لمدن أخرى في الدلتا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان