افتتاحية واشنطن بوست: هل يدفع الكونجرس بن سلمان للخروج من اليمن؟
كتبت- رنا أسامة:
رجّحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن يستعين الأمير محمد بن سلمان ببعض التوجيهات من قِبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيال السياسة السعودية في اليمن، في ظل دعوات من مجلس الشيوخ لانسحاب أمريكا من حرب اليمن.
واستهلّت الصحيفة افتتاحيّتها، المنشورة عبر موقعها الإلكتروني، بالقول: "الحاكم الفعلي للسعودية، الإصلاحي على درجة من التهور، محمد بن سلمان، يُمكنه الاستعانة ببعض التوجيه من قِبل أهم حليف للمملكة، الولايات المتحدة".
وتابعت: "بالتوازي مع تبنّيه إصلاحات اجتماعية واعدة، بما في ذلك تخفيف القيود على السعوديات، خاض بن سلمان، (32 عامًا)، مغامرات خارجية غير مدروسة، وقبل كل شيء تدخّل عسكريًا بشكل كارثي في اليمن المجاور".
وأكملت: "وللأسف، لا يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عازمًا على الضغط على بن سلمان للعدول عن سياسته في اليمن، حتى أنه عندما التقاه في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، أغدق على ولي العهد بكلمات الثناء والمديح، مُتفاخرًا بالمشتريات السعودية للأسلحة الأمريكية".
بيد أنه ولحسن الحظ، تقول الواشنطن بوست إن بن سلمان تلقّى استقبالًا أكثر برودة من هذا اليوم في الكونجرس، حيث صوّت أعضاء مجلس الشيوخ، من كلا الحزبين، على قرار يقضي بإنهاء الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
تم طرح هذا القرار، وتلقّى بن سلمان توبيخًا من القادة الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. ووفقًا لرئيس اللجنة، السيناتور الجمهوري بوب كوركر، فإنهم "أدانوا واستنكروا بشدة ما يحدث في اليمن وطالبوا من بن سلمان اتخاذ إجراءات تصحيحية قوية". الأمر الذي اعتبرته الصحيفة بمثابة "رسالة أمريكية مُثلى للسعودية".
ولطالما أعرب بعض المُشرّعين الأمريكيين عن قلقهم إزاء الصراع في اليمن، الذي شهد مستويات عالية من الضحايا المدنيين، وتسبب في أزمة إنسانية. وأعربت وكالات إنسانية عن قلقها جراء تزايد أعداد الضحايا المدنيين الناجمة عن القصف المستمر من قبل قوات التحالف.
وقُتِل أكثر من 9 آلاف شخص وأُصيب عشرات الآلاف في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، والذي خلف أكبر أزمة طوارئ في الأمن الغذائي في العالم، مع وجود أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وتفشّي وباء الكوليرا الذي قدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أواخر العام الماضي، عدد المصابين به في اليمن بمليون شخص.
وقد اندلعت الحرب في اليمن بعدما زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء في أواخر 2014، فسيطروا عليها، ودفعوا بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، المُعترف بها دوليًا، إلى الهروب جنوبًا.
ومنذ عام 2015، يُقدّم (البنتاجون) "دعمًا غير قتالي" للسعودية، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية وإعادة التزود بالوقود جوًا لطائراتها الحربية. والأسبوع الماضي، طلب وزير الدفاع الأمريكي، جايمس ماتيس، من الكونجرس ألا يتدخل في دور أمريكا في اليمن، محذرًا من أن فرض أية قيود قد "يزيد من الإصابات في صفوف المدنيين ويهدد التعاون مع شركائنا في مكافحة الإرهاب، ويقلل من نفوذنا لدى السعودية، كل ذلك من شأنه أن يفاقم الوضع الإنساني هناك".
وبالرغم من ذلك، تقول الصحيفة إن بن سلمان يبدو عازمًا على المُضي قُدمًا في الحرب. وفي حين اتخذت القوات السعودية بعض الخطوات لتخفيف الوضع الإنساني في ديسمبر الماضي، تقول جماعات الإغاثة إن التدابير غير كافية، داعين إلى مزيد من تخفيف الحصار على الميناء الرئيسي في الحُديدة وإعادة فتح صنعاء للطيران التجاري.
وما ينبغي على الكونجرس الضغط من أجله، من وجهة نظر الصحيفة، هو "تخفيف الحصار على الموانئ اليمنية، إلى جانب الالتزام الجدّي بمفاوضات السلام".
وأوضحت أن مشروع القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ يرتبط بفشل الإدارة الأمريكية في الحصول على موافقة الكونجرس لإيصال بعثة مساعدات إنسانية إلى اليمن، والتصديق على دعوتها للانسحاب الأمريكي الكامل من هناك.
وفي خِتام افتتاحيتها، ترى الواشنطن بوست أن "أفضل نهج يُمكن لأمريكا تطبيقه في اليمن يتمثل في تقديم المزيد من المساعدات العسكرية كنوع من إجراءات الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك فتح الموانئ والمطارات، والعمل على التوصّل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الأزمة. وإذا تمكن الكونجرس من إقناع بن سلمان بالخروج من اليمن، ستزيد فرص تحسين عمليات الإصلاح داخل المملكة".
فيديو قد يعجبك: