لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب أمريكي: مستشار الأمن القومي الجديد "سيرحل"

12:14 م الأحد 25 مارس 2018

كتب - هشام عبد الخالق:

نشر السياسي جول روبين، وهو مساعد سابق لنائب وزير الخارجية الأمريكي، مقالًا في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، حول مستشار الأمن القومي الجديد جوش بولتون، وكيف أنه سيتم الاستغناء عنه قريبًا.

وقال روبين، في بداية المقال: "هزّ القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب، بتعيين جون بولتن كمستشار للأمن القومي، عالم السياسة الخارجية في واشنطن، حيث يحاول الديمقراطيون أن يتصرفوا بعنف تجاه هذا القرار، في الوقت الذي يحاول الجمهوريون البقاء صامتين، ولكن هناك شخصًا واحدًا يعرف أنه في ورطة، ألا وهو جون بولتون".

وتابع روبين، اختيار بولتن مستشارًا للأمن القومي لا معنى له بالنسبة لترامب على عدة مستويات، أولًا، ترامب عندما ترشح كان مرشحًا كارهًا للحرب، ولكنه اختار مؤخرًا أكثر مستشار للأمن القومي مؤيد للحرب، ثانيًا، ترامب يكره واشنطن والمنحدرين منها، وبولتن من أبناء الحزب الجمهوري التقليديين من واشنطن، الذي قضى حياته بأكملها في العاصمة، وثالثًا، ترامب يشير إلى نفسه دائمًا على أنه أحد الناجحين، إلا أنه اختار شخصًا كان أحد مصادر فشل السياسة الخارجية على مدار العقدين الماضيين.

وأضاف الكاتب على جون بولتن أن يعرف هذا جيدًا، ويكون قلقًا للغاية، حيث اختفى جون بولتن الذي كنّا نعرفه أثناء المقابلة التي أُجريت معه على شبكة "فوكس نيوز" الخميس الماضي بعد الإعلان عن اختياره، حيث كان بليغًا واستطاع شرح العديد من النظريات ووجهات النظر التي سيقدمها للرئيس، وهذا كان مختلفًا عما تعودنا عليه من جون بولتن.

من الأشياء الأكثر إثارة للجدل في هذا الموضوع، حسب قول الكاتب، أن بولتن في الوقت الذي كان فيه من المحافظين الجدد، لم يكن مؤيدًا بشدة لترامب خلال الحملة الانتخابية في 2016 مثل أغلب جماعته، قد يكون هذا بسبب نيّته أن يصبح الرئيس، أو تمويله لشركة Boltonsuperpac - والمعروف عنها الآن أنها كانت من أوائل الشركات التي وظفت كامبريدج أنالتيكا - وسنترك لأي شخص تخمين كيف سيكون لهذا تأثير على التحقيق الذي يقوده المستشار الخاص روبرت مولر حول التدخل في الانتخابات الأمريكية.

وهذا يجعلنا ندخل في صلب الموضوع، كما يشرح الكاتب، ففي غضون شهرين تقريبًا سيضطر ترامب لتحديد ماذا يفعل مع كوريا الشمالية وإيران، وسبق أن أبدى التزامه بالفعل بلقاء زعيم كوريا الشمالية، إلا أن بولتن دعاخ منذ عدة أسابيع فقط لقصف تلك الدولة، وكان بولتن أيضًا وراء إلغاء آخر صفقة نووية أمريكية مع كوريا الشمالية في 2002، وقد أدى هذا القرار إلى سياستنا غير الدقيقة حول كوريا الشمالية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، ومن الصعب للغاية موافقة الوفد الكوري الشمالي على صفقة - يريدها ترامب - إذا كان بولتن جالسًا على طاولة المفاوضات.

أما بالنسبة لإيران، لو انسحب ترامب من الصفقة الإيرانية بناء على طلب بولتن - كما يعتقد الكثيرون أنه سيفعل - سوف يطلق هذا العنان لبرنامج إيران النووي ويحرره من القيود التي تواجهها حاليًا، وهذا سيكون مدعاة للسخرية حيث لم تتمكن الولايات المتحدة من كبح جماح هذا البرنامج إلا عن طريق عقوبات قاسية، وذلك خلال السنوات الأخيرة في رئاسة جورج بوش وأغلب فترتي باراك أوباما، وكانت هذه بمثابة انتكاسة من السنوات التي كان فيها بولتن مسؤولًا، عندما لم يكن هناك هناك عقوبات مالية كبيرة على إيران.بسبب الأحادية الأمريكية.

ومع ذلك، كما يقول الكاتب، فإن أكبر تنافر يمكن أن تُحضره الشراكة بين ترامب وبولتون، هو مسألة الحرب مقابل السلام، ومثالًا على ذلك العراق، حيث كنتُ - والكلام للكاتب - مسؤول الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية في الوقت الذي كان فيه بولتون، وكيلًا لضبط الأسلحة والأمن الدولي، وأتذكر أن بولتن كان من ضمن الذين قادوا دولتنا نحو هذه الكارثة، وهي التي وصفها ترامب في أحد مؤتمرات الحزب الجمهوري بأنها "خطأ كبير".

وعلى العكس من ترامب، ما زال يدافع بولتن عن موقفه من الحرب على العراق، ويصفها بأنها الشيء الصحيح الذي كان ينبغي فعله، بعد آلاف القتلى والأموال الضخمة التي تم إنفاقها، وإطلاق إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وزعزعة استقرار العالم العربي.

لذلك، كما يختتم الكاتب مقاله، يجب على جون بولتن أن يعرف جيدًا أن ترامب قد لا يكون على دراية بكل تلك التفاصيل بعد، وأن يأمل ألا يكتشفهم ترامب قريبًا، وإذا كانت الأشهر الماضية في رئاسة ترامب تُبين شيئًا فهي تدل على أن الوقت ليس في صالح بولتن، وأنه سيتم استبداله قريبًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان