ترامب يحاول اقناع الجيش الأمريكي ببناء الجدار الحدودي مع المكسيك

كتب – محمد الصباغ:

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن وعده الانتخابي خلال انتخابات الرئاسة عام 2016، بأن يجعل المكسيك تمول الجدار الحدودي بين البلدين، بهدف مواجهة الهجرة غير الشرعية.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن ترامب بدأ يضغط سرًا من أجل إقناع الجيش الأمريكي بتمويل عملية بناء الجدار الحدودي.

وقد تصل تكلفة بناء الجدار إلى حوالي 1.6 مليار دولار أمريكي، واقترح ترامب على وزير الدفاع جيمس ماتيس أن يمول الجيش هذا المشروع مرجعًا ذلك إلى المخاطرة المتعلقة بـ"الأمن القومي".

وخلال الأسبوع الماضي، قال ترامب لرئيس مجلس النواب الأمريك بول رايان، إن الجيش يجب أن يدفع ثمن بناء الجدار، وذلك بحسب ما نقلته واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع بين الطرفين.

وتُشير مساعي ترامب لاستخدام ميزانية وزارة الدفاع في تمويل عملية بناء الجدار، إلى عزمه على الوفاء بوعده الانتخابي، وبناء الجدار رغم معارضة الكونجرس، الذي يشكل السياسيون الجمهوريون أغلبية أعضائه.

وأكد موقع "سي إن إن" أيضًا هذه التكهنات، لكنه أشار إلى أن أي تغير في طريقة إنفاق الموازنات التي أقرها الكونجرس يجب أن تكون بموافقة المجلس نفسه، وهو الأمر الذي من الصعب أن يحصل عليه ترامب.

وقال مسئول رسمي للشبكة الأمريكية إن الرئيس ترامب عرض فكرة تمويل الجيش للجدار على عدد من الأشخاص، كخطة بديلة. وأضاف المصدر: "هناك خيارات مختلفة تماما أمامنا، وهذا أحدهم".

ومن الخيارات الأخرى أمام ترامب هو رفع قيمة رسوم العبور للأشخاص على الحدود الأمريكية المكسيكية، وقال المصدر: "يمكن دائما زيادتها واستخدام العائد".

وحينما تلقت سؤالا حول الأمر، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إنها لا تستطيع الخوض في تفاصيل متعلقة بهذا الشأن، وأضافت أن ما يمكنها قوله هو إن عملية البناء مستمرة.

وكان ترامب قد كتب عبر حسابه عبر موقع تويتر قبل أيام، إن وزارة الدفاع حصلت على ميزانية حوالي 716 مليار دولار. وفي نفس التغريدة بدأ يعدد فوائد بناء الجدار على الحدود مع المكسيك. واختتم التغريدة بعبارة "بناء الجدار بواسطة (M)".

وأشار تقرير واشنطن بوست إلى أن مصادر مقربة أشارت إلى أن حرف "M" كانت ترمز إلى الجيش، والذي قد يمول بناء الجدار.

وقال مسئولان في البيت الأبيض لواشنطن بوست إن ترامب اعتبر زيادة موازنة وزارة الدفاع سببا يجعلها تتحمل مبلغ 1.6 مليار دولار ثمنًا لإقامة الجدار.

وحاول ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض الحصول على تمويل من الكونجرس لبناء الجدار الحدودي، ولكنه لم ينجح في ذلك، كما التزمت المكسيك بموقفها الرافض لتمويل بناء الجدار الذي وعد ترامب بأنها ستدفع ثمن بنائه.