هآرتس: بن سلمان لم يكن مرتاحا لمفاجأة ترامب عن صفقات الأسلحة مع الرياض
كتبت- هدى الشيمي:
استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحفاوة خلال زيارته للولايات المتحدة الثلاثاء الماضي، ووافق على صفقة مُحتملة لبيع صواريخ وأسلحة للمملكة، وأكد على قوة العلاقات بين البلدين، رغم الانتقادات التي تواجهها الرياض بسبب الحرب في اليمن.
وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن ترامب وبن سلمان اجتمعا في المكتب البيضاوي، وأكدا قوة العلاقات السعودية الأمريكية، بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين توترًا واضطرابًا خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والذي منح اهتمامًا كبيرًا لإيران، منافسة السعودية الأقوى في المنطقة.
وذكرت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، أن ترامب مثل بن سلمان، كلاهما يملكان وجهات نظر مُتشددة جدا تجاه إيران، واتضح ذلك بعد تشبيه بن سلمان للمرشد الأعلى في إيران آية الله خامنئي بالزعيم النازي أدولف هتلر.
كانت وكالة رويترز قد أفادت، الخميس الماضي، بأن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أنها وافقت على صفقة محتملة لبيع صواريخ "تاو 2 بي" للمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن قيمة الصفقة بحوالي 670 مليون دولار.
ولفتت الوزارة إلى أنها أبلغت الكونجرس بالصفقة الخاصة بصواريخ مضادة للدبابات.
واعتبرت الخارجية الأمريكية أن حصول السعودية على صفقة الأسلحة يدعم أهداف الأمن القومي الأمريكي وسياسة واشنطن الخارجية، مشيرة إلى أنه سيساهم في تحسين الأمن في دولة صديقة كانت ومازالت قوة مهمة للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط.
وبحسب مصادر في البيت الأبيض، فإن ترامب حمل بين يديه لوحة كرتونية تضمنت مشتريات السعودية من المعدات والأسلحة الأمريكية، وقال "من حيث الدولارات: ثلاثة مليارات دولار، 633 مليون دولار، 525 مليون دولار. وهذا فول سوداني بالنسبة اليك، كان يجب أن نزيدها. 880 مليون دولار، 645 مليون دولار. 6 مليارات دولار، وهذا للفرقاطات. 889 مليون. 63 مليون وهذا من أجل معدات على اختلاف أنواعها".
وقال مصدر على إطلاع بالاجتماع الثنائي لشبكة "سي إن إن"، إن عرض ترامب لهذه الخرائط والرسوم بيانية على بن سلمان لإظهار حجم المشتريات السعودية للمعدات العسكرية الأمريكية، من سفن وصواريخ دفاعية، وطائرات ومقاتلات حربية، جعل بن سلمان يشعر بالإهانة، وبدا غير مُرتاحا.
وأضاف: "بن سلمان لم يتوقع أن يُعرض عليه تفاصيل الاتفاقيات العسكرية والتي تبلغ تكلفتها مليارات الدولارات، لاسيما وأنه يهدف من هذه الزيارة لتحسين صورة بلاده أمام الأمريكيين والمجتمع الدولي بأكمله".
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين: "السعودية دولة ثرية، وستعطي جزءا من ثروتها للولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يكون ذلك على شكل وظائف، أو شراء أفضل معدات عسكرية في العالم".
وترى هآارتس أن استقبال ترامب الحار لبن سلمان يؤكد مدى قوة دعم حكومته لولي العهد، الذي شن حملة ضد الفساد، في نوفمبر الماضي، عززت سلطته، وسط انتقاد الدول الأجنبية لسياسته الخارجية. وفي الوقت ذاته، تشهد المملكة مناخًا جديدًا تسوده الحريات الاجتماعية مع صعود ولي العهد، 32 عامًا، بعد عقود من حكم كبار السن، والشيوخ.
وذكرت الصحيفة أن ترامب وبن سلمان ناقشا اتفاقا العام الماضي يبلغ قيمته 200 مليار دولار من استثمارات السعودية مع الولايات المتحدة، بما فيها عمليات شراء كُبرى لمعدات عسكرية أمريكية. وقال ترامب إن المبيعات العسكرية ساعدت على خلق 40 ألف وظيفة أمريكية.
فيديو قد يعجبك: